كتّاب هوليوود يحمّلون الأستوديوهات مسؤولية استمرار الإضراب

100 يوم على إضراب كتّاب السيناريو دون حل.
الجمعة 2023/08/11
لا ملامح لنهاية الإضراب

لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - بلغ إضراب كتّاب السيناريو في هوليوود، الذي يشل حاليا إنتاج الأفلام والمسلسلات في الولايات المتحدة، يومه المئة الأربعاء، فيما يحمّل المضربون شركات الإنتاج المسؤولية عن بلوغ هذه العتبة “المخزية”.

وبعد أكثر من ثلاثة أشهر من بدء الإضراب، لا تزال المواجهة بين نقابة كتّاب السيناريو النافذة، ورؤساء الأستوديوهات ومنصات البث مفتوحة على مصراعيها.

وبدأ الإضراب في الثاني من مايو بعدما فشلت المفاوضات بين نقابة الكُتّاب الأميركية وأستوديوهات الإنتاج في هوليوود في التوصل إلى اتفاق حول التعويضات والحد الأدنى لعدد الكتاب في أي عمل والمدفوعات في عصر منصات البث عبر الإنترنت وأمور أخرى.

ويسعى الكتاب أيضا لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يخشون أن يحل محل محتواهم الإبداعي.

ويحاول المسؤولون التنفيذيون في صناعة الترفيه العمل وسط مشكلات متداخلة متمثلة في تراجع إيرادات القنوات التلفزيونية وعدم عودة الإقبال على دور السينما بعد إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا والصعوبات التي تواجهها منصات البث عبر الإنترنت لتحقيق أرباح.

كما بدأ الممثلون التابعون لنقابة ممثلي الشاشة الأميركية إضرابا في 14 يوليو الماضي بسبب الأجور والذكاء الاصطناعي ما أدى إلى تعطيل إنتاج العروض التلفزيونية والأفلام.

هوليوود لم تشهد منذ عام 1960 مثل هذه الحركة الاجتماعية المزدوجة التي أوقفت عجلة الإنتاجات فيها بصورة شبه كاملة

وأثر هذا على الشركات في صناعة الترفيه عالميا. وهذه هي أول مرة تضرب فيها النقابتان منذ 1960.

ولم تسفر الاجتماعات بين نقابة الكتاب الأميركية وتحالف منتجي الأفلام والتلفزيون، وهي المجموعة التي تمثل الأستوديوهات الكبيرة في المفاوضات، عن أي موعد محدد للعودة إلى طاولة التفاوض.

ومنذ بداية هذه الحركة الاجتماعية، نادرا ما تحدّث الطرفان مع بعضهما البعض. وفي منتصف يوليو الماضي، تفاقمت الأزمة مع انضمام الممثلين الذين يحملون مطالب مماثلة إلى الإضراب.

ولم تشهد هوليوود منذ عام 1960 مثل هذه الحركة الاجتماعية المزدوجة التي أوقفت عجلة الإنتاجات فيها بصورة شبه كاملة.

وصرّحت نقابة كتّاب السيناريو أن “رفض النظر بجدية في الاقتراحات المعقولة لكتّاب السيناريو جعل إضراب النقابة يستمر لمدة 100 يوم ولم ينته بعد”، واصفة هذه المدة بأنها “عتبة مخزية” للأستوديوهات.

وأضافت النقابة في بيان أن الأستوديوهات “مسؤولة بالكامل عن توقف نشاط القطاع”، مضيفة أن تلبية مطالب المضربين “ستكلف أقل بكثير من الضرر الناجم عن تعنت” شركات الإنتاج.

واستمر إضراب الكتّاب الأخير في 2007 – 2008 لمدة 100 يوم، وكلف اقتصاد كاليفورنيا 2.1 مليار دولار، وفق تقديرات معهد ميلكن. لكن هذه المرة، لا يلوح أي مخرج في الأفق حتى الآن.

المواجهة بين نقابة كتّاب السيناريو ورؤساء الأستوديوهات ومنصات البث لا تزال مفتوحة على مصراعيها

وبعد ثلاثة أشهر من انقطاع التواصل، استأنف كتّاب السيناريو والأستوديوهات الحوار الجمعة، خلال اجتماع كان يُفترض أن يفتح المجال أمام إعادة فتح المفاوضات. لكن هذا اللقاء لم يفض إلى أي نتيجة.

وقبل ساعات قليلة من الاجتماع، شكّكت نقابة كتّاب السيناريو في حسن نية الأستوديوهات، وذلك في رسالة موجهة إلى أعضائها. وردّت الأستوديوهات عبر شجب هذه التصريحات “المؤسفة”.

وأكدت الأستوديوهات، الممثلة بتحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية، أن “هذا الإضراب أضر بالآلاف من الأشخاص في هذا القطاع، ونحن نأخذ الأمر على محمل الجد. هدفنا الوحيد هو إعادة الناس إلى العمل”.

وبعثت النقابة برسالة إلى أعضائها، وعددهم 11500 عضو، في وقت لاحق من اليوم نفسه تشكو فيها من تسريب تفاصيل عن الجلسة الخاصة لكنها أكدت أن لجنة التفاوض في النقابة “ما تزال عازمة على التواصل مع الشركات واستئناف المفاوضات بنية حسنة”.

ولم يتم التوصل إلى اتفاق لزيادة حصّة كتّاب السيناريو من الأرباح المحققة من شركات البث، أو لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع.

وقال كاتب السيناريو تشارلي كيسليرينغ خلال مشاركته الأربعاء في اعتصام أمام مكاتب نتفليكس في لوس أنجلس، إن حركة كتّاب السيناريو تشكّل “معركة وجودية”، و”سيستغرق الأمر أكثر من 100 يوم حتى يزول الدافع” وراء الإضراب.

وأضاف “يتعلق الأمر بضمان أن نحمي الوظائف التي نحبها كثيراً وأن تظلّ هذه الوظائف وسيلة قابلة للاستمرار لكسب لقمة العيش”.

15