>>
عمان- يستكشف الفنان العراقي باقر حسن في معرضه “كش مات” المقام على جاليري الأورفلي، أبعادا جديدة للتشكيل التجريدي، عبر تقنيات لونية تجريبية، تدور جميعها إما في فلك الأبيض والأسود وظلالهما، وإما في فلك الألوان الحارة والقوية.
تبتعد خطوط الفنان عن الحدة أو التشكيل الهندسي، منتصرة للحرية في بناء التشكيلات اللونية فوق سطح اللوحة، وهذا ما جعل أعماله بوابة لقراءة الأفكار، واستكشاف المشاعر، واستثارة الذكريات.
◄ أعمال الفنان متدفقة بالمشاعر وذلك عبر الليونة في التشكيل والاختزال في اللون والاقتراب من تخوم الواقعية
يسعى الفنان إلى أن يشاركه المتلقي تجاربه الخاصة، وهذا ما قاده إلى المراوحة في التجريد، فلوحاته ليست لوحات لونية خالصة، والتشكيلات فيها غير واضحة دائما، لذا يمكن رؤية شكل للحصان، غير أن هذا الشكل يسبح في دوامة لونية، أو يمكن رؤية أجساد لا تظهر منها غير الرؤوس التي تغيب ملامحها بالكامل، أو أشجار تشبه الجبال، أو أنهار عبّر عنها الفنان من خلال ترك بقع لونية كبيرة تتوسط السطح.
يوظف باقر حسن تلك العناصر ويبثها كمفردات داخل اللوحة، بهدف تكوين نوع من التفاعل مع المكان وإيجاد مسحة من الواقعية الانطباعية داخل اللوحة، فالحصان الذي هو العنصر الأكثر تكرارا في اللوحات، يشير إلى العديد من الدلالات؛ كالقوة، والإقدام، والنهوض، والمقاومة، والأمل، أما وضعيات الأجساد فتبدو كما لو أنها تسبح في فضاء حر، وتتطلع إلى أفق بعيد.
يتخذ الفنان الذي يحمل شهادة البكالوريوس بالفنون الجميلة، ويعد من أبرز الفنانين الشباب من اللون وسيلة للتعبير عن مخزونه وأفكاره وأحلامه وهواجسه وتجاربه، إذ تبدو أعماله متدفقة بالمشاعر، وذلك عبر الليونة في التشكيل، والاختزال في اللون، والاقتراب من تخوم الواقعية، واستخدام الرموز والتوزيع المدروس للكتل ومراعاة التمازج اللوني، وبخاصة في اللوحات ذات الأحجام الكبيرة.
أقام الفنان أول معرض تشكيلي له بعنوان “ذاكرة الجسد” في العام 2008، والذي ركز فيه كثيرا على إبراز تعبيرات الجسد الإنساني وطاقاته الشعورية المتفجرة، واشترك عام 2010 في معرض “الفن العراقي المعاصر على قاعة اليونيسكو في بيروت، وشارك في معارض أخرى بين عامي 2011 و2023، ثم كانت له مشاركة في معرض “تشكيليون معاصرون من العراق” في عمان عام 2019.