كليتشدار أوغلو يتعهد بإعادة ملايين اللاجئين حال فوزه بالرئاسة

أنقرة - شدد كمال كليتشدار أوغلو، منافس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية، نبرته بخصوص المهاجرين اليوم الخميس، وتعهد بإعادتهم جميعا لبلادهم بمجرد فوزه، سعيا لكسب تأييد القوميين المتشددين الذين ساهموا في دفع انتخابات نهاية الأسبوع الماضي الرئاسية إلى دورة ثانية.
وحصل كليتشدار أوغلو، مرشح تحالف المعارضة المؤلف من ستة أحزاب، على تأييد نحو 45 بالمئة من الناخبين في الجولة الأولى من انتخابات رئاسة تركيا الأحد الماضي بينما حصل أردوغان على 49.5 بالمئة، وهو أقل بقليل من الأغلبية اللازمة لتجنب جولة إعادة.
وجاءت أحدث تصريحات لكليتشدار أوغلو وسط توقعات بأن يعلن سنان أوغان، الذي حل ثالثا في السباق الرئاسي، قراره بخصوص المرشح الذي سيدعمه في جولة الإعادة.
وحصل سنان أوغان، السياسي القومي الذي أيّده حزب مناهض للاجئين، على تأييد 5.2 بالمئة من الناخبين، مما يجعله صانع ملوك في جولة الإعادة.
وأشار أوغان إلى أنه لن يدعم إلا مرشّحا ينفّذ حملة أمنية ضد المهاجرين ويكافح "الإرهاب"، وهو المصطلح المستخدم في تركيا لدى الحديث عن المقاتلين الأكراد.
وفي كلمة لأعضاء حزبه في مقر حزب الشعب الجمهوري، حافظ كليتشدار أوغلو على لهجته المتحدية لسياسات أردوغان المتعلقة بالهجرة.
وقال "أردوغان.. سمحت عن قصد بدخول عشرة ملايين لاجئ إلى تركيا. بل إنك عرضت الجنسية التركية للبيع للحصول على أصوات مستوردة".
وأضاف كليتشدار "أعلن هنا أنني سأعيد جميع اللاجئين إلى بلادهم بمجرد انتخابي رئيسا".
وتفيد إحصاءات رسمية بأن تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم، يقدر عددهم بخمسة ملايين خلال العقد الأخير.
وسبق أن أكد كليتشدار أوغلو في حملته الانتخابية أنهم يعتزمون إعادة السوريين الموجودين في تركيا لبلادهم في غضون عامين بعد إبرام اتفاق مع الرئيس بشار الأسد من أجل سلامتهم وبالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وبحسب تصريحات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في 17 أبريل الماضي فقد حصل على الجنسية التركية 230 ألفا و998 فرداً من اللاجئين السوريين، بما في ذلك 130 ألفاً و914 فرداً بلغ سن الرشد.
وتعد ولايات إسطنبول وغازي عنتاب وشانلي أورفا وهاتاي وأضنة ومرسين وبورصا وإزمير وقونية وأنقرة من المدن التي يعيش فيها أكبر عدد من اللاجئين السوريين الذين يحظون بالحماية المؤقتة.
وتعتبر إسطنبول المدينة التي يعيش فيها أكبر عدد من اللاجئين، حيث يعيش 530 ألفاً و988 لاجئا سوريا، يليها غازي عنتاب كثاني أكبر مدينة يعيش فيها اللاجئون، إذ يعيش فيها 452 ألفاً و574 لاجئاً في غازي عنتاب.
ويعدّ اللاجئون السوريّون المجنّسون كُتلاً انتخابية لحزب العدالة والتنمية الإسلامي في البلدات والمدن التركية، وقد يقول قائل إنّ عددهم المقدّر بمئات الألاف لا يمكن أن يلعب دورا مرجّحا في أيّ انتخابات، لكن هنا يمكن التذكير بأنّ انتخابات إسطنبول التي جرت في 31 مارس الماضي، كان الفارق بين مرشّح أردوغان ومرشّح المعارضة الفائز حوالي 14 ألف صوت فقط.
منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية سنة 2011، اعتمدت تركيا سياسة "الباب المفتوح" في ما يتعلق باستقبال اللاجئين السوريين. وعملت الحكومة التركية على الترويج لهذه السياسة الليبرالية عبر خطاب إنساني يلمح إلى أن اللاجئين السوريين في تركيا هم ضيوف استقبلتهم البلاد. وانطلى هذا الخطاب على الشعب التركي في البداية.
وعندما أغرقت تدفقات اللاجئين أوروبا في عام 2015، لم يستطع الاتحاد الأوروبي إيجاد حل متوافق عليه حول هذه الأزمة، وفي خضم الجدل الذي قسم الدول الأوروبية حول حصص توزيع اللاجئين، لم يكن هناك من خيار مطروح أفضل من الاتفاق مع تركيا.
ونجحت تركيا في ابتزاز دول الاتحاد الأوروبي التي كانت تبحث عن معالجة تدفق اللاجئين بأي ثمن، حتى لو كان اتفاقا مثيرا للجدل مع تركيا. تم التوصل إلى هذا الاتفاق في مارس 2016، يقضي بكبح تدفق الهجرة واللجوء عبر بحر إيجه مقابل مزايا سياسية ومساعدات مالية لأنقرة.
في تلك الفترة، استثمر أردوغان قضية اللاجئين بشكل كبير وعلى مختلف الأصعدة، فوظفها كورقة في حملة الانتخابات وفي الترويج لصورة أنقرة في الخارج، فتحدث عن تجنيس اللاجئين السوريين وعن إدماجهم في المجتمع ودورهم في تنمية الاقتصاد التركي، واستغل ورقة اللاجئين لتبرير العملية العسكرية في عفرين، حيث قال إن أحد الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية في عفرين تمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم، على الرغم من أن معظم اللاجئين في البلاد ينحدرون من أماكن أخرى.
لكن تسارعت الأزمة الاقتصادية مع اقتراب الانتخابات، ما أدى إلى ازدياد حدة المشاعر المعادية للمهاجرين.
وحاولت حكومة أردوغان إيجاد حل وسط.
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو الخميس إن تركيا أعادت حتى الآن أكثر من نصف مليون سوري.
وأضاف "لن نحوّل تركيا إلى مستودع للاجئين ولم نفعل ذلك حتى الآن. لكن السوريين أشقاء لنا".
وتابع "لا يمكننا إرسالهم إلى الموت. ولم نقم بذلك. لا يريد أردوغان أن يتم تذكره على أنه الزعيم الذي أرسل السوريين إلى الموت".