كثرة العيوب تضع القيادة الآلية في مفترق طرق

أثبت ابتكار مركبات ذاتية القيادة بالكامل يمكنها الذهاب إلى كل مكان دون تدخل من السائق أنها أصعب وأكثر تكلفة من المتوقع، لكن المطورين يواصلون مطاردة الحلول الأبسط لتمهيد انتشارها في المستقبل عبر تطويع هذه التكنولوجيا بشكل حقيقي.
لندن- تسمح أنظمة القيادة الآلية للسائقين برفع أيديهم عن عجلة القيادة في مواقف معينة، إلى جانب الكبح والتسارع الآليين، ويمكن لهذه الميزة أن تساعد في جعل القيادة لمسافات طويلة أو في حركة المرور المزدحمة أسهل وأقل إرهاقًا.
وبغض النظر عن المشاكل، التي تعاني منها تسلا بسبب نظام القيادة الآلي الخاص بها وقوة المنافسة مع بي.واي.دي الصينية، فإن الوعود التي قطعتها شركات سيارات الأجرة الآلية بتشغيل أساطيل من المركبات بحلول أوائل عشرينيات هذا القرن قد باءت بالفشل.
وعندما أوقفت فورد وفولكسفاغن وحدة القيادة الذاتية أرغو في 2022، قال جيم فارلي، الرئيس التنفيذي للشركة الأميركية، إن “أمامنا سنوات عديدة لنرى الروبوتات الأجرة المربحة”.
وأنفقت جنرال موتورز المنافسة لفورد ما يقرب من مليارات الدولار على مدار العامين الماضيين في وحدة سيارات الأجرة التابعة لها كروز، ومن المتوقع أن تواصل عمليات الاختبار والتطوير حتى تحقق هدفها.
وفي حين أصبح من الواضح أن عصر سيارات الأجرة الآلية لا يزال بعيدا، تحول المطورون في 2021 بدلا من ذلك إلى الشاحنات ذاتية القيادة التي وعدت بطريق أسرع إلى السوق عن طريق نقل البضائع بشكل مستقل.
ومع ذلك، فإن المشكلة هي أن صنع سيارات روبوتية يمكنها القيادة بأمان أكبر من البشر هو أمر صعب للغاية، لأن أنظمة المركبات الذاتية القيادة لا تزال تفتقر إلى قدرة البشر على التنبؤ بالمخاطر وتقييمها بسرعة، خاصة عند مواجهة حوادث غير متوقعة.
وتعد شركة برمجيات البريطانية أوكسبوتيكا وإينرايد السويدية أميركانس آوترايدر والمورد البريطاني أوريغو انترناشيونال من بين عدد من الشركات التي تجتذب الاهتمام من خلال أساليب أكثر تركيزا، بدءا من مركبات التعدين إلى الجرارات أو الرافعات الشوكية.
ويقول كاسبر سيغ الشريك الإداري في صندوق رأس المال الاستثماري آي فونتورز التابع لشركة بي.أم.دبليو إن الاستقلال الكامل في مختلف الظروف لا يزال يستغرق سنوات، إن لم يكن عقودا.
وشدد في حديثه قبل فترة على أنه “يجب أن يكون لديك دراسة جدوى ناجحة وتحتاج إلى تصغير حجم المشكلة”. ولشرح ما هو متاح بشكل أفضل، قامت منصة أدموندز باختبار 4 أنظمة قيادة بدون استخدام اليدين في كل من فورد وجنرال موتورز وتسلا وبي.أم.دبليو.
وتطلق فورد على نظام القيادة بدون استخدام اليدين اسم “بلو كروز” وتقدمه على عدد قليل من سياراتها. وأثناء اختباره على موستينغ ماك-إي الكهربائية المزودة بأحدث إصدار وهو بلو كروز 1.3 ظهر أنه من السهل تشغيله واستخدامه.
كما أنه عمل بشكل جيد لإبقاء السيارة في مسارها والحفاظ على المسافة المناسبة من المركبات التي أمامها.
ولاحظ خبراء إدموندز أن ميزة تغيير المسار تلقائيا ستوجه السيارة نفسها إلى المسار التالي إذا قام السائق بتنشيط إشارة الانعطاف. وتسببت السيارة في بعض الحوادث المثيرة للقلق، حيث كانت ماك-إي تسير بسرعة أكبر بكثير من السيارة في المسار التالي.
