كريم حلمي: "الصمت" خير معبّر عن الحالات الإنسانية وتشابكها

القاهرة - في رحاب غاليري مصر يحتفي الفنان كريم حلمي من الرابع من ديسمبر حتى الثاني والعشرين من الشهر نفسه بمعرضه الجديد “الصمت” الذي يرصد فيه حالات إنسانية متعددة ومتشابكة، بطلتها المرأة باعتبارها تشكيلا بصريا ذا دلالات كبيرة.
ويقول الفنان محمد طلعت مدير غاليري مصر عن المعرض “يُعد المعرض أول مناسبة لمطالعة تجربة جديدة للفنان حلمي تسير في نفس نهجه وأسلوبه الفني ولكن بروح وشخصية مغايرة تدخل فيها الألوان الدافئة بعدما كان في السابق يعتمد على الألوان الرمادية بدرجاتها. لكنه لم يتخل عن شغفه بالحالات الإنسانية وتشابكها وتناوله الغير تقليدي بالمزج بين الواقعي والرمزي وتلخيص مسطحه لأبسط جملة تعبيرية متكاملة البناء والمضمون”.
ويتابع “في هذه التجربة تدخل المرأة كعنصر بصري تشكيلي بكل ما تعكسه صورتها من تشويق وغموض وحساسية كذلك أمام الفنان كون صورتها تكشف عن منظومة الأفكار والقيم العاطفية والاجتماعية بجانب الفنية والجمالية”.
وكتبت الناقدة فاطمة علي في مقال حول أسلوب الفنان، وقالت “أعتقد أن الفنان حلمي يقدم منهج تحليل لا مجرد رؤية تركيبية. قدرة منه بإدراك عبثية الأداء اليومي بذات المنطق لهيمنه كائنات على أخرى وهي نفسها فقدت هيمنتها على أرواحها وأجسادها ودوما يستولى عليها شعور بعبثية وجودها. وفي لوحاته يمكننا إدراك وجهة نظر الفنان الفكرية حيث يصبح خواء اللوحة وشخوصها ذا فصاحة تتجسد أكثر ما تتجسد في خلو المقعد الوثير الكاشف عن مهابة صاحبه… فهنا فوق مسطحات لوحات حلمي تكون العلامة الأولى للعبث، حيث طبيعة الوجود الإنساني المتناهية والمحدودة تتخطى الإنسان نفسه وتستحقه”.
كريم حلمي هو فنان مصري معاصر، يعيش ويعمل مدرسا بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، تتسم أعماله بواقعية ذات حس ميتافيزيقي يتمحور حول شخوصه غير المكتملة الأطراف، والتي تبدو كما لو كانت في مقاومة لمجهول. ومع تبلور تجربة حلمي، ازداد التعمق إلى بواطن شخوصه، والتي اختمرت ونضجت بل وأحيانا شابها الذبول، ليتحول المشهد إلى البعد الاجتماعي لشخوصه والتي باتت تمثل المرأة فيه عنصرا رئيسيا، ومع تبلور التجربة الفنية المقدمة تحولت الحالة اللونية من الدرجات القاتمة الرمادية إلى حالة لونية تشوبها الألوان الدافئة، لربما سعادة مرجوة.
وللفنان العديد من المشاركات المحلية والدولية، فعلى المستوى المحلي حصل على العديد من الجوائز من خلال مشاركته في صالون الشباب في دوراته المتعاقبة بالإضافة إلى بعض المعارض الخاصة. أما على المستوى الدولي فقد شارك حلمي في العديد من الملتقيات الدولية في السويد والدنمارك والمجر وألمانيا.