كوب 28 يوجه الأنظار إلى ضرر غاز الميثان

مستويات الميثان في الغلاف الجوي حاليا أصبحت أعلى بمرتين ونصف المرة من مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
الأربعاء 2023/11/22
الميثان وانبعاثات الكربون ملفان حاضران في مباحثات كوب28

دبي - تركز مفاوضات المناخ غالبا على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لكن في مؤتمر الأطراف كوب28 الذي تحتضنه دبي بعد أيام سيركز الاهتمام أيضا على غاز الميثان إذ توجد أدوات لمحاربة غاز الدفيئة القوي هذا.

والميثان غاز موجود بكثرة في الطبيعة وعنصر رئيسي في الغاز الطبيعي، وهو ثاني أكثر الغازات الدفيئة المسببة لتغير المناخ بعد ثاني أكسيد الكربون.

لكن تأثيره على الاحتباس الحراري أكبر بحوالي 28 مرة من تأثير ثاني أكسيد الكربون خلال فترة ممتدة على قرن من الزمن.

وأصبحت مستويات الميثان في الغلاف الجوي حاليا أعلى بمرتين ونصف المرة من مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

ويساهم الميثان أيضا في إنتاج الأوزون، وهو ملوث خطر للبشر والأنظمة البيئية.

وليام جيليت: التسربات مرتفعة جدا في مناطق استخراج الغاز
وليام جيليت: التسربات مرتفعة جدا في مناطق استخراج الغاز

ويأتي حوالي 40 في المئة من غاز الميثان من مصادر طبيعية، خصوصا في المناطق الرطبة، لكنّ الجزء الأكبر منه، أي 50 في المئة تقريبا مرتبط بالنشاط البشري.

أما المصدر البشري الرئيسي فهو الزراعة المسؤولة عن ربع الانبعاثات الناجمة عن تربية المواشي إذ تطلق الأبقار والأغنام غاز الميثان خلال عملية الهضم والسماد.

وبالنسبة لزراعة الأرز توفر الحقول المغمورة بالمياه ظروفا مثالية للبكتيريا التي ينبعث منها غاز الميثان.

وبعد الزراعة مباشرة، يأتي الوقود الأحفوري المتمثل في الفحم والنفط والغاز بسبب تسربات من منشآت الإنتاج والنقل، أي خطوط أنابيب الغاز، بالإضافة إلى عمليات إطلاق مقصودة أثناء صيانتها.

وكذلك، تصدر عن النفايات المنزلية كميات كبيرة من غاز الميثان عندما تتحلل.

وما زالت التقديرات لكمية الميثان المنبعثة في الغلاف الجوي غير دقيقة وفق الوكالة الدولية للطاقة، رغم التقدم الذي أُحرز في مراقبة الانبعاثات بفضل الأقمار الاصطناعية.

وتشير تقديرات الوكالة إلى أنه من شأن الخفض السريع لانبعاثات غاز الميثان المرتبطة بقطاع الوقود الأحفوري أن يمنع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 0.1 درجة مئوية بحلول منتصف القرن الحالي.

وقد يبدو ذلك الرقم متواضعا، لكن تأثيره أكبر من تأثير “إزالة كل السيارات والشاحنات في العالم عن الطرق على الفور”.

وأشار المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول إلى أن ذلك يعد “واحدة من أفضل الفرص وأقلها كلفة” للحد من احترار المناخ.

ويمكن تحقيق ذلك عبر إصلاح التسربات في منشآت الطاقة الأساسية أو وضع حد للانبعاثات لغاز الميثان أثناء أعمال صيانة خطوط أنابيب الغاز.

وأكد وليام جيليت، مدير برنامج الطاقة في المجلس العلمي لمعاهد العلوم الأوروبية، لوكالة فرانس برس أن “التسربات مرتفعة جدا في مناطق يستخرج فيها الغاز الطبيعي”.

لكنه أشار إلى أن بعض البلدان، خصوصا النرويج، أظهرت أنه من الممكن أيضا استخراج الغاز وتوفيره بحد أدنى من التسربات.

Thumbnail

وفي الزراعة، يمكن على سبيل المثال تعديل النظام الغذائي للمجترات، مثل إضافة مركّبات كيميائية تمنع إنتاج الميثان. وثمة خيار آخر أكثر تطرفا وهو خفض أعداد الماشية على النحو الذي أوصى به ديوان المحاسبة في فرنسا.

أما بالنسبة إلى حقول الأرز، فإن تغييرات في طريقة إدارة المياه هي طريقة “واعدة جدا”، وفق تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو).

وفي العام 2021، أطلق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مبادرة “غلوبل ميثان بليدج” بهدف خفض انبعاثات غاز الميثان العالمية بنسبة 30 في المئة بحلول العام 2030 مقارنة بالعام 2020.

وتضم المبادرة اليوم حوالي 150 دولة، لكن الصين والهند وروسيا ليست جزءا منها.

وقال جيليت إنه “بهدف إبطاء تغير المناخ، سيكون من الضروري أن تنضم إلى هذا الالتزام العالمي أهم الجهات الفاعلة التي لم تنضم إليه بعد”.

وأشار علماء المجلس العلمي لمعاهد العلوم الأوروبية كذلك إلى أن تعزيز “الالتزام العالمي” من خلال اعتماد تدابير إلزامية أو مضاعفة أهداف خفض الانبعاثات في قطاع الطاقة، سيشكل نجاحا كبيرا لكوب28.

وأعلنت الولايات المتحدة والصين أنهما ستدرجان غاز الميثان في خططهما المناخية، كما طورت بكين أخيرا خطتها للسيطرة على انبعاثاتها.

وكذلك، قدّمت شركات النفط والغاز العملاقة التزاماتها الخاصة، على سبيل المثال “مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ”، التي تهدف إلى خفض الانبعاثات من نشاطاتها إلى الصفر بحلول العام 2030.

10