كوتسيس يتعهد بدعم السودان في معركة شطبه من قائمة الإرهاب

الخرطوم - تعهد القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم بالعمل مع السودان من أجل إخراجه من اللائحة الأميركية “للدول الراعية للإرهاب”، مشيرا إلى وجود تحديات كثيرة تقع على عاتق السودانيين لحلها.
وتأتي تصريحات القائم بالأعمال الأميركي ستيفن كوتسيس في ظل استعدادات لإطلاق المرحلة الثانية من المباحثات بين الولايات المتحدة والسودان والتي يسعى الأخير لأن تنتهي بشطبه من القائمة السوداء.
وخلال احتفال نظمته سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم بمناسبة العيد الوطني الأميركي (الرابع من يوليو) قال كوتسيس “ما زالت هناك تحديات كثيرة. معظمها يجب أن يحلها السودانيون”.
وأضاف “لكنني لا أستطيع أن أنكر أنه طالما بقي السودان على لائحة الدول الراعية للإرهاب، فسيكون من الصعب التغلب على هذه التحديات”، متابعا “أتعهد لكم بأن تعمل هذه السفارة بكل طاقتها وتركيزها على تهيئة الظروف لإخراج السودان من هذه اللائحة”.
ويقول مراقبون إن كوتسيس يقصد بالتحديات خاصة تلك التي هي في علاقة بتعثر عمليات السلام في بعض الأقاليم السودانية وخاصة في إقليم دارفور غرب البلاد، فضلا عن سجل حقوق الإنسان الذي لم يشهد تحسنا كثيرا في ظل استمرار التضييقات على المعارضة والناشطين الحقوقيين.
وكانت الولايات المتحدة رفعت في أكتوبر الحظر التجاري المفروض منذ عقود على السودان، لكنها أبقت الدولة الأفريقية على قائمتها السوداء للدول “الراعية للإرهاب” والتي تضم أيضا إيران وسوريا وكوريا الشمالية.
ويقول المسؤولون السودانيون إن وجود بلدهم على هذه اللائحة يجعل البنوك الدولية حذرة من القيام بأعمال في السودان وبالتالي يعوق النهضة الاقتصادية للبلاد.
وفي خطوة لافتة أقدمت مؤخرا وزارة الخزانة الأميركية على تخفيف القيود على بعض المبادلات التجارية للسودان، بيد أن الخرطوم تتطلع إلى المزيد.
وتضرّر الاقتصاد السوداني بشدة من ازدياد معدلات التضخم وارتفاع الدين الخارجي إلى أكثر من 50 مليار دولار وخسارة البلاد العائدات النفطية منذ استقلال الجنوب في عام 2011.
ويعتبر المسؤولون السودانيون أن إخراج الخرطوم من اللائحة الأميركية السوداء سيجعل الممولين الدوليين يفكرون في الاستثمار في السودان.
وفي 1997 فرضت واشنطن عقوبات على الخرطوم التي كانت متهمة بدعم مجموعات إسلامية متطرفة، لا سيما وأن مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أقام في السودان بين عامي 1992 و1996.
وبعد عقود من التوتر، تحسّنت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن والخرطوم في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لتستمر مع الرئيس الحالي دونالد ترامب وإن كان البعض يقول إنه من الصعب الجزم بأن الأخير سيقدم خلال فترة ولايته على إخراج السودان من اللائحة السوداء.