كوبيتش يبحث مع حفتر سبل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية

الرجمة (ليبيا) - بحث المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيتش مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر توحيد مؤسسات الدولة، وخصوصا المؤسسة العسكرية، في ظل اتساع المسافة بين حفتر والسلطة الانتقالية الليبية.
جاء ذلك خلال لقاء جمع كوبيتش بحفتر بحضور موسى الكوني نائب رئيس المجلس الرئاسي مساء السبت بمقر القيادة العامة للجيش في الرجمة.
وفيما اكتفى الجيش الليبي بنشر صورة للقاء دون الإفصاح عن سبب الزيارة أو الملفات التي تناولها، أعلن الكوني أن اللقاء جاء "استكمالا لمساعي توحيد مؤسسات الدولة، والمؤسسة العسكرية بصورة خاصة، الذي باشرناه بلقاء قادة القوات المسلحة في طرابلس".
وقال الكوني في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر إن "اللقاء الثلاثي الذي جمعه بحفتر وكوبيتش، يأتي لتوحيد الصف الليبي، لمواجهة التهديدات الكبرى التي تتربص بالحدود الجنوبية، خاصة بعد أحداث تشاد الأخيرة"، مؤكدا أن "حماية سيادة ليبيا ووحدتها فرض عين".
ويمثل توحيد المؤسسة العسكرية إحدى المهمات الرئيسية للمجلس الرئاسي الجديد بقيادة محمد المنفي باعتباره القائد الأعلى للجيش، وأيضا لرئيس حكومة الوحدة بصفته وزيرا للدفاع، فليبيا تعاني منذ عشر سنوات صعوبات في إعادة بناء جيش نظامي محترف بسبب انتشار السلاح والميليشيات غير المنضبطة.
ويأتي اللقاء بعد رسائل وجهها رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبدالحميد الدبيبة مساء الخميس لحفتر ورئيس مجلس النواب (البرلمان) عقيلة صالح، بشأن مرتزقة فاغنر الذين تتهم أطراف الجيش بالاستعانة بهم سابقا.
وحذر الدبيبة أطرافا تسعى لإشعال فتيل الحرب مجددا في البلاد، موضحا أنه تم منعه من الهبوط في مطار سرت (450 كيلومترا إلى الشرق من طرابلس) بسبب المرتزقة.
وتخضع سرت لسيطرة الجيش بقيادة المشير حفتر، وتتهمه العديد من الأطراف والتقارير بأنه استنجد بمرتزقة مجموعة فاغنر الروسية الخاصة، في المعركة التي أطلقها من أجل السيطرة على العاصمة طرابلس، وهو ما تنفيه القيادة العامة للجيش وموسكو كذلك.
وألغى الدبيبة زيارة كانت مقررة الاثنين إلى مدينة بنغازي، بعدما تم منع أفراد الحماية والمراسم التابعين للحكومة من تسلم الترتيبات الأمنية.
ونقلت وسائل إعلام ليبية عن مصادر أمنية بمطار بنينا قولها إن أسباب منع هبوط طائرة الوفد الأمني التابع لحكومة الدبيبة يعود إلى تفاجئ سلطات المطار بأن الطائرة كانت تقل 87 عنصرا من المليشيات المسلحة، مشيرة إلى أن تلك "العناصر من ميليشيا غنيوة النواصي رفضت الكشف عن وثائقها الثبوتية، أو التخلي عن أسلحتها، كما رفضت تفتيش حقائبهم وبعض الأجهزة التي يحملونها".
وجاء الطرد أيضا كرد فعل على تصريحات منسوبة لرئيس الحكومة الليبية حول مدينة بنغازي، أشار فيها إلى ضرورة "إعادة المدينة إلى حضن الوطن"، فسرها البعض على أنها إشارة إلى تخليص المدينة من سيطرة قوات القيادة العامة للجيش بقيادة حفتر.
وسادت حالة من الغضب الشعبي داخل بنغازي، بعد تأخر زيارة الدبيبة إلى المدينة والتي كان مقررا لها في الفترة الأولى من توليه منصبه في مارس الماضي، بالإضافة إلى عدم إعطاء الأخير الأهمية الكافية للمدينة التي تعد بوصلة ليبيا.
وفيما لا تزال جهود فتح الطريق الساحلي الذي يربط شرق ليبيا بغربها متواصلة، زار حفتر الجمعة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في مدينة القبة شرقي ليبيا، لبحث آخر التطورات والمستجدات في البلاد.
والخميس اختتمت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة في مدينة سرت وسط ليبيا، اجتماعاتها التي استمرت خمسة أيام، وأكدت خلالها أنها تواصلت مع السلطة التنفيذية لتسهيل فتح الطريق الساحلي.
وحذرت اللجنة من أنه إذا لم تثمر خطواتها فتحه فستعلن المعرقلين والأسباب المؤدية إلى ذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وتأخرت عملية إخراج المرتزقة كثيرا، حيث ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف في أكتوبر الماضي بشأن المرتزقة وتوحيد المؤسسة العسكرية، على ضرورة أن تغادر كافة القوات الأجنبية ليبيا بحلول 23 يناير.