كورونا يجبر اليهود المتشددين في إسرائيل على الالتزام بالإجراءات الوقائية

يهود بني براك يعتبرون أن الجائحة “جاءت من الله” وقرار “الإغلاق” أيضا من الله.
الاثنين 2020/09/07
التزام إجباري

بني براك (اسرائيل) – بدت مدينة بني باراك  في مارس الماضي “متمردة” على الإجراءات الحكومية لمكافحة تفشي وباء كورونا المستجدّ، ما أجبر السلطات حينها على نشر تعزيزات عسكرية لمساندة الشرطة في فرض الإجراءات الوقائية.

أما الإثنين، فيلتزم يهود متشددون يرتدون الزي التقليدي الخاص بهم، عباءة سوداء شبيهة بالمعطف تتدلى منها خيوط بيضاء، يسيرون في شوارع بني باراك، بوضع كمامات باللونين الأزرق والأبيض.

إنه أمر واضح! نحن مستهدفون” يقول يوناثان وهو يضع كمامة زرقاء على أحد أرصفة مدينة بني براك ذات الغالبية من اليهود المتشددين، وحيث فرضت السلطات الاسرائيلية للتو إغلاقا جزئيا في محاولة لوقف موجة جديدة من انتشار فايروس كورونا المستجد.

والأحد، أعادت إسرائيل فرض إغلاق ليلي على نحو أربعين مدينة، بينها المدن ذات الأغلبية العربية ومدينة بني براك ذات الأغلبية من اليهود المتشددين.

يقول أفرهام وهو أحد الناجين من المحرقة النازية (هولوكوست) ومعلم مدرسة ثانوية متقاعد، “يجب أن يشمل ذلك الدولة بأكملها، ليس نحن فقط”.

كان أفراهام في طريقه إلى كنيس الحي الصغير حيث يتلقى دروسا في التلمود، في الداخل، تم الفصل بين الرجال الموجودين وهم من كبار السن باستخدام أغطية بلاستيك شفافة، وهو إجراء جديد فرضته إجراءات احتواء فايروس كورونا.

ويفسر أفرهام كيف أن الشبان من المتدينين باتوا يرتادون المدارس الدينية خارج بني براك.

وبحسب الرجل الثمانيني، تم تقديم إحدى حفلات الزفاف إلى الأحد بعد انتشار الشائعات عن إغلاق كامل جديد، قائلا “بقينا نحن الأكبر سنا هناك حتى الساعة التاسعة مساء ثم بعد ذلك وصل الشبان”.

ويضيف “قمنا بتعديل الساعات لتجنب انتشار الفيروس وإصابة كبار السن ومن هم أكثر ضعفا. التزمت زوجتي طوال المساء وضع الكمامة وفضلت أن لا تأكل حتى لا تضطر إلى خلعها”.

وأحصت إسرائيل التي يبلغ عدد سكانها نحو تسعة ملايين، حتى الأربعاء نحو 132 ألف إصابة بفايروس كورونا، و 1022 وفاة.

كنيس خارجي

صلاة خارج الكنيس
صلاة خارج الكنيس

في موقع آخر في المدينة، كان خانوخ فيكسلر يصلي في الطابق الأول من أحد المباني وينظر من نافذته إلى الفناء الخارجي للمبنى، حيث عشرون من أبنائه وأحفاده وأقاربه يصلون.

وفضل هؤلاء الصلاة في الهواء الطلق حماية لصحة خانوخ الضعيفة.

كان الهواء المنبعث من المراوح يقلب صفحات كتب الصلاة، بينما صوت الأبواق (الشوفار)، وهو قرن كبش يستخدم قبل وخلال الأعياد اليهودية، يصدح من الكنس اليهودية القريبة.

وعلى زاوية إحدى الطاولات، وضعت صفحة من التوراة عند زجاجة بلاستيك تحوي سائلا كحوليا.

ويفسر يعقوب الذي أمضى خمسين دقيقة يصلي واضعا كمامة واقية أن ذلك “للتكيف مع الفيروس”.

يحتفظ يعقوب (72 عاما) الذي يستعين بجهاز تنفس لمعاناته مشاكل في الرئتين، بمشاهدة صعبة عن الأيام الأولى من الإغلاق.

وواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مؤخرا، ضغوطا من أعضاء الأحزاب اليهودية المتشددة المتحالفين معه، بهدف تخفيف قيود الإغلاق الجديد.

وأورد يعقوب أن “نتانياهو قرر حظر التجول ليلا وليس الإغلاق الكامل بسبب مقاومتنا”.

أما يوناثان فيشير إلى التزام اليهود المتشددين في مدينته بالإجراءات التي تفرضها الحكومة للحد من انتشار الوباء رغم أن “معلومات كثيرة لا تصلنا”.

ويضيف “نضع الكمامة ونفعل كل ما يتطلبه الأمر”.

واعتبر يوناثان أن الجائحة “جاءت من الله”، وقرار “الإغلاق” أيضا من الله.