كورونا تُخرج الوضع الصحي في إيران عن السيطرة

واشنطن – قال جنرال أميركي كبير، الخميس، إن إيران تعلن أرقاما أقل بكثير من الأرقام الحقيقية لضحايا فايروس كورونا. وعبر عن اعتقاده في أن “الوباء العالمي يجعل طهران أكثر خطورة”، بعد يوم واحد من الهجوم الذي استهدف قواعد تؤوي جنودا أميركيين في العراق ما أسفر عن مقتل جندي أميركي وآخر بريطاني.
وقال الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة المركزية الأميركية “أعتقد أن له تأثيرا على كيفية اتخاذهم (اتخاذ الإيرانيين) القرارات، أعتقد أن هذا يبطئهم، أعتقد أنهم يعلنون عن عدد أقل بكثير مما هو حقيقي”.
وقال ماكينزي إنه على الرغم من عدم تأكده من تأثير الفايروس فإن “الأنظمة الشمولية” تتصرف عادة تجاه الضغوط القصوى بالتركيز على التهديدات الخارجية. وهذا ما بدا واضحا في الواقع منذ تسجيل أولى الإصابات في إيران؛ حيث تزامن ذلك مع الانتخابات التشريعية، وهو ما جعل السلطات تتوجس من فقدان حظوتها في الشارع، خاصة بعد موجة احتجاجات اجتاحته في نوفمبر الماضي، واتهم آنذاك المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الإعلام الأجنبي بمحاولة ثني الناخبين عن التوجه إلى صناديق الاقتراع.
وأضاف ماكينزي خلال جلسة استماع له في مجلس الشيوخ “أعتقد أن هذا ربما يجعلهم أكثر خطورة في ما يتعلق باتخاذ القرارات”.
ويأتي حديث ماكينزي في وقت يبدو فيه أن الوضع الصحي في إيران قد خرج بالفعل عن السيطرة، حيث سجل البلد الفارسي الأربعاء أعلى نسبة وفيات له منذ اكتشاف الفايروس.
والخميس أعلن وزير الصحة الإيراني، سعيد نميكي، أنه تم إجراء فحص طبي لـ3.5 مليون شخص في 4 محافظات بالبلاد، خلال يومين، ضمن إطار جهود مكافحة فايروس كورونا.
ونقل التلفزيون الحكومي الإيراني عن نميكي أن وزارة الصحة الإيرانية أطلقت في الخامس من مارس الجاري حملة لمكافحة الفايروس، عبر فريق مكون من 300 ألف شخص.
وأضاف أن الخطة تستهدف تشخيص الفايروس في وقت مبكر، واتخاذ التدابير اللازمة بخصوص ذلك.
وأوضح أنه تم فحص 3.5 مليون إيراني خلال يومين، في 4 محافظات، بينها قم وغيلان اللتان شهدتا أكبر انتشار للفايروس.
وتعد إيران من بين البلدان الأكثر انتشارا لفايروس كورونا بعد الصين وإيطاليا؛ حيث ظهرت أول إصابة بالفايروس في مدينة قم في 19 فبراير الماضي.
وأعلنت السلطات الصحية في إيران الخميس تسجيل 75 وفاة جديدة جراء فايروس كورونا، في أعلى حصيلة وفيات يومية منذ بدء انتشار الفايروس في البلاد، ليرتفع عدد الوفيات إلى 429، في حين تجاوز عدد المصابين 10 آلاف شخص.
وهذه أعلى حصيلة وفيات يومية بالفايروس خلال ثلاثة أسابيع منذ إعلان الجمهورية الإسلامية أولى الوفيات بالفايروس في الشهر الماضي.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور خلال مؤتمر صحافي متلفز “خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أُصيب 1.075 شخصاً بفايروس كوفيد – 19، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 10.075”.
وأضاف أنه “توفي 75 شخصا ادخلوا الى المستشفى خلال الأيام القليلة الماضية، واليوم أصبح إجمالي عدد من غادرونا 429 مصابا”.
ويعتبر انتشار الفايروس في إيران من بين الأشد فتكا خارج الصين التي نشأ فيها الوباء.
وأسفر الفايروس عن وفاة شخصيات سياسية في إيران، أبرزهم رجل الدين هادي خسرو شاهي، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام محمد مير محمدي، والسفير السابق لدى دمشق حسين شيخ الإسلام، والنائبة بالبرلمان فاطمة رهبر.
وتفيد إحصاءات غير رسمية، بأنه حتى مساء الأربعاء سجلت 125.597 إصابة بكورونا، في 121 دولة وإقليما، وتسبب الفايروس في وفاة 4.605 أشخاص في العالم.
وتشكك المعارضة في الأرقام التي تقدمها السلطات في إيران بشأن حصيلة ضحايا الفايروس، لاسيما أن كورونا أودى بحياة شخصيات بارزة على غرار نواب بالبرلمان الإيراني ومسؤولين في الحكومة.