كأس أمم أفريقيا: تهديد حقيقي في الكاميرون من الانفصاليين الناطقين بالإنجليزية والجهاديين

جماعات مسلحة تتوعد بعرقلة المنافسات وتبعث برسائل تهديد إلى منتخبات المجموعة السادسة.
الأربعاء 2022/01/05
استعدادات أمنية قبل العرس الأفريقي

ياوندي - تتصاعد المخاوف في الكاميرون من تهديدات الانفصاليين الناطقين بالإنجليزية، ومخاطر التعرض لهجمات جهاديي بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية، في وقت تنظم فيه ياوندي كأس الأمم الأفريقية أكبر تظاهرة رياضية في القارة السمراء.

وفضلا عن الخطر القائم بسبب جائحة كورونا ومتحور أوميكرون، تنطلق كأس أمم أفريقيا لكرة القدم الأحد القادم في الكاميرون في وضع أمني متوتر متمثل في تهديدات الانفصاليين الناطقين بالإنجليزية من جهة، وهجمات جهاديي بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى. وبعدما كانت الجائحة سببا في إثارة التكهنات حيال إمكانية تأجيل أو إلغاء المسابقة الأكبر في القارة، يمثل الأمن تحديا كبيرا آخر للمنظمين في هذا البلد الذي يعيش حالة حرب على جزء من أراضيه.

وتشهد المنطقتان الناطقتان بالإنجليزية (جنوب غرب وشمال غرب) في الكاميرون تمرّداً مسلّحاً على امتداد أربع سنوات، تتخلّله مواجهات شبه يومية بين الجيش وجماعات انفصالية تطالب باستقلال “أمبازونيا” (الإسم الذي تطلقه هذه الجماعات الناطقة بالإنجليزية على منطقتيها).

وتتّهم منظمات غير حكومية والأمم المتّحدة الطرفين بارتكاب انتهاكات وجرائم بحقّ المدنيين في نزاع أسفر منذ العام 2017 عن أكثر من 3500 قتيل و700 ألف مهجّر، وفقاً للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية دولية.

وتوعدت بعض الجماعات المسلحة بعرقلة المنافسات، وبعثت برسائل تهديد إلى منتخبات المجموعة السادسة (تونس ومالي وموريتانيا وغامبيا) التي ستلعب في منتجع ليمبي الساحلي وتتدرب في بويا، كبرى مناطق الجنوب الغربي.

ويقول بليز تشامانغو، مسؤول منظمة “هيومن إز رايت” الحقوقية التي تتخذ من بويا مقراً لها، إن “التهديدات خطيرة جداً”. وأوضح في اتصال مع وكالة فرانس برس أنه “وقع انفجار الأربعاء في ليمبي في مطعم وجبات موضّبة، إنها رسالة قوية”، مضيفا “لقد نشرت الحكومة جنودا مدججين بالسلاح تقريباً على كل طرقات بويا وليمبي خصوصاً، بينما تقوم قوات الدفاع والأمن باعتقالات وتفتيش ممنهج في أحياء عدة”.

والجمعة أشار الرئيس الكاميروني بول بيا (88 عاماً) الذي يحكم البلاد بقبضة حديدية منذ 39 عاماً إلى “حالات استسلام عدة” ضمن الجماعات المسلحة.

وأضاف أنهم “يواصلون الانخراط في الأنشطة الإجرامية من خلال زيادة الهجمات بالعبوات الناسفة وقتل المدنيين العزل”، فيما تعتبر منظمات غير حكومية أنه غير مرن إطلاقاً حيال مسألة المناطق الناطقة بالإنجليزية.

Thumbnail

وتصر الحكومة الكاميرونية على أن “الأمن سيكون مضمونا”.

وفي العاصمة ياوندي، على بعد حوالي 250 كيلومترا إلى شرق حدود المناطق الناطقة بالإنجليزية، كان الجو الاثنين أكثر استرخاء، ولم يشاهد سوى عدد قليل من رجال الأمن يراقبون آخر الاستعدادات في محيط الملعب الأولمبي الجديد الذي بني لهذه البطولة وسيكون مقراً لمنتخب “الأسود غير المروّضة”.

ويقول رئيس لجنة حقوق الإنسان وأستاذ القانون العام جيمس موانغي كوبيلا إن “الوضع الأمني يثير القلق حقاً فقط في الشمال الغربي والجنوب الغربي، لكنني أعتقد أن قوات دفاعنا لديها خبرة كافية للرد”.

وأضاف في تصريح إعلامي “النظام الأمني استثنائي في ضوء المخاطر، وقد استطعنا استضافة بطولة أمم أفريقيا للمحليين في يناير 2021 دون وقوع حوادث”.

وتواجه الكاميرون أيضًا تهديداً آخر في أقصى الشمال مع هجمات لجهاديي بوكو حرام التي تراجعت بشدة منذ مقتل زعيم التنظيم أبوبكر شيكاو في مايو الماضي.

لكن في المقابل عزز تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا سيطرته في منطقة بحيرة تشاد ويقود توغلات متفرقة في الكاميرون.

ويمكن أن يستفيد التنظيمان من التأثير المفاجئ لكأس أمم أفريقيا في الأعمال التي من شأنها أن توهن النفسيات كما يخشى البعض، في الشمال أو في ياوندي ودوالا.

ويرى مدير صحيفة “عين الساحل” النصف أسبوعية في شمال الكاميرون غيباي غاتاما أن “ملعب المنطقة الشمالية الذي سيستضيف المجموعة الرابعة (مصر ونيجيريا والسودان وغينيا بيساو) في غاروا، يقع على مسافة بعيدة جداً من محيط أنشطتهم”، على بعد أكثر من ثلاثمئة كيلومتر.

5