كندا تستجيب لطلب من بغداد وتصادر شحنة نفط من كردستان

كاليغاري (كندا) - أظهرت وثائق قضائية أن المحكمة الاتحادية في كندا أمرت بناء على طلب من وزارة النفط العراقية بمصادرة شحنة من النفط الخام يصل حجمها إلى 722 ألف برميل باعها إقليم كردستان العراق على متن الناقلة “نيفرلاند”.
وكانت وزارة النفط العراقية قد أقامت دعوى ضد مؤسسة فيتول لتجارة السلع وفروعها المستأجرة والمالكة للناقلة للمطالبة بمبلغ قدره 32.5 مليون دولار.
ويزعم العراق أن الشحنة اختلستها حكومة الإقليم بطريقة غير مشروعة وباعتها إلى فيتول ليجري تحميلها على تلك الناقلة.
والأمر الذي أصدرته المحكمة، والمؤرخ في 29 يونيو، هو أحدث خطوة في معركة مستمرة منذ وقت طويل بين الحكومة الاتحادية في العراق وحكومة إقليم كردستان بشأن من له الحق في تصدير وتسويق الخام المستخرج من المنطقة شبه المستقلة.
|
وتشير الوثائق المقدمة للمحكمة إلى تحميل الناقلة بشحنة النفط في ميناء جيهان التركي. وتظهر بيانات رويترز لرصد السفن أن الناقلة كانت قبالة ساحل مقاطعة نوفا سكوتيا في شمال غرب المحيط الأطلسي.
وقالت وزارة النفط العراقية في دعواها إنها أخطرت فيتول قبل شرائها الشحنة بأن أي شراء للخام من حكومة إقليم كردستان سينتهك حقوق الشعب العراقي. وتؤكد الوثائق أن فيتول مضت قدما واشترت الخام ورفضت مطالب لتفريغ الشحنة لصالح وزارة النفط العراقية.
وتواصل حكومة أربيل بيع النفط بشكل مستقل عن بغداد منذ 3 سنوات وترجع سبب ذلك إلى عدم تسديد حصتها في الموازنة الاتحادية البالغة 17 بالمئة.
وتلجأ أربيل لتفادي ملاحقة الحكومة الاتحادية لمبيعاتها إلى بيع الشحنات من خلال وسطاء وتحويلها إلى ناقلات أخرى للتغلب على الملاحقة القانونية التي تلزم الدول بالتعامل مع الحكومة المركزية.
وسبق أن رفضت الولايات المتحدة رسو ناقلات تحمل نفط الإقليم وتجوب البحار بحثا عن مشترين. وقد لجأت أربيل في بعض الأحيان إلى إسرائيل لتمويه هوية الشحنات من خلال مناقلتها إلى سفن أخرى.
وأكدت حكومة الإقليم في الأسبوع الماضي أن شحنات نفطها لا تذهب إلى الولايات المتحدة في وقت يسعى فيه الإقليم لتجنب التوترات مع الحكومة المركزية وهو يستعد لإجراء استفتاء على الاستقلال في 25 سبتمبر المقبل.
وقال أشتي هورامي وزير الموارد الطبيعية في حكومة الإقليم عقب تقارير إعلامية تفيد بأن خاما كرديا في طريقه إلى السوق الأميركية “استفسرت من مشتري نفطنا وتلقيت تأكيدات بأنه لا شحنات في طريقها إلى الولايات المتحدة”.
وتبيع أربيل النفط في أوروبا وآسيا عبر شركات تجارية وكذلك تبيع الخام مباشرة إلى روسنفت الروسية لكن أيا من نفطها لم يصل إلى الولايات المتحدة حتى الآن.
وقال هورامي إن حكومة إقليم كردستان تبيع نفطها على أساس تسليم ظهر السفينة ومن ثم فإنها لا تتعامل بشكل مباشر مع المشترين النهائيين.
وأضاف “لا نية لدينا لإثارة غضب بغداد والتسبب في عقبات جديدة”، مؤكدا استمرار الحوار بشأن زيادة الإنتاج والصادرات والتكرير وتوليد الكهرباء.