"كاس" تنهي أزمة سون بتأكيد وقفه

لوزان (سويسرا) – قررت محكمة التحكيم الرياضي “كاس” الجمعة الفصل في أزمة السباح الصيني الشهير سون يانغ وذلك بتسليط عقوبة الإيقاف لثماني سنوات بسبب تدميره عينة فحص المنشطات الذي خضع له بالمطرقة في سبتمبر عام 2018.
وقالت المحكمة في بيان رسمي إنه “تم إيقاف سون يانغ ثماني سنوات اعتبارا من قرار كاس”. وأضافت “فَشِلَ الرياضي في تقديم البراهين، لقيامه بتدمير عينة فحص المنشطات حيث اعتبر أن الفاحصين لم يحترموا بروتوكول الفحص والتحقيقات” المعتمدة.
وشكلت أزمة السباح الصيني مادة إعلامية دسمة طيلة فترات تتراوح بين العام الماضي وبداية 2020، وتزايد حولها الجدل في كل مرة تبرز فيها أدلة جديدة بين سون من جهة والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات من جهة ثانية.
وتابع بيان المحكمة أنه “ثمة فارق كبير بعد أن تخضع لفحص الدم أن تشكك في بطاقات الاعتماد للفاحصين وفي الوقت ذاته المحافظة على الفحص الموجود في حوزة هؤلاء، ثم تلجأ إلى تدمير العينة على الرغم من النقاشات الطويلة والتحذيرات من العواقب، فتقوم بتدمير العينة وبالتالي تمنع إجراء فحص آخر في وقت لاحق”.
قرار شجاع
أما المدير العام للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات “وادا” أوليفيه نيغلي، فرحب بقرار “كاس”، معتبرا أن الأخيرة توصلت إلى “نتيجة مهمّة”.
وقال نيغلي “قررت وادا استئناف القرار الأولي للاتحاد الدولي للسباحة (فينا) بعد أن راجعناه بدراية واستنتجنا وجود نقاط عدة غير صحيحة فيه بموجب القانون الدولي لمكافحة المنشطات”. وأوضح “اليوم يؤكد قرار كاس هذا القلق وتوصل إلى نتيجة مهمة”.
ولجأت “وادا” إلى محكمة التحكيم بعد تبرئة سون من قبل الاتحاد الدولي للسباحة “فينا” لأسباب شكلية، ما سمح للسباح الصيني الذي أوقف عام 2014 بسبب التنشط، بالمشاركة في بطولة العالم الأخيرة في مدينة غوانغجو الكورية الجنوبية في يوليو حيث رفع عدد ألقابه العالمية إلى 11، في خطوة أثارت اعتراض العديد من السباحين.
سون لن يتمكن من التواجد في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو، لكن لديه محاولة أخيرة لإلغاء وقفه
وبعد إقرار العقوبة لن يتمكن سون من التواجد في دورة الألعاب الأولمبية المقررة الصيف القادم بطوكيو. ويستطيع السباح الصيني أن يلجأ إلى المحكمة الفيدرالية السويسرية في محاولة أخيرة لرفع الإيقاف عنه.
وكان سون أول صيني يتوج بطلا أولمبيا في السباحة عند الرجال بإحرازه ذهبيتي سباقي 400 م و1500 م في دورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012.
لكن بعد هذه العقوبة ذهبت آمال السباح الملقب بـ”قرش الحوض” أدراج الرياح، وأصبحت فرص مشاركته في البطولات الكبرى تكاد تكون منعدمة، فيما يرى متابعون أن مستقبله الرياضي بات على المحك.
آمال محبطة
كان السباح الصيني قد طعن في صحة اختبار المنشطات المفاجئ الذي فرض عليه في سبتمبر 2018 وذلك في جلسة استماع علنية نادرة أمام “كاس” في مدينة مونترو السويسرية في 15 نوفمبر من العام الماضي.
ودافع البطل الأولمبي البالغ عمره 28 عاما عن براءته خلال الجلسة، مشيرا إلى أن الفاحصين لم يعرّفوا بأنفسهم بالشكل الصحيح وخالفوا الإجراءات المعتمدة، وموضحا “لو كانوا محترفين وأظهروا هوياتهم، لما كنا بحاجة إلى أن نكون هنا اليوم”.
وأوضحت “كاس” في تبريرها لقرار إرجاء البت في القضية، أنه “على الرغم من أن التنظيم والجدول الزمني للجلسة العامة حظيا برضى المُحَكّمين والأطراف المعنية، فقد أثيرت بعض المخاوف في ما يتعلق بجودة تفسير شهادة يانغ”.
وأضافت “تحضّر الأطراف حاليا نسخة مكتوبة متفقا عليها من الإجراءات، بما في ذلك ترجمة كاملة لشهادة يانغ والتي ستعمل عليها اللجنة عند مناقشة وإعداد قرار التحكيم”. وتابعت أن القضية لن يتم البت فيها قبل منتصف يناير 2019، ليأتي القرار مخاتلا الجمعة بإيقاف سون 8 سنوات.