كندا تعلّق صادرات الأسلحة إلى تركيا بسبب تدخلها في قره باغ

أتاوا تفتح تحقيقا بشأن إرسال أنقرة بعضاً من عتادها العسكري إلى حليفتها باكو لدعم القوات الأذربيجانية في معاركها ضدّ الانفصاليين في إقليم ناغورني قره باغ.
الثلاثاء 2020/10/06
طائرات تركية بدون طيار تستخدم التكنولوجيا الكندية

أنقرة - أعربت السلطات التركية عن استغرابها من تعليق كندا كل صادرات الأسلحة إليها في محاولة لتبرئة ساحتها من التهم الموجهة إليها بإرسالها عتادا عسكريا كندي الصنع إلى حليفتها باكو لدعم القوات الأذربيجانية في معاركها ضدّ الانفصاليين في إقليم ناغورني قره باغ.

وأكدت وزارة الخارجية التركية، الثلاثاء، أنه لا يوجد تفسير لمنع كندا تصدير المنتجات الدفاعية لتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي "ناتو".

وأعلنت كندا على لسان وزير خارجيتها فرنسوا-فيليب شامباني، الاثنين، أنها قرّرت تعليق كلّ صادرات الأسلحة إلى تركيا بانتظار انتهاء تحقيق يرمي لتبيان ما إذا كانت أنقرة أرسلت بعضاً من عتادها العسكري الكندي الصنع إلى حليفتها باكو لدعم القوات الأذربيجانية في معاركها ضدّ الانفصاليين في إقليم ناغورني قره باغ.

وقال شامباني في بيان إنّه "تطبيقاً للنظام الكندي للرقابة الصارمة على الصادرات، وبالنظر إلى استمرار المعارك، أصدرتُ قراراً بتعليق تراخيص التصدير ذات الصلة إلى تركيا ريثما يصار إلى تقييم الوضع بشكل أفضل".

وأضاف إنه أمر بفتح تحقيق في أعقاب مزاعم "تفيد باستخدام تكنولوجيات كندية في النزاع العسكري الدائر في ناغورني قره باغ".

وتأتي هذه الخطوة في ظل اتهامات تلاحق تركيا منذ بدء الصراع بإرسال جهاديين من سوريا وليبيا ومشاركة أنقرة لوجيستيا وعسكريا في المعارك.

ويبدو أن هذه الخطوة قد تتلوها خطوات مماثلة لدول أعضاء الناتو لإجبار تركيا على تغيير سياساتها المستفزة والمثيرة للجدل، خاصة بعد تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، وجود "مقاتلين سوريين من مجموعات جهادية"، في ناغورني قره باغ، معتبرا أن هذا الأمر "خطير للغاية"، داعيا في الوقت نفسه إلى "وقف تام لإطلاق النار". 

ووفقاً لوسائل إعلام كندية، فقد أجازت أوتاوا في مايو لشركة "إل3هاريس ويسكام" الكندية تصدير أنظمة تصوير واستهداف إلى شركة تركية تصنّع طائرات بدون طيار.

وتُتهم أذربيجان باستخدام تلك الأنظمة في طائرات بدون طيار من صنع شركة بايكار التركية في المعارك الدائرة منذ أكثر من أسبوع مع أرمينيا.

ويقول مشروع (بروجيكت بلافشيرز)، وهي مجموعة كندية لمراقبة الأسلحة، إن مقاطع مصورة لضربات جوية بثتها الحكومة الأذربيجانية في باكو تظهر أن الطائرات المسيرة كانت مزودة بأنظمة تصوير واستهداف طورتها شركة (ال 3 هاريس ويسكام)، وهي الوحدة الكندية التابعة لشركة (ال 3 هاريس تكنولوجيز) الأميركية.

وكانت أوتاوا علّقت قبل عام صادراتها إلى تركيا، وبخاصة منها الأعتدة العسكرية، وذلك إثر توغّل قوات تركية في شمال سوريا لمحاربة فصائل كردية. لكنّ كندا استأنفت تلك الصادرات في مايو.

وقال شامباني "ندعو إلى اتّخاذ إجراءات فورية لإرساء الاستقرار على الأرض، ونؤكّد مجدّداً أنّ لا بديل عن حلّ سلمي وتفاوضي لهذا النزاع".

واتهم الرئيس السوري بشار الأسد نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأنه المحرض الرئيسي في الصراع.

وتواصلت المعارك، الإثنين ،بين المسلحين الارمن والجيش الأذربيجاني في ناغورني قره باغ فيما طالت أعمال القصف مناطق سكنية.

وأعلنت رئاسة الإقليم الانفصالي لأول مرة عن انسحاب "تكتيكي" من بعض قطاعات الجبهة، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل، مع تأكيدها تحقيق نجاحات "ملموسة" في مواجهة القوات الأذربيجانية. وأفادت وزارة الدفاع الأرمينية عن "استمرار القتال على أشده".

وبعد أن طال القصف مناطق سكنية، بعضها بعيد جدا عن المعارك، نددت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، الاعضاء في مجموعة مينسك، الاثنين باستهداف المدنيين، معتبرة أن هذا الأمر يشكل "تهديدا غير مقبول لاستقرار المنطقة".

وأكد وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان "من دون أي تحفظ، أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت مدنية" و"الطابع غير المتكافئ لهذه الهجمات يشكلان تهديدا غير مقبول لاستقرار المنطقة".

وجددوا دعوتهم إلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار"، مطالبين باكو ويريفان بـ"أن تتعهدا من الآن استئناف عملية التسوية بالاستناد إلى المبادئ الأساسية القابلة للتطبيق والنصوص الدولية الملائمة والتي يعرفها الطرفان تمام المعرفة".

وأعلن إقليم ناغورني قره باغ ذو الغالبية الأرمينية انفصاله عن أذربيجان في مطلع التسعينات ما أدى إلى حرب تسببت بسقوط 30 ألف قتيل. ولم يوقّع أي اتفاق سلام بين الطرفين بالرغم من أن الجبهة بقيت شبه جامدة منذ ذلك الحين وإن شهدت مناوشات بين الحين والآخر.

ويتبادل الطرفان الاتهام باستئناف القتال الذي أدى إلى ما يمكن أن يكون أكثر الأزمات خطورة في المنطقة منذ وقف إطلاق النار عام 1994، الأمر الذي يثير مخاوف من اندلاع حرب مفتوحة بين أرمينيا وأذربيجان.