وبالإضافة إلى ذلك، لا يقوم بلو كروز بعمل جيد مثل الأنظمة الأخرى أثناء الإشارة إلى وقت إلغاء تنشيطه بسبب ظروف الطريق، ويحتاج إلى أن يتولى السائق المسؤولية.
وعلى غرار بلو كروز، يعتمد سوبر كروز الذي تم تجريبه على سيارة كاديلاك سي.تي 5 – في على مجموعة من أجهزة الاستشعار ونظام الملاحة لتوفير القيادة الآلية على معظم الطرق السريعة.
وبغض النظر عن المكان الذي تتصل به بالمنزل، فمن المرجح أن تكون سيارات جنرال موتورز التي تعتمد على سوبر كروز وسيلة مريحة لتقليل التعب أثناء القيادة للمسافات الطويلة.
وعلى النقيض من بلو كروز ، يقوم سوبر كروز بعمل جيد في الإشارة إلى وقت تفعيله وإخطار السائق عندما يحين وقت استعادة السيطرة على السيارة.
كما أنه يعمل بشكل جيد في معظم المواقف المرورية، مما يسمح للسائق بالاسترخاء. ومع ذلك، فقد نشأت مشكلة سلبية واحدة، إذ كانت ميزة تغيير المسار التلقائي الخاصة بها مشكلة أحيانا.
وفي بعض الأحيان، تتوقف السيارة في منتصف الطريق أثناء تغيير المسار وتعود إلى مسار سفرها الأصلي. ولحسن الحظ، يمكن إيقاف تشغيل هذا الوضع.
وبالنسبة لبي.أم.دبليو فيعد درايفنغ أسيستنت بلاس مع مساعد الطريق السريع هو أحدث نظام قيادة بدون استخدام اليدين في الشركة الألمانية، وقد تم تجريبه من قبل خبراء أدموندز على سيارة السيدان الكهربائية الفاخرة آي 7.
ويعتبر هذا النظام خطوة للأمام من التكرارات السابقة، ويمكن أن تعمل بسرعات تصل إلى 130 كيلومترا في الساعة على معظم الطرق السريعة المقسمة المعينة.
وكان أداء آي 7 رائعا في توسيط المسار وتطبيق الكبح والتسارع بسلاسة، حيث تعمل ميزة تغيير المسار تلقائيًا بشكل عام بشكل أفضل من تلك الموجودة في بلو كروز وسوبر كروز.
وإذا كنت المرء الذي يحب الاندفاع نحو أي فجوة متاحة في حركة المرور، فقد لا يكون النهج الأكثر هدوءا الذي يتبعه مساعد الطريق السريع مناسبا، ففي بعض الأحيان، قد يشعر السائق وكأنه يعيق حركة المرور بسبب تفاعل النظام.
وتعرض برنامج أوتو بيلوت من تسلا لانتقادات مفادها أن اسمه يشير إلى أفق أكثر مما يقدمه. لكن أحدث ميزة تجريبية للقيادة الذاتية الكاملة تقترب من المستقبل والذي وعدت به الشركة منذ فترة طويلة.
واختبر خبراء إدموندز النظام على سيارة الدفع الرباعي موديل واي ومن المفارقات أن النسخة الكاملة للقيادة الآلية التابع لتسلا هو النظام الوحيد من بين هذه الأنظمة الأربعة الذي يتطلب من السائق إبقاء يديه على عجلة القيادة.
وبهذا المعنى، فهو ليس نظاما حر اليدين حتى الآن. لكن النسخة التجريبية الكاملة من أوتو بيلوت ذاتية القيادة تألقت في مجالات أخرى، فهو يقوم بالتوجيه والتسارع والفرملة بشكل صحيح أثناء حركة المرور على الطرق السريعة.
كما يقوم بتغيير المسار تلقائيا دون تدخل السائق، بالإضافة إلى ذلك، فهو النظام الوحيد من بين الأنظمة الأربعة التي تم اختبارها والذي سيعمل في شوارع المدينة.
ويُحسب لشركة تسلا أن النظام تعرف على علامات التوقف وإشارات المرور. لكن التقدم كان في كثير من الأحيان محرجا ومثيرا للقلق.
والجانب السلبي الآخر هو التكلفة، فطلب نظام القيادة الذاتية الكاملة على طراز واي جديد، على سبيل المثال، سيكلفك مبلغا مذهلاً قدره 12 ألف دولار.