"كان ياما كان" تدعو الإماراتيين للتبرع بالكتب للأطفال في مناطق الكوارث

رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين تقول إن حملة كان ياما كان أثبتت قدرتها على تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.
الأربعاء 2025/03/19
المبادرة جسور إنسانية رهانها المعرفة

أبوظبي - تماشيا مع روح العطاء والكرم في شهر رمضان، تواصل مبادرة “كان ياما كان”، التي ينظّمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، استقبال تبرعات الكتب لصالح الأطفال في المناطق التي تعاني من الأزمات والكوارث حول العالم، بهدف توفير قصص عالية الجودة للأطفال الذين يواجهون صعوبات في الوصول إلى مصادر التعليم والترفيه بسبب الظروف الإنسانية الصعبة.

وتمكنت الحملة، التي انطلقت عام 2015، من جمع وتوزيع الآلاف من الكتب على مدار السنوات الماضية، وتستمر هذا العام في عدد المكتبات المشاركة بأبوظبي والشارقة، حيث يمكن للراغبين في التبرع بالكتب زيارة المكتبات العامة في أبوظبي، بما في ذلك مكتبة زايد المركزية بالعين، ومكتبة الباهية، ومكتبة متنزه خليفة، ومكتبة الوثبة، ومكتبة المرفأ، وفي الشارقة، يمكن التبرع من خلال مكتبة الشارقة العامة، ومكتبة خورفكان العامة، ومكتبة كلباء العامة، ومكتبة دبا الحصن العامة، ومكتبة وادي الحلو العامة، إضافة إلى بيت الحكمة وكلية الأفق الجامعية.

وقالت مروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين “منذ انطلاق الحملة قبل 10 أعوام، شهدنا تفاعلا رائعا من أفراد المجتمع معها، حيث استطاعوا من خلال تبرعاتهم أن يسهموا بتوفير الكتب للأطفال الذين يفتقدون لهذه المصادر القيّمة في مختلف أنحاء العالم، وفي هذا العام، ندعو جميع أفراد المجتمع للمشاركة والمساهمة بالمزيد من الكتب التي سيكون لها دور بالغ في تقديم المعرفة والترفيه للأطفال في المناطق الأكثر حاجة.”

جميع أفراد المجتمع يساهمون بالكتب التي سيكون لها دور بالغ في تقديم المعرفة والترفيه للأطفال في المناطق الأكثر حاجة

وأضافت العقروبي “أثبتت حملة كان ياما كان، قدرتها على تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، والوصول إلى الأطفال في مناطق الأزمات والكوارث بفضل الشراكات المستمرة مع المؤسسات المحلية والدولية، ونحن فخورون بالتزامنا بتحقيق أهداف المبادرة التي تسعى إلى زرع بذور حب القراءة والتعلّم لدى الأطفال في ظل أصعب الظروف. ومن خلال هذه الكتب، نسهم في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، ليس فقط من خلال المعرفة، بل أيضاً بالأمل الذي توفره له تلك الكتب.”

وحثت المبادرة أفراد المجتمع في دولة الإمارات إلى التبرع بقصص وكتب الأطفال دعما للمبادرة من خلال الصناديق الخاصة بذلك والموجودة في مكتبات عامة مختلفة بأبوظبي ودبي والشارقة.

ودعت أيضا أفراد المجتمع ومؤسساته إلى الإسهام في دعم هذه المبادرة الإنسانية الثقافية التي تتميز باستدامة تأثيرها الإيجابي على الأطفال وعائلاتهم ومجتمعاتهم من خلال التبرع بكتب وقصص الأطفال المتوافرة لديهم بأي لغة كانت من خلال الأماكن التي توجد فيها صناديق التبرع بالكتب الخاصة بالمبادرة.

وفي تصريح سابق شددت العقروبي على أن مبادرة “كان ياما كان”، “تشكل رسالة محبة وسلام من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الأطفال الذين لا يمتلكون مصادر المعرفة التي تعزز مخزونهم المعرفي وتسهم في تغيير حياتهم إلى الأفضل بسبب ظروف استثنائية تمر بها بلدانهم أو المناطق التي يقيمون فيها؛ حيث تستهدف المبادرة تمكين الأجيال الجديدة من اللاجئين والمحتاجين من تطوير مهاراتهم والنهوض بمعارفهم لتغيير واقعهم وبناء الواقع الذي يطمحون إليه، فنحن على يقين أن قصة قصيرة يقرأها الطفل يمكن أن تحدث نقلة في مسيرة حياته.”

المبادرة تعتبر تجربة مبتكرة على صعيد تقديم المساعدات الإنسانية في قالب معرفي وثقافي

وبينت أن توزيع الكتب على الأطفال المستهدفين هو إسهام عملي من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في رسم فرحة المعرفة على وجوه الأطفال اللاجئين والذين يعيشون ظروفا صعبة، وتكريس قيمة التعلم في المجتمعات التي تعاني تبعات الكوارث والحروب والصراعات، موضحة أن إتاحة سبل الوصول إلى المعرفة لا تقل أهمية عن إيصال التبرعات العينية الغذائية والدوائية، وهذا نابع من النهج الراسخ الذي تسير عليه دولة الإمارات في ارتقاء المجتمعات بالمعرفة والكتاب.

ووفق العقروبي تعتبر هذه المبادرة تجربة مبتكرة على صعيد تقديم المساعدات الإنسانية في قالب معرفي وثقافي، و”تعد حملة ‘كان ياما كان’ للتبرع بالكتب إحدى أهم مبادرات المجلس التي تجسد وتوضح هذه التجربة الرائدة، وبدورنا ندعو كل فئات المجتمع الإماراتي من أفراد ومؤسسات، إلى المساهمة في هذه الحملة فتبرعهم بكتاب يسهم في صناعة مستقبل طفل حرمته الحرب والكوارث من الوصول إلى المعرفة.”

ووفق تصريح سابق للشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم إمارة الشارقة ورئيس مجلس الشارقة للإعلام فإن هذه المبادرة تجسيد لمعنى أن الكتاب أساس تلاقي بلدان وثقافات العالم ومفتاح تعارفها على تجارب بعضها البعض والوسيط المعرفي بين الراهن والمستقبل، إلى جانب تعبيرها عن مشاركة مختلف فئات المجتمع في مشروع الإمارة الحضاري.

وتنظم المبادرة حملة سنوية للتبرع بالكتب بالتعاون مع مجموعة من المكتبات والمؤسسات وتقوم بإيصالها من خلال شركائها إلى الأطفال المحتاجين لها في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن لغتهم أو جنسيتهم أو دينهم أو مكانهم. وقد أسهمت هذه الكتب في بث الأمل في نفوس الأطفال بفضل دورها في توفير جزء مهم من حاجاتهم التعليمية والتثقيفية والترفيهية وتمكينهم من مشاطرة أقرانهم في العالم متعة القراءة بلغتهم المفضلة.

12