قيس سعيّد من واشنطن: التونسيون خرجوا فرحا بالتخلص من كابوس

واشنطن - أكد الرئيس التونسي قيس سعيّد خلال لقائه بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن الأربعاء أن إجراءات الخامس والعشرين من يوليو التي بدأها بتعليق البرلمان أيده فيها، بحسب قوله، الشعب ونواب، واصفا مواطنيه عند استقبالهم للقرارات بأنهم "خرجوا سعداء وفرحين للغاية وكأنهم تخلصوا من كابوس".
وحاول الرئيس سعيّد، على هامش القمة الأميركية - الأفريقية، تنشيط الذاكرة الأميركية بشأن الأحداث التي دفعته إلى مثل تلك القرارات والردود الشعبية عليها.
وقال قيس سعيّد "أينما ذهبت، كان المواطنون التونسيون يطالبون بحل البرلمان وانتهى بي الأمر بحله... لماذا؟ لأن البلاد كانت على شفا حرب أهلية، لذلك لم يكن لدي خيار آخر لإنقاذ الشعب التونسي".
وأوضح أنه استقبل وقتها "العديد من النواب في قرطاج (مقر القصر الجمهوري) وطالبوني بحل البرلمان".
وتابع الرئيس التونسي "خرج الناس إلى الشوارع في نفس الليلة، في الخامس والعشرين من يوليو 2021. كانوا سعداء وفرحين للغاية، وكأنهم تخلصوا من كابوس".
وأشاد وزير الخارجية الأميركي بـ"الشراكة طويلة الأمد" بين الولايات المتحدة وتونس، وأشار إلى أن "هذه العلاقة تكون أقوى عندما يكون هناك التزام مشترك بالديمقراطية وحقوق الإنسان"، مؤكدا أهمية إجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة في السابع عشر من ديسمبر، فضلا عن الإصلاحات الشاملة لتعزيز الضوابط والتوازنات الديمقراطية وحماية الحريات الأساسية، وفق بيان وزارة الخارجية الأميركية.
وجدّد بلينكن التزام الولايات المتحدة العميق بالديمقراطية التونسية ودعم تطلعات الشعب التونسي إلى مستقبل ديمقراطي مزدهر، وأكد "دعم الولايات المتحدة القوي للاقتصاد التونسي وسط الأزمة الاقتصادية الحالية التي تفاقمت بسبب العدوان الروسي على أوكرانيا".
وكان الرئيس التونسي اتخذ في الخامس والعشرين من يوليو 2021 قرارات وصفت بـ"الثورية" لإنقاذ البلاد من الأزمة السياسية وتفشي وباء كوفيد، من بينها تعليق عمل البرلمان لمدة 30 يوما وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي بناء على الفصل 80 من الدستور الذي يخوله اتخاذ تدابير استثنائية، بعد احتجاجات ومظاهرات حثته على ذلك.
وكانت القوى المعارضة لمسار الخامس والعشرين من يوليو، وفي مقدمتها حركة النهضة الإسلامية التي كانت تسيطر على البرلمان، قد شنت حملة ضخمة لضرب صورة المسار في الخارج، والتسويق إلى أن البلاد تتجه نحو "دكتاتورية جديدة"، لكن هذه الحملة بدأ تأثيرها بالانحسار رويدا وباتت الصورة أكثر وضوحا بالنسبة للقوى الغربية، التي تراجعت عن مواقف سابقة أعلنتها، على غرار فرنسا التي أكد رئيسها إيمانويل ماكرون خلال القمة الفرنكوفونية التي جرت الشهر الماضي دعمه للرئيس سعيّد والمسار الحالي.
ويؤدي الرئيس سعيّد منذ الثلاثاء زيارة هي الأولى إلى الولايات المتحدة منذ صعوده إلى السلطة في العام 2019، للمشاركة في القمة التي تمتد حتى الخميس بدعوة من الرئيس الأميركي جو بايدن.
ومثلت الزيارة فرصة للرئيس التونسي لتبديد هواجس واشنطن حيال المسار الانتقالي الحالي، الذي ينتظر الانتهاء من آخر محطة له الشهر الجاري بإجراء الانتخابات التشريعية.
وتعرض مسار الانتخابات وسط مقاطعة المعارضة لانتقادات شديدة بسبب قلة حضور المرأة (15 في المئة من المرشحين)، وغياب المرشحين في بعض دوائر الانتخابات التي يتنافس فيها 1038 مرشحا.
وتراكمت صعوبات تونس الاقتصادية منذ عام 2011، وتفاقمت بسبب وباء كوفيد - 19 ثم الحرب في أوكرانيا، لتتجاوز ديونها 100 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بسبب اعتمادها الكبير على واردات الحبوب والوقود.