كتب المدارس في الإمارات تتقدم في مجال التسامح

المناهج الدراسية الإماراتية تتوافق مع المعايير الدولية للسلام والتسامح، وتخلو الكتب المدرسية من التحريض ضد الآخرين.
الاثنين 2022/01/24
الإمارات منارة لقيم التسامح والاعتدال

تمنح منظمة غير حكومية إسرائيلية الإمارات العربية المتحدة علامات عالية لفرضها الكتب المدرسية التي تعلّم التسامح والتعايش السلمي والتعامل مع غير المسلمين.

وتتوافق المناهج الدراسية الإماراتية بشكل عام مع المعايير الدولية للسلام والتسامح، وتخلو الكتب المدرسية من الكراهية والتحريض ضد الآخرين. ويعلّم المنهج الطلاب قيمة مبدأ احترام الثقافات الأخرى ويشجع على الانفتاح على الآخر والحوار معه.

وخلصت الدراسة المؤلفة من 128 صفحة، والتي أجراها معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، إلى أن هذا المنهج يشيد بالحب والتعاطف مع الآخرين وإقامة علاقات أسرية مع غير المسلمين.

ومع ذلك ظهر التقرير في تقييمه للكتب المدرسية الإماراتية متناسبا بشكل وثيق مع السياسة الإسرائيلية تجاه الإمارات العربية المتحدة، وبشكل أعم تجاه معظم دول الشرق الأوسط. ونتيجة لذلك فإن التقرير -مثل إسرائيل التي يبدو أنها ترى أن الاستبداد، وليس الحريات، هو عامل الاستقرار في الشرق الأوسط- يتجاهل مبدأ الطاعة غير النقدية للسلطة في نسيج التعليم الإماراتي.

وهذا المبدأ راسخ في تدريس “حب الوطن” و”الالتزام بالدفاع عن الوطن”، وهما مفهومان أبرزهما التقرير. كما أن هذا المبدأ أساسي لمفهوم القيادة الذي عرّفه التقرير على أنه أحد أعمدة الهوية الوطنية.

وكان بإمكان رايان بول -وهو أميركي درس في مدرسة حكومية إماراتية قبل عقد من الزمن- أن يخبر المعهد بالمبادئ الاستبدادية غير المكتوبة المضمنة في نظام التعليم في الدولة.

تقرير لمعهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي يشير إلى أن الكتب المدرسية الإماراتية تقدم مقاربة واقعية للسلام والأمن

ولا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأن الكثير قد تغير منذ تجربة بول وكل الدلائل تنبئ بأن هذه المبادئ قد تعزّزت منذ ذلك الحين.

ووصف بول -وهو أحد الغربيين الذين عينتهم الإمارات ليحلوا محل المعلمين العرب المشتبه في تعاطفهم مع جماعة الإخوان المسلمين، للتدريس في الفصول الإماراتية- بأن المنهج “يتبع الأسلوب الاستبدادي، مشابه جدا لعلاقة الحاكم بالمحكوم”.

وقال بول “(في الفصول الدراسية) تتشكل هذه المواقف السياسية، ويتم تعزيزها، وفرضها في بعض الحالات إذا قرر الأطفال الانحراف عن الخط المرسوم، فهم يفهمون العواقب قبل أن يصبحوا تهديدا سياسيا على المدى الطويل أو تهديدا مباشرا للنظام”.

ويشير تقرير المعهد إلى أن الطلاب “يستعدون لعالم شديد التنافسية، ويتعلمون التفكير الإيجابي والرفاهية”.

