كرفان سينمائي.. مبادرة لتعريف المصريين بتنوع السينما الفرنكوفونية

المبادرة تتضمن عرض أفلام سينمائية فرنكوفونية وتنظيم فعاليات ثقافية تعمل على نشر الفهم العميق للسينما الفرنكوفونية بمختلف المدن المصرية.
السبت 2025/01/18
"ثالث الرحابنة" افتتح عروض الكرفان

الإسكندرية (مصر) - أطلق مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية مبادرة جديدة تهدف إلى التعريف بجماليات وتنوع سينما الدول الفرنكوفونية، سماها “كرفان مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية”، وهي عبارة عن عروض أفلام وندوات تجوب المدن المصرية في إطار تعزيز الثقافة الفرنكوفونية وتعريف جمهور المحافظات بأهمية التنوع السينمائي.

وتتضمن هذه المبادرة عرض أفلام سينمائية فرنكوفونية مميزة لجمهور المحافظات، وتنظيم فعاليات ثقافية تعمل على نشر الفهم العميق والإيجابي للسينما الفرنكوفونية في مختلف المدن المصرية. وتهدف المبادرة إلى تنظيم جولات سينمائية ثقافية على مدار العام في مختلف مدن ومحافظات مصر، حيث تتضمن العروض السينمائية المتميزة، إلى جانب تنظيم جلسات نقاشية مع متخصصين في مجالات السينما والثقافة والفنون، لخلق تفاعل مباشر مع الجمهور المصري وتعزيز الفهم الثقافي المتبادل.

وانطلقت أولى فعاليات هذه المبادرة في محافظة الإسكندرية، حيث تم تنظيم تظاهرة ثقافية سينمائية بمقر “غاليري فيرميليون” بالإسكندرية، تضمنت عرض الفيلم اللبناني الجديد “ثالث الرحابنة” للمخرجة فيروز سرحال، وهو فيلم وثائقي يسلط الضوء على حياة الفنان اللبناني الراحل إلياس الرحباني، شقيق الثنائي عاصي ومنصور الأصغر.

ويروي الفيلم قصة إلياس الرحباني (1938 – 2021) الذي غرّد خارج سرب أخويه عاصي ومنصور، وأسس باجتهاده الخاص مدرسة موسيقية جديدة ومتميزة بالفن في العالم العربي، كما يستعرض جزءًا من التراث الفني والثقافي اللبناني. ويفرد الفيلم مساحة لما يميز الرحباني الصغير عن أخويه، ويتحدث عن تعاونه مع فيروز، وأهمية الفن الذي قدمه في مسيرة امتدت لأكثر من نصف قرن من خلال شهادات لموسيقيين ونقاد وفنانين.

المبادرة انطلقت بعرض فيلم "ثالث الرحابنة" للمخرجة فيروز سرحال عن حياة الفنان الراحل إلياس الرحباني
◙ المبادرة انطلقت بعرض فيلم "ثالث الرحابنة" للمخرجة فيروز سرحال عن حياة الفنان الراحل إلياس الرحباني

كما شهدت الجلسة الافتتاحية لهذا الكرفان الفني إقامة جلسة نقاشية تحت عنوان “العلاقة بين الفن السينمائي والفن التشكيلي في الفضاء السينمائي والثقافي الفرنكوفوني”، شارك فيها عدد من المتخصصين في مجالي الفن والسينما، وهم الدكتور ياسر محب، مؤسس ورئيس مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، والناقد السينمائي والمؤرخ سامي حلمي، والدكتور محمد فداوي الأستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، ومنى مجدلاني مؤسسة فرقة “ريكتو فيرسو” المسرحية الفرنكوفونية، والرئيس المشارك لمهرجان المسرح الفرنكفوني، المخرج السينمائي أحمد عبدالعليم قاسم، والإعلامية موني سمير، والدكتورة جيهان قناوي مديرة “غاليرى فيرميليون”.

وحول هذه المبادرة أكد ياسر محب رئيس مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، ومؤسس المبادرة، أن “مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية لطالما كان يسعى لتقديم الفرصة لجمهور السينما في مصر لاستكشاف أنواع وأشكال مختلفة من السينما العالمية، في مقدمتها سينما الدول الفرنكوفونية. في السنوات الماضية ركزنا على جذب انتباه جمهور القاهرة إلى السينما الفرنكوفونية، والآن حان الوقت لتوسيع هذا التأثير إلى جميع المحافظات، حيث نستهدف جمهورا أكبر وأكثر تنوعا في كافة أنحاء مصر.”

وأوضح “نرى أن هذه المبادرة تمثل نقلة نوعية في نشر الثقافة السينمائية، خاصة أننا نعتبر السينما وسيلة هامة للتواصل بين الشعوب وتبادل الثقافات.” وأضاف محب “الكرفان ليس مجرد عروض سينمائية، بل هو منصة حوارية وثقافية، حيث نسلط الضوء على علاقة السينما بالفنون الأخرى مثل الفن التشكيلي والمسرح والأدب. ومن خلال الجلسات الحوارية التي سننظمها، نهدف إلى بناء جسر من التواصل بين مختلف الفنون وفتح آفاق جديدة للحديث حول التداخل الفني والإبداعي بين السينما والفن التشكيلي في إطار السينما الفرنكوفونية.”

وتابع “نأمل أن تكون هذه المبادرة بداية لفتح آفاق جديدة من التفاعل الثقافي بين المهرجان ومختلف فئات المجتمع المصري، وتعزيز الوعي بالثقافة الفرنكوفونية في مختلف المحافظات والمدن المصرية.” واختتم محب حديثه مشددا على أن “السينما الفرنكوفونية ليست مجرد أفلام، بل هي تجسيد لثقافات متعددة، ولديها قدرة على التأثير في الجمهور المصري والعربي والعالمي. ولعل ‘كرفان الفرنكوفونية’ الذي أطلقناه يمثل بداية قوية لنشر هذا النوع من السينما في الأوساط والمدن المصرية.”

يُذكر أن مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية يسعى، منذ انطلاق أولى دوراته عام 2021، إلى تقديم صورة متكاملة للثقافة الفرنكوفونية، وتعريف الجمهور المصري والعربي بالسينما المنتجة من الدول الأعضاء في منظمة الدول الفرنكوفونية، مع تعزيز التبادل الثقافي والخبرات بين السينمائيين والمثقفين المصريين ونظرائهم من الدول الفرنكوفونية، وتيسير كل سبل الدعم للسينما المصرية.

وتقول إدارة المهرجان إن الهدف الرئيسي منه هو تحقيق قيمة مضافة للساحة السينمائية والثقافية والإبداعية في مصر، من خلال نقل جمهور المهرجان إلى قلب صناعة الأفلام الفرنكوفونية وفنونها، بهدف تنشيط وتعزيز الفن السابع المصري، مع فتح قنوات نقاش وتبادل ثقافي وسينمائي جديدة وفاعلة، والتعاون بين الخبراء والمدارس السينمائية من مصر ومختلف البلدان الفرنكوفونية.

14