قيود على نفاذ المراهقين إلى مواقع التواصل الاجتماعي

نيويورك - أعلنت مجموعة “ميتا” أنها ستفرض قيودا جديدة على نفاذ المراهقين إلى بعض المحتويات على شبكتي فيسبوك وإنستغرام سعيا إلى توفير استخدام آمن وملائم لأعمارهم. وأوضحت المجموعة التي يقع مقرها الرئيسي في مينلو بارك في ولاية كاليفورنيا الأميركية أنها أدرجت تلقائيا كل حسابات المراهقين في فئة الإعدادات الأكثر صرامة للشبكتين الاجتماعيتين، ما "يصعّب النفاذ إلى المحتوى الذي قد يكون حساسا".
وينطبق هذا الإجراء على الحسابات التي يتبين أنها تخص مراهقين تتراوح أعمارهم بين الثالثة عشرة (وهو الحد الأدنى المطلوب للتسجل في الشبكتين) والخامسة عشرة (الثامنة عشرة في بعض البلدان). وتحدّ فئة الإعدادات هذه أيضا من نفاذ مستخدمين آخرين إلى قائمة “الأصدقاء” ومن متابعة الحسابات وكذلك من إمكان التعليق على ما يُنشر.
وتشمل القيود الجديدة أيضا عدم عثور هؤلاء المراهقين على أي نتيجة عند إجرائهم بحثا عن محتويات تضم مصطلحات معينة، منها إيذاء النفس والانتحار واضطرابات الأكل والشره المرضي. وستظهر للمستخدم عوضا عن ذلك رسالة وقائية تقترح عليه الاتصال بمتخصّص أو صديق أو الاطلاع على قائمة نصائح يمكن أن تساعده، على ما شرحت “ميتا” عبر موقعها.
إلا أن هذه الإجراءات لن تمنع المراهق في المقابل من أن يناقش عبر فيسبوك وإنستغرام مع أحد الموجودين على قائمة أصدقائه أي مشكلات أو صعوبات قد يكون يعانيها. وتعرضت “ميتا” باستمرار في السنوات الأخيرة لانتقادات بشأن إدارتها لمستخدمي شبكتيها المراهقين. وصرفت المجموعة النظر في خريف 2021 عن تخصيص شبكة إنستغرام للمستخدمين دون الثالثة عشرة كانت أعلنت عزمها على إطلاقها.
وأقامت 41 ولاية أميركية في نهاية أكتوبر الفائت دعوى أمام القضاء المدني على “ميتا” تتّهم فيها فيسبوك وإنستغرام بالإضرار بالصحة النفسية والجسدية للشباب. وذكّرت “ميتا” يومها بأنها سبق أن استحدثت سلسلة أدوات تساهم في تحسين حماية المستخدمين الشباب على منصتيها. وتتيح وسائل التواصل الاجتماعي للشباب إمكانية إنشاء هويات عبر الإنترنت والتواصل مع الآخرين وإنشاء شبكات اجتماعية. ويمكن أن توفر هذه الشبكات للشباب دعما قيما، لاسيما مساعدة أولئك الذين يشعرون بالإقصاء أو مصابين بإعاقة أو أمراض مزمنة.
ويستخدم المراهقون أيضا وسائل التواصل الاجتماعي للترفيه والتعبير عن الذات. ويمكن للمنصات أن تعرض للمراهقين الأحداث الحالية، وأن تسمح لهم بالتفاعل عبر الحواجز الجغرافية وأن تعلمهم مجموعة متنوعة من الموضوعات. ولكن يمكن أن يؤثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي سلبا على المراهقين من خلال تشتيت انتباههم وتعطيل نومهم وتعريضهم للتنمر ونشر الشائعات ووجهات النظر غير الواقعية عن حياة الآخرين وضغط الأقران.
وقد تكون المخاطر مرتبطة بحجم استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي. ووجدت دراسة أجريت عام 2019 على أكثر من 6500 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما في الولايات المتحدة أن أولئك الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يتعرضون لخطورة كبيرة بسبب مشكلات الصحة العقلية. ووجدت دراسة أخرى أُجريت عام 2019 على أكثر من 12 ألفا من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عاما في إنجلترا، أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من ثلاث مرات يوميا يتنبأ بضعف الصحة العقلية والرفاه لدى المراهقين.
ولاحظت دراسات أخرى أيضا وجود روابط بين المستويات العالية لاستخدام الوسائط الاجتماعية وأعراض الاكتئاب أو القلق. ووجدت دراسة أجريت عام 2016 على أكثر من 450 من المراهقين أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر أو استخدامها أثناء الليل والاستثمار العاطفي في وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الشعور بالضيق عند منع تسجيل الدخول، يرتبط كل منهما بنوعية نوم أسوأ ومستويات أعلى من القلق والاكتئاب.
ووجدت دراسة أجريت عام 2015 أن المقارنة الاجتماعية والتغذية المرتدة التي يبحث عنها المراهقون باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة كانت مرتبطة بأعراض الاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة صغيرة أجريت عام 2013 أن المراهقين الأكبر سنا الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي، مثل مجرد مشاهدة صور الآخرين، أبلغوا عن انخفاض في الرضا عن الحياة.