ويثير فشل التقرير في مناقشة حدود التفكير النقدي والمواقف تجاه السلطة التي قد تكون مضمنة في تأطير التعليم بدلا من الكتب المدرسية السؤال عما إذا كان تحليل الكتاب المدرسي كافيا لتقييم المواقف التي تعتني بها أنظمة التعليم في تربية الأجيال المتعاقبة؟ كما يفتح النقاش حول ما إذا كان يمكن عزل مفاهيم السلام والتسامح الثقافي عن درجات التسامح الاجتماعي والسياسي والتعددية؟

ويشير التقرير بشكل إيجابي إلى أن الكتب المدرسية “تقدم مقاربة واقعية للسلام والأمن”، في إشارة إلى اعتراف الإمارات العربية المتحدة بإسرائيل في 2020، ومعارضتها الشديدة لأي شكل من أشكال الإسلام السياسي بإضعافه في دول مثل مصر وليبيا واليمن.

وسيكون من الصعب نفي أن تدخّل الإمارات وغيرها -بما في ذلك المملكة العربية السعودية وتركيا وفرنسا وروسيا- ساهم في السلام والأمن بأي شكل من الأشكال.

ويشير التقرير إلى أن “دعم القضية الفلسطينية مستمر ولكن لم يعد (يُنظر إليه) على أنه مفتاح لحل مجموعة أوسع من التحديات الإقليمية. إن الراديكالية والكراهية هما التهديد الرئيسي. ويشكل التوسع الإيراني تهديدا”.

ولا يعني هذا أن تقييم المعهد للكتب المدرسية يجب أن يحكم على السياسات الإماراتية، بل يجادل بأنه بدلا من إضفاء الشرعية عليها بشكل غير نقدي يجب أن يُقر صراحة -بدلا من الاعتراف الضمني- بأن الجيل القادم في البلاد يتشكل على يد الحكومة عبر نسخة من معنى المبادئ السامية التي أعلنها القادة الإماراتيون.

Thumbnail

ويُحسب للتقرير أنه ينص ضمنيا على أن المفاهيم الإماراتية للتسامح ليست عالمية ولكنها تخضع لما يعرّفه حكام الدولة بأنه مصالحها الوطنية. ونتيجة لذلك يشير التقرير إلى أن “جمهورية الصين الشعبية توصف -بشكل مفاجئ- بأنها مجتمع متسامح ومتعدد الثقافات يحترم الأديان” على الرغم من القمع الوحشي ضد التعبيرات الدينية والعرقية للهوية الإسلامية التركية في مقاطعة شينجيانغ الشمالية الغربية.

ولا يعني اعتراف الإمارات العربية المتحدة بإسرائيل أن خارطة إسرائيل مدرجة في تعليم إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية. ولكي نكون منصفين، قد لا تظهر إسرائيل على الخرائط الإماراتية، لكن الحياة اليهودية أصبحت بشكل متزايد جزءا من الحياة العامة في الإمارات العربية المتحدة؛ حيث ترى مطاعم الكوشر مفتوحة، وتلحظ كذلك مركزا ثقافيا يهوديا. وأضاءت الشمعدانات الكبيرة في ساحات المدينة للاحتفال بعيد حانوكا اليهودي في ديسمبر، ومن المقرر افتتاح كنيس تموله الحكومة في وقت لاحق من هذا العام.

وفي الوقت نفسه يستقرّ اليهود العرب -الذين فروا ذات مرة إلى إسرائيل والغرب- في الإمارات العربية المتحدة، وقد اجتذبتهم الحوافز المالية جزئيا.

وبملاحظة نقدية إلى حد ما اقترح مدير الأبحاث في المعهد إلداد جاي باردو أن الطلاب الإماراتيين، الذين تلقوا فكرة “السعي وراء السلام والتسامح” في المناهج الدراسية، سيستفيدون من الدورات التي “لا هوادة فيها” في تزويد “الطلاب بمعلومات غير متحيزة في جميع المجالات”.

وكان باردو أشار ليس فقط إلى الصين وإنما أيضا إلى تأييد المناهج للأدوار التقليدية للجنسين -حتى لو توقع دمج المرأة في الاقتصاد والحياة العامة- وإلى ما وصفه التقرير بأنه تصوير “غير متوازن” لتاريخ الإمبراطورية العثمانية.

7