كوب 28 يوسع الخيارات حول مستقبل الوقود الأحفوري

80 دولة تطالب باتفاق يدعو للتخلص من استخدام الوقود الأحفوري.
السبت 2023/12/09
الوقود الأحفوري صلب مناقشات كوب 28

دبي- نُشرت الجمعة نسخة جديدة من مسودة الاتفاق النهائي لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) في دبي مع توسيع الخيارات بشأن الوقود الأحفوري، في محاولة لإيجاد صيغة يمكن أن تتوافق بشأنها الدول المتعارضة في توجهاتها.

وهذه النسخة الثالثة التي تشكل أساسا للتفاوض قبل النص النهائي الذي يفترض اعتماده في ختام المؤتمر الثلاثاء المقبل، تتناول في 27 صفحة و206 من مواد الخيارات المختلفة التي طرحتها مختلف البلدان، مع صيغ جديدة.

وفي ما يتعلق بالوقود الأحفوري الذي هو في صلب المناقشات، طُرحت خمسة خيارات بما في ذلك خيار عدم التطرق إليه، إضافة إلى “الاستغناء عن الوقود الأحفوري بما يتوافق مع أفضل المعارف العلمية المتاحة”.

وتشدد صيغتان أخريان حول التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) على نحو أكثر تحديدًا على دور تقنيات احتجاز الانبعاثات.

ستيفن جيلبو: سنغادر المؤتمر بقدر من الاتفاق على الوقود الأحفوري
ستيفن جيلبو: سنغادر المؤتمر بقدر من الاتفاق على الوقود الأحفوري

لكن مصير الوقود الأحفوري مذكور أيضا بشكل غير مباشر في فقرات أخرى من النص، ولاسيما الفقرة التي تدعو إلى مضاعفة قدرة الطاقات المتجددة في العالم ثلاث مرات بحلول 2030.

ومن ثم، فإن هذا يفتح الطريق أيضا لصياغة نهائية يمكن أن تربط بين مصير الطاقات الأحفورية والمتجددة.

وقال ستيفن جيلبو وزير البيئة الكندي “أثق بأننا يجب أن نغادر دبي وكوب 28 بقدر من الاتفاق بشأن الوقود الأحفوري حتى وإن كان أقل من مستوى الطموح الذي يريده البعض، فستظل لحظة تاريخية”.

ويمكن لتطوير مصادر الطاقة المستدامة أن يُستخدم بطريقة تؤدي إلى أن تحل محل الطاقة المنتجة بالاعتماد على الوقود الأحفوري، وفقا لأحد الخيارات المقترحة.

وتكرر هذه العبارة ما جاء في الإعلان المشترك الذي صدر في نوفمبر الماضي عن الصين والولايات المتحدة، أكبر دولتين مصدرتين للانبعاثات في العالم.

والتزمت القوتان حينها بـ”تسريع نشر مصادر الطاقة المتجددة بما يكفي لتسريع استبدال الفحم والنفط والغاز في إنتاج الكهرباء”.

ولكن ما زالت كل هذه الخيارات مطروحة وبعض البلدان لا ترغب في رؤية صيغ محددة بشأن الطاقة، ومن بين الخيارات أيضا عدم التطرق بتاتا إلى مصادر الطاقة المتجددة.

وحث سلطان الجابر رئيس مؤتمر كوب 28 الدول على أن تستيقظ من “سباتها” وتعمل معا من أجل التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء أسبوعي المؤتمر.

وقال في افتتاح الجلسة العامة التي انضم إليها وزراء الدول إلى المداولات مع تبقي خمسة أيام فقط مع دخول القمة أصعب مراحل المفاوضات “أرجوكم فلننجز هذه المهمة”.

وأضاف الجابر “أريد منكم أن تقدموا المساعدة وأريد منكم أن تستيقظوا من سباتكم”.

ولم يتم التوصل إلى حل بعد لكيفية تعامل ما يقرب من مئتي دولة مشاركة في المؤتمر مع مسألة الوقود الأحفوري، وهو المصدر الرئيسي للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري العالمي.

وتطالب 80 دولة على الأقل بالتوصل إلى اتفاق في كوب 28 يدعو للتخلص من استخدامه في نهاية الأمر.

وسيكون اتخاذ مثل هذا الموقف غير مسبوق بعد ثلاثة عقود شهدت مؤتمرات للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، ولكنها لم تتناول قط الدور المستقبلي للوقود الأحفوري.

وأكد مفاوضون أن بعض الدول التي يعتمد اقتصادها على الوقود الأحفوري لا تزال تعارض التحدث في الأمر.

وقال سفير فرنسا للمناخ ستيفان كروزات إن “أكبر عقبة هي أن بعض الدول، مثل السعودية، تشعر أن بإمكانها الاستمرار في إنتاج واستخدام الوقود الأحفوري مع استخدام تقنيات التقاط الكربون التي لا تزال باهظة الثمن ولم يتم توسيع نطاقها بعد”.

وأضاف كروزات لرويترز “نشعر أن الأمر غير واقعي فحسب”.

لم يتم التوصل إلى حل بعد لكيفية تعامل مئتي دولة مشاركة في المؤتمر مع مسألة الوقود الأحفوري، وهو المصدر الرئيسي للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري

وقال وزير المناخ الماليزي نك نظمي نك أحمد لرويترز “نحن لا ننكر الآثار السلبية لتغير المناخ لكن لا يمكن أن تسير كل دولة على نفس الخطى عندما يتعلق الأمر بالتحول نحو ممارسات بيئية أفضل”.

وأضاف “بصفتنا دولة نامية ومنتجة للنفط والغاز على حد سواء، فإننا نعتقد أن أيّ تخلص تدريجي يجب أن يتم بالتدريج ويكون عادلا للبلدان النامية”.

ووجه سايمون ستيل الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ نداء مفعما بالحماس إلى الدول، إذ قام بتذكيرهم أن العلم يدعم هدف الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الثورة الصناعية.

وقال ستيل، وهو من غرينادا “الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة ضمن 1.5 درجة مئوية هو حد واقعي. إنه ليس مجرد اختيار”.

وتابع “تجاوز 1.5 درجة يعني أننا سنفقد على الأرجح الصفائح الجليدية بشكل لا رجعة فيه” وارتفاع مستوى سطح البحر 10 أمتار وزوال الشعاب المرجانية التي تدعم الثروة السمكية في العالم.

وأوضح أن درجات الحرارة قد تصل إلى مستويات متطرفة لدرجة أن “ملياري شخص سيعيشون في مناطق تتجاوز حدود القدرة البشرية وتشكل تهديدا للحياة”.

وفي الوقت نفسه، تعمل دول شرق أوروبا جاهدة على حل مشكلة مكان عقد قمة كوب 29 العام المقبل بعد أن أكدت روسيا أنها ستمنع أيّ عضو في الاتحاد الأوروبي من تولي رئاسة مؤتمر الأطراف.

وبحلول الجمعة، انضمت أذربيجان إلى المرشحين وعرضت استضافة الحدث. وعرضت مولدوفا وصربيا أيضا تولي الرئاسة الدورية للمؤتمر.

10