قيمة أبل تتقهقر جراء تراكم خسائرها في 2022

نيويورك - تعرضت شركة أبل الأميركية إلى انتكاسة مع تقهقر قيمتها بسبب تراكم خسائرها في العام الماضي نتيجة اضطراب سلاسل الإمداد والإنتاج في العالم.
وقد تراجعت قيمة أسهم أبل بشكل حاد مع بداية 2023 بعد تكبدها خسائر فادحة في العام الماضي، مما جعل قيمة شركة التكنولوجيا عند أقل من تريليوني دولار لأول مرة منذ يونيو 2021.
وتأتي موجة البيع بعد عام من تحول الشركة المصنعة لهاتف آيفون إلى أول شركة تصل قيمتها إلى ثلاثة تريليونات دولار.
وتراجع سهم أبل أربعة في المئة خلال جلسة الثلاثاء الماضي إلى 124.6 دولار بعد أن خفض جيروم راميل المحلل في إكسين بي.إن.بي باريبا توصيته لأسهم الشركة إلى “محايدة” من “فائقة الأداء”.
وبحسب منصة رفينيتيف أيكون فإن تصريحات راميل قلصت السعر المستهدف للسهم إلى 140 دولارا من 180 دولارا.
وخفض راميل توقعاته للشحنات من هواتف آيفون للسنة المالية الحالية إلى 224 مليون وحدة من 245 مليونا، مما يعكس مشاكل سلاسل التوريد من الشركة المصنعة فوكسكون وخفض المستهلكين الإنفاق على الهواتف باهظة الثمن.
ووفق السعر الحالي لسهم أبل، تبلغ قيمة الشركة 1.98 تريليون دولار، تليها شركة مايكروسوفت التي تقدر قيمتها حاليا بنحو 1.78 تريليون دولار.
ومما يؤكد مخاوف المستثمرين من أن تباطؤ الاقتصاد العالمي والتضخم المرتفع قد يضران بالطلب على أجهزة أبل، يتوقع المحللون في المتوسط أن تعلن الشركة انخفاضا يصل إلى واحد في المئة في إيرادات ربع السنة المنتهي في ديسمبر خلال الأسابيع المقبلة.
ووفقا لخبراء رفينيتيف سيمثل ذلك أول انخفاض فصلي في إيرادات أبل منذ ربع السنة المنتهي في مارس 2019.
وقالت كيم فورست من بوكيه كابيتال بارتنرز “إنهم (في أبل) يفضلون الميل نحو زبائن الأجهزة الاستهلاكية المتطورة، لكن حتى هذه الفئة من السكان قد تتأثر بارتفاع أسعار كل شيء”.
ونالت موجة بيع مكثفة في وول ستريت العام الماضي من شركات التكنولوجيا الكبرى، إذ تخوّف المستثمرون من رفع أسعار الفائدة، وهو ما أثر على الأسهم ذات التقييمات المرتفعة.
وتمثل القيمة المجمعة لأسهم أبل ومايكروسوفت وأمازون وألفابت وميتا بلاتفورمز الآن نحو 18 في المئة من إجمالي المؤشر ستاندرد أند بورز 500، بانخفاض عن نحو 24 في المئة في 2020.
وحتى بعد انخفاضها 27 في المئة العام الماضي، قدمت أبل عوائد ممتازة للمساهمين على المدى الطويل.
وتمتع المستثمرون الذين اشتروا أسهم أبل عندما أطلق الشريك المؤسس ستيف جوبز جهاز آيفون في 2007 واحتفظوا بها منذ ذلك الحين بمكاسب تزيد على 4 آلاف في المئة، إضافة إلى توزيعات الأرباح.
ويأتي هذا الرقم مقارنة بمكاسب تقدر بنحو 180 في المئة للمؤشر ستاندرد أند بورز 500 خلال الفترة نفسها.