كاظم الساهر يغني هائما على هوى حشود العاشقين في قرطاج

حظي حفل الفنان العراقي كاظم الساهر في تونس ضمن فعاليات الدورة الرابعة والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي، بنجاح كبير دفع القيصر إلى التفاعل ومداعبة جماهير غفيرة فاقت طاقة استيعاب مسرح قرطاج.
الخميس 2018/08/02
ود وحب يصلان النجم العراقي بتونس

تونس – أحيا الفنان العراقي كاظم الساهر حفلا غنائيا ناجحا ضمن فعاليات الدورة الرابعة والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي.

اعتلى القيصر مسرح قرطاج العريق ليجد بانتظاره كما عوده التونسيون حشودا فاق عددها طاقة استيعاب المكان الذي جمع الفنان العراقي بمحبيه منذ بدء مسيرته الفنية إلى اليوم.

ونجح الساهر في استقطاب الجماهير التونسية ليجمع على مسرح قرطاج بين مختلف الأجيال، فكان الشيب والشباب جنبا إلى جنب يرددون مع نجمهم كل أغانيه، فسنة مدة كافية ليعود جمهور قرطاج متلهفا متشوقا لإطلالة أخرى للقيصر في سهرة يعتبرها محبوه سهرة الحلم والفن في زمن فقد فيه الفنان بريقه وأصبح مرتع أشباه الأصوات. سنة كانت كافية لتجعل مسرح قرطاج العريق يتلحف بالجماهير من كل الأعمار ومن كل الفئات وحتى من ذوي الاحتياجات الخاصة، فقط من أجل لقاء آخر مع الساهر الذي يكاد يكون ركيزة أساسية في برمجة أغلب دورات المهرجان منذ بدايات انتشاره في أوائل التسعينات.

الاستقبال الجماهيري الكبير قابله الساهر بأغنية “عيد العشاق” ليردد الحضور مع النجم “رائع رائع″، وقدم بعد ذلك القيصر باقة من أجمل أغانيه.

وتغنى الفنان العراقي بالحب والشوق والهيام في أغاني كـ”يضرب الحب” و”لا تتنهد” و”أحبيني” وغيرها من الأغاني التي شاركه الجمهور التونسي غناءها.

ولم يفاجئ الساهر جمهوره بتقديمه أغنيته الجديدة “دلوعتي” لأنه سبقه في حفظ كلماتها رغم حداثة طرحها شأنها في ذلك شأن بقية أغانيه، ولكن ربما المفاجأة تكمن في عودة الود بين الشاعر العراقي الكبير ورفيق البدايات الجميلة والمتميزة للقيصر كريم العراقي بعد قطيعة سنوات. عودة وإن لم تثمر مولودة بحجم سابقاتها ولكنها تعطي أملا جديدا بأن تشهد الساحة مجددا روائع كتلك التي قدمها الرجلان في فترات سابقة، ويرجح البعض أن تكون الأغنية إعلان عودة بين الرجلين.

الفنان العراقي تغنى بالحب والشوق والهيام
الفنان العراقي تغنى بالحب والشوق والهيام

وفاجأ كاظم الساهر جمهوره بنجم ذو فويس الصغير آدم، قائلا إنه “كان بانتظاره بمطار قرطاج الدولي ساعة حضوره إلى تونس، وكان متواجدا بالركح عند وصوله”، مضيفا أنه “قرر مشاركة آدم له في أغنية” تغنى فيها القصير جنبا إلى جنب مع الطفل الموهوب عن العراق مرددين “مالي خلق”، ليتفاعل معهما الجمهور ويشجع كلاهما، وغادر الطفل الذي تعامل معه الساهر بلطف كبير المسرح بمجرد انتهاء الأغنية تحت تصفيق وهتاف جماهيريين كبيرين.

واعتاد الفنان العراقي في قرطاج أن يأتي دون قائمة أغان جاهزة ويغني على هوى الجمهور، حيث غالبا مع يكون برنامجه للحفل مقتصرا على أغنية، أو أغنيتين، من اختياره غالبا ما تكون من جديده ويترك بقية البرمجة لجمهوره، حيث استجاب الساهر لبعض رغبات جمهوره ليغني و”لو لم تكوني أنت في حياتي” و”كتاب الحب” و”هل عندك شك”، مذكرا محبيه بأن هذه الأغنية بالذات كانت مفاجأته لجمهوره وأنه غناها للمرة الأولى وعلى مسرح قرطاج.

وتخللت الحفل الفني بعض الدعابات بين كاظم ومحبيه حتى أن النجم العربي استسمح جمهوره أن يشاركه صورة شخصية “سلفي”، قائلا إنه “لا يحسن ذلك”.

وكانت سهرة استثنائية أمتع خلالها القيصر جمهوره بأسلوبه الرائع في إلقاء القصائد، لا سيما في رائعته “الحب المستحيل”، فحرك شجون الحاضرين وداعب أحاسيسهم برقة أدائه وتفاعله معهم، وفيما كان الجمهور في قمة تفاعله مع القيصر بادر بالسؤال الذي كان يعرف رده بل وعلى يقين تام منه، “متونسين” ليأتيه الرد الذي لا يمكن إلا أن يرضي انتظاراته، حيث أجابه الآلاف بصوت واحد “متونسين”.

وكان جمهور قرطاج الذي حضر بالآلاف ومعظمه من النساء متلهفا ومتعطشا لفن كاظم الساهر الذي يملأ قلوبهم بالفرح والطاقة والحب والانسجام.

وسافر القيصر بمحبيه من التونسيين، لا سيما النساء إلى عالم مليء بالحب في زمن افتقدت فيه النساء الشرقيات مثل هذه المشاعر، متغنيا “وما بين حب وحب أحبك أنت”، و"كوني امرأة خطرة.. كوني القوة كوني النمرة"، فتمايلن حالمات مرددات كلماته بحماس كبير.

كاظم الساهر الذي تربع على عرش الأغاني الرومانسية منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي إلى اليوم، لم يفوت فرصة تحية الجمهور التونسي وتلقيبه بـ”الجمهور العاشق والرائع″ وغنى له “هلا بالحلوة السمرا”، وهذا التفاعل الكبير ليس بالجديد على جمهور قرطاج والقيصر، فقد أشاد الساهر بهذا الجمهور حتى في محافل أخرى.

وكان حضور الفنان العراقي كانسحابه في ختام الحفل رائعا قوبل بهتاف جماهير متعطشة للمزيد.

وتعد سهرة كاظم الساهر من أنجح الحفلات منذ انطلق المهرجان الدولي يوم 13 يوليو الماضي والذي سيستمر إلى غاية 17 أغسطس الحالي، حيث اضطر بعض الحاضرين إلى الوقوف في صفوف أمام امتلاء المكان.

وتجدر الإشارة إلى أن كاظم الساهر على موعد دائم مع جمهور قرطاج، الذي ساهم في انتشاره ودعمه منذ بداياته بوصفه نجمه المدلل، ولم يتخلف غالبا الفنان العراقي عن اعتلاء الركح وكان آخر حضور له سنة 2016، ليصافح هذه السنة من جديد جمهوره الذي لم يتوان عن الحضور بأعداد غفيرة غير عابئ بغلاء المعيشة، لا سيما وأن المجتمع التونسي يواجه أزمة اقتصادية تتمثل في ارتفاع غير مسبوق للأسعار.

24