"كتاب مفتوح".. حوارات مع شخصيات ثقافية بارزة

برنامج الحوارات يرمي إلى الخروج من العزلة التي فرضها فايروس كورونا.
الأربعاء 2022/03/09
إطلالة على عوالم خاصة (لوحة للفنان نبيل عناني)

عمّان – يقدم الشاعران عبدالرزاق الربيعي ووسام عبدالحق العاني في إصدارهما الجديد “كتاب مفتوح” مجموعة من الحوارات الثقافية الرقمية التي بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي، وألقت الضوء على تجارب مجموعة من الشخصيّات الثقافيّة العربيّة البارزة.

وأقيمت هذه الحوارات بالتعاون مع مركز حدائق الفكر للثقافة والخدمات في سلطنة عُمان، ثم جاءت فكرة جمعها وإصدارها في كتاب بهدف “إنعاش الذاكرة الثقافية، وتقديم تجارب نافعة للأجيال الجديدة، والعمل على توثيق كثير من الأحداث الثقافيّة من خلال استضافة شخصيّات عايشت تلك الأحداث أو كانت قريبة من صُنّاعها”.

وضمّ الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 286 صفحة، حوارات مع كل من إبراهيم الكوني، إبراهيم نصرالله، سعيدة بنت خاطر الفارسي، سيف الرحبي، صادق جواد سليمان، صلاح فضل، عبدالله الغذامي، عبده خال، علي جعفر العلّاق، غيلان بدر شاكر السيّاب، محمد علي شمس الدّين، واسيني الأعرج ويوسف زيدان.

وأوضح المعدّان في مقدمة الكتاب أن برنامج الحوارات كان يرمي إلى الخروج من العزلة التي فرضها فايروس كورونا، بعد أن أصبح في منصّات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية متنفّس ثقافي، فنُظمت سلسلة من الأمسيات الرقمية التي استضيف فيها نجوم الأدب والفن.

وانطلاقاً من أن الإنسان “كتاب مفتوح” ينطوي على كثير من الأحداث والتجارب، جاء هذا الإصدار للاطلاع على عدد من التجارب وتقديم خلاصاتها. وهو يفتح بحسب الربيعي والعاني “ملفات ساخنة ومسكوتاً عنها، ويناقش كتباً أثارت جدلاً في الأوساط الثقافية”.

ونقرأ في تعقيبات الضيوف المشاركين في الحوارات ما قاله الروائي الليبي إبراهيم الكوني مخاطباً المعدَّين “نحن نُكبر محاولات أمثالكم لحقن الواقع الثقافي العربي بمصل مضاد للأدلجة ومضاد لتسييس الوجود ومعالجة ورم يفترس وجودنا كله”.

أما الروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله فقال “إذا كان لها من نجاح فهو بسبب هذه الأسئلة والمداخلات التي أيقظت الكثير من الجوانب التي نحب أن نتحدث فيها”.

بدوره، قال الناقد السعودي عبدالله الغذامي “الأسئلة متحدية وعميقة لكن مؤدبة، وقليلاً ما أجد مثل هذا الأسلوب في الحوارات التي أجريها. عادة تكون هناك صدامية شديدة في الحوارات المعرفية كأن كل طرف يريد إسقاط الآخر. لذلك الأسئلة التي جاءتني هي أسئلة عميقة فعلاً وجاءت من أناس قرأوا الذي يخصني وليس ادعاءً وقدموا أسئلتهم على مستوى معرفي وليس صدامياً”.

الكتاب يهدف إلى إنعاش الذاكرة الثقافية وتقديم تجارب نافعة للأجيال الجديدة وتوثيق كثير من الأحداث الثقافية

وأضاف “المعرفة يجب أن تؤخذ على أنها أخذ وعطاء وخير العلم ما حوضر به كما يقول الجاحظ أو وفق منهجية سقراط بإعطاء الأسئلة وليس الأجوبة لكي تتفتق المعاني والأفكار بما يجعل أي جلسة ممتعة وتفتح شهية الكلام”.

وفي الكتاب يقول المفكر المصري يوسف زيدان عن آرائه إن كانت تشكل خطرا على حياته، إنها “استطالت أكثر مما ينبغي أصلا، هم يدّعون خوفنا منهم وأنا لا أخاف منهم ولا من غيرهم”، في إشارة إلى المتطرفين وأعداء الفكر الذين عطلوا الكثير من مشاريع الحداثة الفكرية والثقافية العربية.

ووصف الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين طبيعة الحوار الذي أجري معه بقوله “كانت الأسئلة أبعد ما تكون عن الذاتية وأقرب ما تكون إلى الشعرية بمعناها الإنساني”.

أما الناقد المصري صلاح فضل فقال “الفن جزء من الثقافة، ففيه خصوصية، لكن دراسة الفن ودراسة الأدب هي علم بالفن وعلم بالأدب، ولا بد أن يتحقق فيها شرط العلم وهو الإنسانية”.

وتحدث غيلان بدر السياب عن تجربة والده، وتحدّث عن تأخر الاهتمام به، وأن الأوساط الثقافية والرسمية لم تنتبه إلى عبقريته عندما كان حيّاً، بل واجهته بكثير من القسوة ونالت منه وعرّضت به كثيراً.

وقال معدّا الكتاب إنه “جاء كمبادرة ثقافية هدفها تعزيز المشهد الثقافي العربي، والخروج من العزلة التي فرضها فايروس كورونا حين وجدنا أنفسنا محجورين في البيت، وبعد أن وجدنا في منصّات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية متنفّساً ثقافياً، جاءت فكرة إعداد وتقديم برنامج ثقافي حواري حمل عنوان ‘كتاب مفتوح’ على شكل سلسلة من الأمسيات الرقمية تستضيف نجوم الأدب والفن وتُبث على أثير مواقع التواصل الاجتماعي”.

وحول دلالة العنوان، ذكر الربيعي والعاني في المقدّمة أن “الإنسان كتاب ينطوي على أحداث وتجارب، نحاول أن نفتحه لنقرأ صفحاته، ونقدّم خلاصات لهذه التجارب، وليس بالضرورة أن تكون الاستضافات مقتصرة على صنّاع تلك الأحداث، بل من عايشها، وتلمّس نبضها، وفتح ملفات ساخنة، ومسكوت عنها، ومناقشة كتب أثارت جدلا في الأوساط الثقافية، خصوصا أنّ المنصات أصبحت مفتوحة، وساءنا أن يتصدّر المشهد الإعلامي من لا يحسن اللغة، ولا يمتلك ثقافة مؤهلة، وعمّت الفوضى، فوجدنا من الضروري أن نتصدّى لهذه الظاهرة، والحدّ من انتشارها بمشاركة قد يجد فيها المتلقي فائدة، واليوم وجدنا من المفيد جمع تلك الحوارات بين دفّتي كتاب تعميما للفائدة”.

13