كنائس القدس في مرمى اعتداءات المتطرفين الإسرائيليين

متطرفون إسرائيليون يحطمون  شواهد 30 قبرا تابعة للكنيسة الأسقفية الإنجيلية بالقدس الشرقية.
السبت 2023/01/07
تطرف إسرائيلي متصاعد

القدس - باتت كنائس القدس الشرقية في قلق دائم من تزايد اعتداءات متطرفين إسرائيليين على ممتلكات مسيحية في المدينة.

ويقول مسؤولون حاليون وسابقون بالكنائس إن حوادث الاعتداءات المتكررة على ممتلكات المسيحيين انتهت في معظم الأحيان دون معاقبة الفاعلين.

والأحد الماضي أقدم متطرفون إسرائيليون على تحطيم شواهد 30 قبرا في مقبرة تابعة للكنيسة الأسقفية الإنجيلية بالقدس الشرقية.

ووثقت كاميرات للكنيسة في المقبرة شخصين يرتديان القلنسوة اليهودية على الرأس بينما يقومان بالاعتداء الذي يعد الثاني من نوعه منذ 9 سنوات.

منيب يونان: من المهم معاقبة الجناة وهذا ما لا نلاحظه
منيب يونان: من المهم معاقبة الجناة وهذا ما لا نلاحظه

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في تغريدة على تويتر الأربعاء إنها “تدين عملية التخريب التي تعرضت لها مقبرة جبل صهيون البروتستانتية في القدس”. وأوضحت أن “هذا الفعل الفاحش إهانة للدين ويجب محاكمة مرتكبيه”.

وقبل أسبوع من حادثة تخريب المقبرة، قالت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية إن “مجموعة صهيونية متطرفة” اقتحمت أرضا لها مساحتها 5 دونمات في وادي حلوة بسلوان جنوب البلدة القديمة في القدس.

وفي تصريح مكتوب استهجنت البطريركية الاقتحام وذكرت أنه “تم دون أي وجه حق أو قرار قضائي”، كما أنه “تم بحماية قوات شرطة وحرس حدود إسرائيلية”.

واعتبرت أن الحادثة تعتبر “تعدّيا واضحا” على أملاك البطريركية ورد فعل من المجموعات الصهيونية المتطرفة على إجراءاتها المناهضة لممارساتهم “التوسعية على حساب الكنائس”.

وكانت البطريركية تشير بذلك إلى إقدام جمعية استيطانية قبل عامين على البدء بخطوات لوضع اليد على فندقي “إمبريال” و”البتراء الصغير” في ساحة عمر بن الخطاب في مدخل باب الخليل وهو أحد أبواب بلدة القدس القديمة.

وفي ذلك الوقت تخللت هذه الاعتداءات أخرى مماثلة على ممتلكات كنسية بما فيها كنيسة الجثمانية المطلة على البلدة القديمة.

وحول الاعتداءات الجديدة قال منيب يونان المطران السابق للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأراضي المقدسة إن “التعدي على مقبرة تتحدث عن تاريخ اللوثريين منذ القرن التاسع عشر هو أمر يدل على حقد المعتدين”.

وأفاد يونان بأن الاعتداء على المقبرة “غير مقبول ولا ينبغي فقط استنكاره إنما يجب أيضا معاقبة الفاعلين حتى لا تتكرر هذه الأمور”.

وأكد أن المعتدين “يهدفون إلى الاستيلاء على باب الخليل من خلال وضع اليد على فندقي إمبريال والبتراء بما يؤدي إلى السيطرة على الحج المسيحي المحلي والدولي إلى كنيسة القيامة بالبلدة القديمة، ولهذا السبب كنائسنا مستاءة جدا من هذا الوضع”.

وأضاف المطران “من الجيد أن هناك استنكارا للحادثة ولكن من المهم معاقبة من يقوم بهذا العمل وهذا ما لا نلاحظه”.

ولم تقتصر الاعتداءات الأخيرة على ممتلكات الكنيسة اللوثرية وإنما شملت ممتلكات باقي الطوائف المسيحية بما فيها تلك المملوكة لكنيسة الروم الأرثوذكس.

وقال الناطق باسم بطريركية الروم الأرثوذكس الأب عيسى مصلح إن “المتطرفين يعتدون على الكنائس والأديرة كما يتعدّون على المسجد الأقصى المبارك، فقد اعتدوا على مقبرة الكنيسة اللوثرية قبل أيام”.

بطريركية الروم الأرثوذكس: المتطرفين يعتدون على الكنائس والأديرة كما يتعدّون على المسجد الأقصى المبارك

واعتبر الأب مصلح أن “الوجود المسيحي في القدس مستهدف، وما يتعرض له إخواننا المسلمون نحن نتعرض له أيضا، فقضيتنا واحدة”.

وعزا الانخفاض المتزايد في أعداد المسيحيين في الأراضي المقدسة في جزء منه إلى شعورهم بأنهم مستهدفون من المتطرفين.

ودعا الأب مصلح المسيحيين للعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم وأراضيهم لمواجهة “استهداف المستوطنين لهم”، مشيرا إلى أنه “رغم انخفاض أعداد المسيحيين فإنهم يضيّقون علينا لتهجيرنا ولكننا سوف نبقى حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس”.

وذكر مصلح “نحن نريد العدل والانصاف وأن نعيش بسلام، ووجود حكومة يمينية متشددة في إسرائيل لا يخيفنا نحن فقط وإنما العالم أجمع”.

وعلى مدى سنوات تابع وديع أبونصار كمتحدث باسم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأراضي المقدسة الكثير من الاعتداءات مع السلطات الإسرائيلية.

وقال المتحدث السابق باسم مجلس رؤساء الكنائس “لا نتكلم عن اعتداء هنا وهناك وإنما نتحدث عن عشرات من الاعتداءات خلال الأعوام القليلة الماضية، وأغلبيتها سجلت ضد مجهول”.

وحذر أبونصار من تطور الاعتداءات في المستقبل وتجاوزها للمقابر، قائلا إن “استمرار الاعتداءات سيجعل فاعليها يعتقدون أن بإمكانهم فعل ما يحلو لهم وبالتالي لن يقتصروا فقط على قبور الأموات بل ستشمل اعتداءاتهم الأحياء أيضا”.

ولفت إلى أنهم انتبهوا منذ سنوات إلى وجود “مشكلة تربوية بالتنشئة على كره الآخر”، وأن هذا الأمر بحاجة إلى “علاج جذري وليس فقط إلقاء القبض على مجرم هنا وآخر هناك”، مشيرا إلى ضرورة “البحث عن الأشخاص الذين يربون هؤلاء المعتدين على الكراهية والتعامل معهم”.

2