كتائب حزب الله العراقية تعلق عملياتها ضد الأميركيين خشية رد واشنطن

بغداد - أعلنت كتائب حزب الله العراقي المسلحة المدعومة من إيران الثلاثاء تعليق جميع عملياتها العسكرية ضد القوات الأميركية بالمنطقة في قرار يهدف لعدم "إحراج" الحكومة العراقية، وذلك بعدما تعهّدت واشنطن بالرد "بالطريقة الملائمة" على هجوم بمسيّرة أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن.
وقال أبوحسين الحميداوي الأمين العام للجماعة في بيان على منصة تلغرام "إننا إذ نعلن تعليق العمليات العسكرية والأمنية على قوات الاحتلال -دفعا لإحراج الحكومة العراقية- سنبقى ندافع عن أهلنا في غزة بطرق أخرى".
وأضاف "نوصي مجاهدي كتائب حزب الله الأحرار الشجعان والمخلصين بالدفاع السلبي (مؤقتاً)، إن حصل أي عمل أمريكي عدائي تجاههم".
ويأتي القرار عقب مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم بطائرة مسيرة بالقرب من الحدود الأردنية السورية الأحد، وهو هجوم قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عنه في تقييم غير نهائي إنه يحمل "بصمات" كتائب حزب الله.
وردا على الإعلان قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجنرال بات رايدر في مؤتمر صحافي في واشنطن إن العبرة في "الأفعال لا الأقوال" مضيفا "كنا قد دعونا المجموعات التابعة لإيران إلى وقف هجماتها. لكنها لم توقفها. سنرد في التوقيت الذي نختاره وكما نشاء".
ووجهت واشنطن أصابع الاتهام في الهجوم الى "جماعات مسلّحة متشددة مدعومة من إيران" تنشط في سوريا والعراق.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء أنّه اتخذ قراراً بشأن كيفية الرد على مقتل ثلاثة جنود في هجوم بطائرة مسيّرة استهدف القوات الأميركية في الأردن، دون الخوض في التفاصيل.
وتشن جماعات موالية لإيران هجمات من لبنان واليمن والعراق وسوريا على أهداف إسرائيلية وأميركية منذ اندلاع الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل في السابع من أكتوبر.
وكتائب حزب الله هي أقوى فصيل مسلح في حركة المقاومة الإسلامية بالعراق التي ينضوي تحت لوائها جماعات شيعية مسلحة أعلنت مسؤوليتها عن أكثر من 150 هجوما على قوات أمريكية منذ بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر.
وردت واشنطن بهجمات مميتة في سوريا والعراق في دائرة عنف متزايد حذر مسؤولون عراقيون بأنها تهدد بتقويض التقدم المحرز نحو استقرار البلاد بعد عقود من الصراع.
وقال فرهاد علاء الدين مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية إن قرار كتائب حزب الله جاء بعد أيام من الجهود الحثيثة لرئيس الوزراء العراقي بهدف منع أي تصعيد جديد بعد هجوم الأردن.
وأضاف علاء الدين في مقابلة "بذل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني جهودا مضنية خلال الأيام القليلة الماضية ويتواصل مع جميع الأطراف المعنية داخل العراق وخارجه".
وتابع "يتعين على جميع الأطراف دعم جهود رئيس الوزراء لمنع أي تصعيد محتمل".
وقالت كتائب حزب الله في بيانها أيضا إن هناك خلافات مع الحلفاء بشأن هجماتها، وخصت بالذكر إيران. وأضاف البيان "إخوتنا في المحور (المقاومة)، لا سيما في الجمهورية الإسلامية (الإيرانية) لا يعلمون كيفية عملنا الجهادي، وكثيرا ما كانوا يعترضون على الضغط والتصعيد ضد قوات الاحتلال الأميركي في العراق وسوريا".
وتنفي طهران المشاركة في الهجمات التي تشنها جماعات عراقية، وتقول إن جميع أعضاء "محور المقاومة" المدعوم من إيران يخططون وينفذون عملياتهم بأنفسهم.
وتأسست كتائب حزب الله عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003، وهي إحدى الفصائل العراقية المسلحة وثيقة الصلة بإيران.
ويقول مسؤولون غربيون وعراقيون إن الحكومة العراقية مدعومة من أحزاب وفصائل مسلحة تربطها علاقات بإيران، على الرغم من أنها لا تربطها صلة مباشرة بالجماعات المتشددة التي تستهدف قوات أميركية.
ونددت بغداد بالهجمات وقالت أيضا إن التصعيد الإقليمي سيستمر طالما استمرت الحرب في غزة.