كندا تتعهّد بمحاسبة إيران على إسقاط الطائرة الأوكرانية

تصريحات وزير خارجية كندا تزيد من توتر العلاقات مع إيران.
السبت 2021/05/15
التعويضات لا تحجب العقاب

أوتاوا - أدانت كندا سلوك إيران “غير الأخلاقي” منذ أن أسقطت القوات الإيرانية طائرة ركاب العام الماضي، مما أسفر عن مقتل 176 شخصا من بينهم العشرات من الكنديين وتعهدت بمواصلة الضغط للحصول على إجابات بشأن ما حدث بالفعل.

وتعدّ هذه التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية مارك جارنو من بين أقوى التصريحات الصادرة عن أوتاوا بشأن كارثة يناير 2020.

وقال جارنو أمام لجنة من أعضاء البرلمان تقوم بدراسة ما حدث إن “سلوك الحكومة الإيرانية كان بصراحة غير أخلاقي خلال الخمسة عشر شهرا الماضية وسنواصل ملاحقتها حتى تتحمل المسؤولية”.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أسقط طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار طهران. وقالت إيران إن قواتها كانت في حالة تأهب قصوى خلال مواجهة إقليمية مع الولايات المتحدة.

وبعد عدة أيام من الإنكار، اعترف الحرس الثوري الإيراني بضغط من المجتمع الدولي، بأن الطائرة أسقطت بصواريخ تابعة للحرس الثوري، لكنه قال إن السبب كان “خطأ بشريا”.

ولكن التقرير النهائي لمنظمة الطيران المدني الإيرانية لم يذكر الحرس الثوري بشكل مباشر، بل قال إن الجاني في هذا الحادث هو فقط “مشغل نظام الدفاع الجوي”، دون أن يذكر في التقرير اسم أو تفاصيل حول هذا “المشغل”.

وكانت إيران تشعر بقلق بسبب احتمال تعرضها لهجمات بعد أن أطلقت صواريخ على قواعد عراقية تضم قوات أميركية ردا على مقتل قاسم سليماني أقوى قادتها العسكريين لها في هجوم صاروخي أميركي على مطار بغداد قبل أيام.

مارك جارنو: سنواصل ملاحقة إيران حتى تتحمل المسؤولية

وشكا جارنو من أن إيران لم تسلم مسجلي الرحلة لتحليلهما بشكل مستقل إلا بعد ضغوط استمرت شهورا. وقال إن طهران لم تشرح بعد سبب عدم إغلاق المجال الجوي في ذلك الوقت.

وفي مارس أنحت هيئة الطيران المدني الإيرانية باللوم في الحادث على انحراف رادار وخطأ أحد مشغلي الدفاع الجوي. ووجهت إيران لائحة اتهام إلى عشرة مسؤولين.

وانتقدت أوكرانيا وكندا التقرير في ذلك الوقت باعتباره غير كاف. لكن جارنو ذهب إلى أبعد من ذلك الخميس وقال إنه “غير مقبول تماما… إنهم يلقون باللوم على بعض الأشخاص ذوي الرتب الصغيرة الذين يشغلون بطارية صاروخية ولا يحاسبون القيادات”.

ويرى مراقبون أن الاتهامات محاولة من الحكومة الإيرانية للتنصل من مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة واعتبار الحادث ناتجا عن خطأ تقني.

وكانت رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية رحلة ركاب دولية مجدولة من طهران إلى كييف. وإلى جانب الركاب الإيرانيين الذين كانوا على متن الطائرة، فإن مواطنين من كندا وأوكرانيا وبريطانيا وأفغانستان لقوا مصرعهم في الحادث.

وفي فبراير قالت محققة مستقلة بالأمم المتحدة إن التناقضات في تفسير الحكومة الإيرانية لإسقاط الطائرة الأوكرانية تثير تساؤلات حول ما إذا كان ذلك متعمدا، لكنها لم تعثر على دليل دامغ يثبت ذلك.

وقالت أجنيس كالامار إن تفسير طهران احتوى على عدد من التناقضات، بما في ذلك الوقت المتاح لإطلاق النار وللتواصل. وأضافت أنها لم تقدم أي معلومات عن سبب عدم استهداف الطائرات التي أقلعت في وقت سابق من تلك الليلة.

وخصصت طهران 150 ألف دولار لكل عائلة لقي أحد أفرادها حتفه في حادث الطائرة الأوكرانية المنكوبة في محاولة لتخفيف التوترات الاجتماعية وغلق ملف قد يتم استثماره، إلا أن الخطوة لم تخفف حدة الضغوط.

5