كابول متوجسة من مفاوضات سلام تدفع بها إلى الهامش

كابول - أعرب الرئيس الأفغاني أشرف غني، عن رغبته بإعلان وقف لإطلاق النار، والبدء بمحادثات مباشرة مع حركة طالبان، فيما تشعر الحكومة الأفغانية بشكل متزايد بأنها مهمشة على طاولة المفاوضات حيث ترفض طالبان الحوار معها.
وجاء ذلك خلال لقائه بممثلي منظمات مدنية وصحافيين في القصر الرئاسي، الأربعاء، أكد فيه أن السلام الدائم سيضمن الاستقرار في أفغانستان.
وشدّد أن هدفهم الأساسي يتمثل في إحلال الاستقرار، مؤكدًا أنهم لن يستسلموا لأحد وسيدافعون عن أراضي البلد طالما لم تأت مباحثات السلام بنتائج.
وقال “نريد وقف إطلاق نار، والبدء بمحادثات مباشرة مع طالبان، وفي حال القيام بضغوطات بخصوص السلام فإننا لن نقبل ذلك”، مشيرا إلى أن مباحثات السلام ستكون جدية.
وتستعد طالبان والولايات المتحدة لاستئناف المحادثات، في العاصمة القطرية الدوحة، فيما تشعر الحكومة الأفغانية بشكل متزايد بأنها مهمشة في طاولة المفاوضات حيث ترفض طالبان الحوار معها.
وصعدت حركة طالبان لهجتها تجاه الولايات المتحدة عقب قرار الرئيس دونالد ترامب تخفيض عدد قوات بلاده في أفغانستان، في محاولة لاستثمار التراجع الأميركي في تحسين شروط مفاوضات السلام، فيما يؤكد مراقبون أن واشنطن أهدت طالبان نصرا دون مقابل.
وحذّرت الولايات المتّحدة من أنّها ستلقى مصير الاتحاد السوفياتي الذي هزم في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي إذا لم تنسحب كليّاً من هذا البلد، وذلك بعيد أيام من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب خفض عديد قواته في أفغانستان.
ويجمع جل المتابعين للشأن الأفغاني أن الولايات المتحدة أهدت حركة طالبان نصرا دون مقابل، ما دفع الحركة التي تسيطر على مناطق كثيرة في البلاد إلى استثمار “الهبة الأميركية” الغير منتظرة في المزيد من الضغط نحو تحسين شروط مفاوضات السلام.
ويخشى مراقبون أن يضعف قرار ترامب الموقف التفاوضي لزلماي خليل زاده، وأن يرفع من جهة معنويات طالبان ويثبط من جهة أخرى عزيمة القوات الأفغانية التي تتكبّد خسائر بشرية فادحة جراء هجمات الحركة، حيث يتخوف بعض الأفغان من سقوط الحكومة الأفغانية وعودة الحرب الأهلية.
ورغم جهود المجموعة الدولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ التدخل الأميركي عام 2001 الذي أطاح بطالبان، يواصل المتمردون تكثيف هجماتهم ضد قوات الأمن الأفغانية.