كبير مستشاري خامنئي يدعو إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية مع السعودية

علي أكبر ولايتي يؤكد ضرورة معاودة فتح السفارتين من أجل حل مشاكل البلدين بطريقة أفضل.
الخميس 2022/10/20
استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران يرتبط بالوضع في العراق

طهران - قال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي الأربعاء إن إيران والسعودية يجب عليهما إعادة فتح سفارتيهما لتسهيل التقارب بين البلدين، وذلك وسط تحركات من طهران والرياض لإحياء العلاقات الثنائية.

ويرى مراقبون أن هذه الدعوة لم تكن لتصدر لو لم يحصل المستشار عن ضوء أخضر من خامنئي نفسه.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن علي أكبر ولايتي قوله "نحن جيران للسعودية ويجب أن نتعايش. يجب معاودة فتح سفارتي البلدين من أجل حل مشاكلنا بطريقة أفضل".

وفي العام الماضي، بدأت طهران والرياض محادثات مباشرة في محاولة لتحسين العلاقات. واستضافت بغداد خمس جولات من المحادثات حتى الآن، كان آخرها في أبريل.

وقال الرئيس العراقي في مقابلة مع جريدة "الصباح" العراقية في يونيو الماضي إن "الإخوة في المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية يتعاملون مع ملف الحوار بمسؤولية عالية ومتطلبات الوضع الحالي للمنطقة، ونحن واثقون بأنّ التفاهم بات قريبا إن شاء الله".

وأواخر سبتمبر الماضي وفي تحول جذري للموقف السعودي من إيران، قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إن "إيران دولة جارة"، معربا عن أمله في أن تؤدي المحادثات الأولية بين البلدين إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في علاقات تعاون.

وكان موقع "إكسيوس" الأميركي قد كشف في وقت سابق، نقلا عن مصادر مطلعة على المحادثات الإيرانية - السعودية، أن المملكة وافقت على السماح لإيران بإعادة فتح سفارتها في الرياض، ولكن فقط للأنشطة المتعلقة بمنظمة التعاون الإسلامي ومقرها جدة.

وقال مصدر مطلع على المحادثات في المنطقة إن الجانبين قررا "إرسال وفد إلى كل دولة لمناقشة إعادة فتح السفارات".

ولم يتحدد بعد موعد الجولة السادسة من المفاوضات، بسبب التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية العراقية من اعتصامات ومواجهات بين أنصار التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وتحالف الإطار التنسيقي.

وقال سفير إيران لدى الكويت محمد إيراني في تصريحات منشورة أكدتها السفارة الكويتية، إن عقد جولة سادسة من المحادثات بين السعودية وإيران في بغداد سيتم عندما تكون الظروف مواتية في العراق.

وأضاف إيراني "هناك اتفاق على استئناف المباحثات بجولة سادسة، لكن علينا انتظار دعوة عراقية بعد الأحداث الجارية في العراق"، مضيفا أن المحادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لعقد اجتماع مباشر بين وزيري خارجية السعودية وإيران.

وتحديد موعد الجولة السادسة مرتبط بتشكيل الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني القريب من إيران، وعدم حدوث أي تطورات قد تعيق إبصارها النور.

ومن المرتقب أن يكون للسوداني دور فعال في إعطاء دفعة جديدة لجهود المصالحة بين البلدين، لاسيما بعد أن مهّد له الكاظمي المحسوب على الولايات المتحدة الطريق خلال الجولات الخمس الماضية.

وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية وأبرزها النزاع في اليمن. كذلك تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

وثمة توترات كامنة بين السعودية وإيران منذ العشرات من السنين، وقطعت الرياض العلاقات الدبلوماسية مع طهران في 2016 على إثر محاولة محتجين على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر بعد إدانته في قضايا إرهاب، حرق سفارة المملكة في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مدينة مشهد.

وتطالب الرياض وحلفاؤها الخليجيون بأن يعالج أي اتفاق نووي مخاوفهم الأمنية في ما يتعلق ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وشبكة الوكلاء الإقليميين.