كتاب يغير نظرتنا إلى السيميائية

الناقد السوري خالد حسين يتمنى أن تسهم قراءاته في الكشف عن صناعة الفعل السردي راهنا.
الجمعة 2023/04/07
رسم: حسين جمعان

لندن - صدر حديثا عن منشورات رامينا في لندن كتاب نقدي جديد للناقد السوري الدكتور خالد حسين بعنوان “سيميائيات الكون السَردي”.

ويقول الناقد خالد حسين في مقدمة كتابه إنه ليس من غايات هذه التسمية “سيميائيات الكون السردي: قراءة في تجارب روائية راهنة” الإشارة إلى اتجاه محدد للنظرية السيميائية يخص الفعل السردي قدر ما يبتغي القارئ ـــ النقدي منها، من هذه التسمية، مفهوما عاما للسيميائية بوصفها جملة قوانين التشفير التي تسهم فيها قوانين النوع الروائي والتراث السردي ضمن الفضاء السوسيو ــ ثقافي المنتج للفعلين السردي والتأويلي كليهما في الوقت ذاته”.

الكتاب يكشف عن صناعة الفعل السردي راهنا والعلاقة بين السرد والعالم والثقافة والمكان واللغة والشخصية
الكتاب يكشف عن صناعة الفعل السردي راهنا والعلاقة بين السرد والعالم والثقافة والمكان واللغة والشخصية

ويضيف “بذلك فالعلامة الأدبية وبغض النظر عن نوعها تنزاح من خلال قوانين التشفير المضاعفة إلى وضع مثقل بالمعنى، إلى حالة منحرفة ومتغايرة عن الدلالة المتداولة للعلامة. هذا الوضع الجديد للعلامة تحت ضغوط آليات ‘السمطقة‘ هي التي تدفع بالفعل التأويلي إلى الحضور ومواجهة العلامة في أفقها الأدبي في محاولة للكشف عن ألعابها وهي تبتكر المعنى”.

ويتابع أنه من خلال هذا المفهوم البسيط للسيميائية ستختبر القراءة الراهنة، عن طريق الإحاطة بجملة تجارب روائية، الكثير من المفاهيم المتداولة في الحقل السيميائي ــــ الثقافي بعد تخفيفها من بعدها الأكاديمي لمقاربة النص السردي في مكوناته وما يجعل هذا النص حاضرا بين يدي المتلقي وفي مشهد القراءة والتأويل: العنوان، التصدير، البداية، الخاتمة، الشخصية، المكان، القوى الفاعلة، جماليات اللغة، النسق المضمر، السرد وصناعة التاريخ، السرد والسياسة… إلخ.

ويشير إلى أنه من جهة أخرى تتشكل تضاريس هذه القراءات من أربعة أبواب حيث يجري تناول “سياسات السرد والموقف من المرأة وخطاب السلطة والإقصاء وقضايا الهوية” في الباب الأول من خلال روايتي “لا ماء يرويها – نجاة عبدالصمد” و”عشبة ضارة في الفردوس ــــ هيثم حسين”. أما في الباب الثاني “التاريخ رمادا” فتتولى القراءة البحث في سيميائيات الكون السردي ولعبة سردنة التاريخ وذلك في روايتي “ممر آمن في عفرين ومخطوط بطرسبورغ ـــ جان دوست”.

وجرى تحييز الباب الثالث لقراءة روايتي “سلطة أصابع ــــ ثائر الزعزوع” والخزاف الطائش ــــــ أديب حسن” عن طريق مفاهيم “البهيمية، المكان، اسم العلم”، فالنصان يقدمان قضايا راهنة لفعل الكتابة السردية ذاته. أما الباب الرابع والأخير فقد حاولنا فيه تحليل مفاهيم العتبات النصية وعملية قراءة التاريخ بصورة خاصة بزج القراءة في تضاريس نصوص سردية “وطأة اليقين ــ هوشنك”، “عين الشرق ــــــ إبراهيم الجبين”.

ويتمنى المؤلف أن تسهم قراءاته في الكشف عن صناعة الفعل السردي راهنا، والعلاقة بين السرد والعالم والثقافة والمكان واللغة والشخصية في هذا المنعطف الزمني من الكتابة الروائية.

13