"كلمات" الإماراتية توزع 30 ألف كتاب ميسر على الأطفال في 11 دولة

مبادرة "أرى" تعد الأولى من نوعها التي تُجري دراسات استقصائية على الأطفال ضعاف البصر والمكفوفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا.
الخميس 2023/02/16
المعرفة حق للجميع

الشارقة - أنهت مبادرة "أرى" التابعة لـ"مؤسسة كلمات" مرحلتها الأولى لتمكين الأطفال المكفوفين وذوي الإعاقات البصرية وضمان حقوقهم في الوصول إلى مصادر المعرفة من خلال توزيع 30 ألف نسخة كتاب ميسّر مطبوع بصيغة “برايل” في 11 دولة، إضافة إلى تمكنها من تزويد المدارس في جميع أرجاء دولة الإمارات بالكتب الميسّرة بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرس

تعد مبادرة “أرى” الأولى من نوعها التي تُجري دراسات استقصائية على الأطفال ضعاف البصر والمكفوفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا وصاحبة أكبر جهد في نشر المعرفة لهذه الفئة من الأطفال، إذ وزعت منذ انطلاقها في العام 2017 عشرات الآلاف من الكتب الميسّرة على مدارس ومؤسسات من القطاعين الحكومي والخاص في عدد من البلدان العربية والأجنب

وتأتي جهود المبادرة استنادا إلى نتائج الدراسات المتخصصة التي أجرتها، والتي كشفت عن شح في عدد الكتب الميسرة في الوطن العربي وعدم قدرة معظم الأطفال المكفوفين على الوصول إليها، وفجوة مقلقة في حصولهم على فرص عادلة ومتكافئة مع زملائهم المبصرين وهو ما قاد المبادرة لإنتاج 30 ألف كتاب ميسّر مطبوع بصيغة “برايل” ومطبوع بأحرف كبيرة وكتب صوتية قدمتها لأكثر من 45 جهة داخل الإمارات وخارجها.

مبادرة "أرى" التابعة لـ"مؤسسة كلمات" وفرت كتبا بلغة برايل وأخرى بصيغ "Epub3" وكتبا صوتية للأطفال المكفوفين
مبادرة "أرى" التابعة لـ"مؤسسة كلمات" وفرت كتبا بلغة برايل وأخرى بصيغ "Epub3" وكتبا صوتية للأطفال المكفوفين

وتوزعت قائمة الدول المستفيدة من مبادرة “أرى” على ثلاث قارات هي آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية، وضمت كلا من الإمارات والسعودية والبحرين والكويت والأردن ومصر وفلسطين والمغرب وعُمان والجزائر والولايات المتحدة الأميركية.

هذا الإنجاز المرحلة الأولى من أهداف المبادرة الرامية لدعم الأطفال المكفوفين وضعاف البصر وذوي الإعاقات البصرية وتزويدهم بالكتب الميسّرة بتنسيقات يسهل عليهم استخدامها بهدف تنمية قدراتهم المعرفية ودعم الجهود الموجّهة نحو تعزيز اندماجهم في مجتمعاتهم بالإضافة إلى نشر الوعي بقضاياهم وتعريف الناشرين بالتقنيات والأدوات المستخدمة في صناعة الكتب الميسّرة.

ولم تكتف المبادرة بهذه الإنجازات المحلية والدولية وإنما عملت على إنتاج أكثر من 100 كتاب إلكتروني بصيغة “Epub3” لتتيح الفرصة أمام الأطفال ضعاف البصر وذوي الإعاقات البصرية الأخرى للوصول إلى مكتبة متنوعة يمكنهم من خلالها تعديل وتكييف حجم خط النصوص وألوانها بما يتناسب مع احتياجاتهم.

وقالت آمنة المازمي مديرة مؤسسة كلمات “نحتفي بالانتهاء من توزيع الدفعة الأولى من الكتب الميسرة”، مضيفة أن “أهدافنا المستقبلية تتضمن إنتاج عناوين جديدة من الكتب الميسّرة وتدريب عدد أكبر من دور النشر على إنتاج الكتب الإلكترونية بصيغة ‘Epub3‘ لتعزيز عملية اندماج الأطفال ضعاف البصر مع نظرائهم المبصرين ومعالجة النقص الحاد الذي تعاني منه المكتبات العامة في الوطن العربي في ما يتعلق بتوفير الكتب العربية الميسّرة”.

