كورونا يتسبب في اغلاق مزارات دينية والتخلي عن تقاليد عراقية

بابل أول محافظة عراقية تغلق المزارات الدينية تجنّبا لانتشار فايروس كورونا.
الأحد 2020/03/01
اتخاذ التدابير اللازمة

بغداد – تسببت المخاوف من انتشار فايروس كورونا المستجد في تغيير بعض العادات والتقاليد الأساسية في الحياة الاجتماعية بالعراق وفي اغلاق بعض المزارات الدينية، ورغم أن الإصابات المؤكدة بالفايروس لم تتجاوز 13 حالة إلا أنّ العراقيين قد سارعوا لاتخاذ التدابير اللازمة التي تحول دون انتشاره.

وقال الشيخ خليل الإبراهيمي، أحد شيوخ عشائر “بني تميم” في بغداد إنه “بفضل الإنترنت صار الجميع يدرك خطورة الوضع الصحي جراء فيروس كورونا، بالتالي قدّر الجميع  أن الاستمرار بالتقاليد والعادات العشائرية أو حتى الشعبية في الزيارات وتنظيم الاحتفالات الجماعية والحضور في مجالس العزاء صار له ضرر كبير على المجتمع”.

وشدد الإبراهيمي على أن “مصلحة المجتمع تعلوا على التقاليد والعادات، ولأن إمكانيات العراق الصحية غير قادرة على احتواء الفيروس في حال تفشيه، صار واجب شيوخ عشائر التفكير بمصلحة المجتمع”، متابعا “لذا قررنا التقليل من التجمعات العامة لأي ظرف كان، حتى لا نكون طرفا في انتشار الفيروس القاتل”.

وقررت قبائل في محافظة المثنى جنوبي العراق “تجميد” عادة التقبيل في المناسبات والاكتفاء بالمصافحة منعًا لانتشار “كورونا”.

وعادة ينتقل فايروس كورونا من شخص إلى آخر أثناء فترة حضانة الفيروس، البالغة 14 يوما، عبر الرذاذ الملوث أو الأيدي الملوثة أو السطوح الملوثة بالفيروس.

تعقيم أماكن العبادة
تعقيم أماكن العبادة والمزارات الدينية

وفي سياق متّصل، أمر محافظ بابل حسن المنديل، الأحد، بإغلاق المزارات الدينية في المحافظة أمام الزائرين حتى إشعار آخر خوفا من تفشي الفايروس.

وقال المكتب الإعلامي لمحافظ بابل في بيان إن “المحافظ حسن المنديل وجّه بإغلاق المزارات الدينية أمام الزائرين القادمين الى المحافظة من جميع المدن العراقية”.

وأوضح البيان أن “الاجراء جاء حفاظا على سلامة المواطنين، وكإجراء احترازي للوقاية من فيروس كورونا المستجد”.

وكانت محافظة بابل أعلنت السبت عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في المحافظة إلى جانب 4 حالات أخرى مؤكدة في بغداد، ليرتفع العدد الاجمالي المسجل في العراق إلى 13 إصابة.

وتضم محافظة بابل العشرات من المزارات الشيعية والأضرحة والمقامات، أبرزها مقام الإمام علي رابع الخلفاء الراشدين، ومرقد النبي ذو الكفل، ومرقد النبي أيوب، ومقام النبي إبراهيم الخليل.

وأغلقت محافظتا كربلاء والنجف ليوم واحد مراقد الإمام علي ونجليه الإمام الحسين والعباس، لغرض التعقيم، بعد تسجيل حالة إصابة لطالب إيراني يدرس العلوم الإسلامية في النجف الأسبوع الماضي.

ودفع الإعلان عن ارتفاع حالات الوفاة والإصابة بـكورونا في إيران آلاف العراقيين، ممن كانوا في رحلات علاجية أو سياحية دينية إلى العودة من إيران عبر المنافذ الحدودية، وسط إجراءات طبية “بسيطة” في المنافذ البرية والمطارات.في أحد المعابر الحدودية

وقال منشد الطائي، عامل في منفذ “المنذرية” الحدودي مع إيران بمحافظة ديالى شرقي العراق إن “المنفذ يشهد توافد نحو ثلاثة آلاف مسافر يوميا عائدين من إيران إلى العراق، لا نمتلك أماكن كافية لحجز 3 آلاف شخص يوميا، ونكتفي بالفحص المتوفر لمعرفة إن كان الشخص مصابا أم لا.. وفي حال الشك في إصابة شخص ما يتم حجزه”.

وأضاف الطائي أن “المشكلة هي أن أعراض هذا المرض لا تظهر على المصاب لمدة أسبوعين، وهنا تمكن خطورة دخول العوائل العراقية القادمة من مختلف المدن الإيرانية”.
واحتشد المئات من أهالي ديالى، الأسبوع الماضي، أمام منفذ “المنذرية” مطالبين بإغلاقه خوفا من انتشار “كورونا”.

وقررت السلطات العراقية، الأربعاء الماضي، تعليق الدراسة في الجامعات والمدارس وإغلاق مراكز التجمع العامة لمدة 10 أيام ومنع سفر المواطنين إلى تسع دول، هي الصين، إيران، اليابان، كوريا الجنوبية، تايلاند، سنغافورة، إيطاليا، الكويت والبحرين، باستثناء الوفود الرسمية والأجنبية والهيئات الدبلوماسية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، نهاية يناير الماضي، حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر في دول عديدة، وأثار حالة رعب تسود العالم.

وسجل العالم حتى السبت الماضي، أكثر من ألفين و900 وفاة ونحو 86 ألف مصابا بفايروس “كورونا”، معظمها في الصين، حسب معلومات جمعتها وكالة “أسوشييتد برس”.

وظهر الفيروس في مدينة ووهان وسط الصين لأول مرة، في 12 ديسمبر 2019، وانتشر لاحقا في 60 دولة، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.