كبوات أرسنال تنذر برحيل أرتيتا

ما يحدث في أرسنال مزيج لافت بين سوء الإدارة الفنية في الملعب وفشل النواحي الإدارية خارجها، إلى جانب روح انهزامية تسيطر على اللاعبين.
الخميس 2020/12/24
وضع صعب

لندن – أصبح جليّا أن أرسنال بحاجة إلى عملية تغيير شاملة بعدما قدم عرضا آخر سيئا ليخسر على أرضه أمام مانشستر سيتي بنتيجة (1-4) في ربع نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية. ولاح الفريق بأداء باهت جديد قدمه تحت قيادة المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، الذي بدوره وقف عاجزا عن إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل على أرض الملعب، ليتلقى الفريق خسارة قاسية من المتوقع أن تؤدي إلى إقالة المدرب من منصبه.

والحديث عن الأمور الفنية في هذا اللقاء لن يجدي نفعا، لأن مشاكل أرسنال لا تتوقف عند مباراة واحدة، بل هي حصيلة لسياسات غير موفقة بشأن التعاقدات في آخر عامين، إضافة إلى فشل الرهان على المدرب الشاب، الذي رغم بدايته الجيدة التي أحرز من خلالها لقبي كأس إنجلترا ودرع المجتمع، إلا أنه أثبت أنه بحاجة إلى الكثير من أجل التحول إلى مدرب لامع.

مزيج لافت

ما يحدث في أرسنال هو مزيج لافت بين سوء الإدارة الفنية في الملعب وفشل النواحي الإدارية خارجها، إلى جانب روح انهزامية تسيطر على اللاعبين، ولن يخلصهم منها سوى تغيير حقيقي يطال الجهاز الفني.

وأمام مانشستر سيتي، ورغم الاعتماد على بعض العناصر البديلة كما جرت العادة في كأس الرابطة، ظهر أرسنال كفريق صغير يقاتل للخروج بأقل الخسائر أمام منافسه العملاق، مع ظهور مساحات شاسعة بين خطوط اللعب الثلاثة غير المترابطة. ويحتاج أرسنال بشدة إلى عودة لاعبه الغاني الجديد توماس بارتي من الإصابة، بعدما فشل المصري محمد النني في تقديم الحماية للخط الخلفي كلاعب ارتكاز، وتحرك داني سيبايوس بصورة عشوائية رغم مجهود البدني الوافر، الأمر الذي أحدث فوضى كاملة في خط الوسط.

غوارديولا: لن يتغير رأيي نحو أرتيتا بسبب مسيرة صغيرة من النتائج السلبية
غوارديولا: لن يتغير رأيي نحو أرتيتا بسبب مسيرة صغيرة من النتائج السلبية

وجودة الخط الأمامي في غياب الغابوني أوباميانغ، لم ترتق إلى المستوى المطلوب رغم وجود ألكسندر لاكازيت، فلم يقدم جو ويلوك أي إضافة تذكر، وبدا واضحا أن غابرييل مارتينيلي لم يستعيد جاهزيته البدنية بعدما خرج في وقت مبكر من الشوط الثاني بسبب إصابة متجددة. وحتى الحارس البديل رونار أليكس روناروسون وقع في فخ الأخطاء ليتلقى هدفا ساذجا في مرماه، وهو ما يعد دليلا جديدا على فارق الجودة التي يمتلكها أرسنال، وتلك الموجودة في الفرق الأخرى الكبيرة.

أسهل فوز

أما سيتي فحصل على أسهل فوز له هذا الموسم على صعيد المسابقات المحلية رغم إراحته للاعبين أمثال كيفن دي بروين وبنجامين ميندي وإيدرسون، وربما يمنحه الفوز الدافع اللازم لمواصلة القتال في الدوري الإنجليزي الممتاز، من أجل العودة إلى المراكز الأولى.

واستفاد النجم الجزائري رياض محرز من هذه المواجهة على أكمل وجه، ليقدم أداء مميزا من الناحية الفنية، وأظهر علو كعبه مهاريا، وذلك بعد مجموعة من المباريات التي غاب عنها هذا الموسم بقرار من مدربه بيب غوارديولا.

لكن الأمر الذي أثار استغراب عشاق السيتي تمثل في مواصلة اعتماد غوارديولا على المهاجم غابرييل جيسوس الذي قدم مباراة جيدة، رغم أن العائد من الإصابة أغويرو، يحتاج إلى وقت أطول على أرض الملعب من أجل استعادة حساسية المباريات قبل فترة حاسمة مزدحمة بالمباريات في البريميرليغ.

وعلق غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي على مساعده السابق ميكيل أرتيتا ومدرب أرسنال الحالي، قائلا “لم أتحدث معه، ما يمكنني قوله بأن الكل يعرف أننا يحكم علينا وفقا للنتائج، وبإمكانه الدفاع عن نفسه بصورة مثالية”.

وختم المدرب الإسباني “عملت معه (أرتيتا)، ولم نكن لنحقق النجاحات دونه، هو مدرب مذهل وأعرف أهدافه وما سيقوم به، ولن يتغير رأيي نحوه بسبب مسيرة صغيرة من النتائج السلبية”.

23