Thumbnail

وأشارت المازمي إلى أن الخطط المقبلة تتضمن تشكيل “حلقة نقاش أرى” التي تقام الشهر الجاري للأفراد المكفوفين وضعاف البصر والمؤسسات المعنية بالإعاقات البصرية ودور النشر، وتشارك مؤسسة كلمات الحضور إنجازاتها وأهدافها المستقبلية، وتستمع إلى احتياجاتهم وأهدافهم للتعاون معاً في توفير الكتب الميسّرة من خلال تفعيل الترخيص الذي حصلت عليه للاستفادة من “معاهدة مراكش”.

ونجحت “مؤسسة كلمات” في تحقيق نتائج ملموسة خلال الأعوام الستة الماضية على مستوى تفعيل المعاهدات الدولية وفتح قنوات تعاون مع المؤسسات ذات الأهداف المشتركة وتوفير فرص تعليم وتدريب للنهوض بمنظومة العاملين في قطاع صناعة الكتب الميسرة ووقعت في عام 2018 اتفاقية تعاون مع “اتحاد الكتب الميسّرة” لإنتاج كتب ميسّرة إلكترونية باللغة العربية.

وفي العام 2019 تم تدريب 10 دور نشر من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على آليات إصدار كتب إلكترونية ميسّرة .

ونظمت “أرى” سلسلة من ورش العمل لزيادة الوعي العام بأهمية تعزيز اندماج الأطفال ضعاف البصر من منطقة الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا في مجتمعاتهم.

ومن خلال مبادرة “أرى” أصبحت “مؤسسة كلمات” أول منظمة غير ربحية في الإمارات تُمنح حقوق نشر استثنائية وفقاً لتوصيات “معاهدة مراكش” حيث احتفت بتفعيل الترخيص الذي حصلت عليه من وزارة الاقتصاد للاستفادة من المعاهدة التي تديرها المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) لإعداد نُسخ ملائمة من الكتب والمصنفات للمكفوفين وضعاف البصر.

Thumbnail

وحول أهمية معاهدة مراكش قال عادل الزمر رئيس جمعية الإمارات للمعاقين بصريا “هذه الاتفاقية كانت حلما يراود الكثير من المعاقين بصريا على مستوى الوطن العربي من أجل الحصول على الكتب الميسّرة بالصيغ الملائمة مثل طريقة برايل والكتب الصوتية وستمكن العديد من المعاقين بصرياً خاصة الأطفال من القراءة والحصول على عدد أوفر من الكتب الميسّرة”.

وحول أهمية الجهود التي تقودها مبادرة “أرى” عبّر عدد من ممثلي الجهات المستفيدة من المبادرة عن حجم تأثيرها على آليات حصول الأطفال على المعرفة وتسهيل اندماجهم في مجتمع الطلاب خاصة في المراحل العمرية الأولى لهم على مقاعد الدراسة.

وقالت الأكاديمية نجاح الخلايلة مديرة أكاديمية المكفوفين بمدرسة عبدالله ابن أم مكتوم للمكفوفين في العاصمة الأردنية عمّان إن الجميل في المبادرة التي قدمتها مؤسسة كلمات أن الطالب سيقرأ القصة بنفسه وهذه القصص لا تشعر الطالب بالملل وإنما بحب التعلم وتُفضي قراءتها إلى تجميع حصيلة كبيرة جداً من الكلمات الجديدة يتمكن الأطفال من استخدامها في حياتهم اليومية والأكاديمية والمدرسية.

بدورها قالت انشراح سعادة رئيسة قسم التواصل الاجتماعي في المدرسة الأسترالية الدولية “كانت المكتبة مكانا مظلما وغامضا للأطفال المكفوفين لكن بعد أن وفرت مؤسسة كلمات الكتب الميسرة التي تتضمن قصصاً مكتوبة بطريقة برايل أصبحت المكتبة عالمهم المفضل المليء بالخيال والأحلام”.

12