قيس سعيد يدعو الفاو إلى فرض مخزون استراتيجي من الحبوب

الرئيس التونسي يتساءل أسباب انتشار المجاعة في الدول النامية في وقت تؤكد آخر إحصائية للمنظمة الأممية أن ارتفاع إنتاج الحبوب يبلغ إلى مستوى غير مسبوق.
الثلاثاء 2023/07/25
قيس سعيد ينتقد بطء الإجراءات للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري

تونس - دعا الرئيس التّونسي قيس سعيّد، الإثنين، منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، لتأمين مخزون استراتيجي من الحبوب، تلجأ له المنظمة متى دعت الحاجة، وضمان عدم استخدام الغذاء كسلاح، وذلك بعد انسحاب روسيا الأسبوع الماضي من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وهو ما يثير قلقا عالميا بشأن الأمن الغذائي.

وأبرز الرئيس تونسي -في كلمة ألقاها اليوم خلال الجلسة الافتتاحية لقمة النظم الغذائية في العاصمة الإيطالية روما- أنه وحسب آخر إحصائية للمنظمة الأممية، فإنه من المتوقع أن يرتفع إنتاج الحبوب ليبلغ مستوى غير مسبوق، متسائلا حول أسباب انتشار المجاعة، في حين أن الحبوب متوفرة.

وقال "استنادا إلى عدة دراسات فإن كميات الحبوب التي تم تخزينها أكثر من القمح المعروض للبيع في الأسواق.. الحبوب تحولت إلى سلاح يضر الدول التي توصف بالنامية".

وارتفعت أسعار الحبوب بنسب متباينة منذ الأسبوع الماضي، في أعقاب انهيار اتفاق الحبوب بين روسيا وأوكرانيا، برعاية من تركيا والأمم المتحدة.

والاثنين الماضي، أعلنت روسيا وقف العمل بصفقة صادرات الحبوب عبر البحر الأسود، اعتراضا على عدم تنفيذ شروطها ومطالبها في إطار الاتفاقية.

ووقعت الاتفاقية بإسطنبول في يوليو 2022، بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركيا والأمم المتحدة، للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير من العام نفسه، ومددت 3 مرات قبل أن تعلق موسكو العمل بها.

وتعد روسيا وأوكرانيا الموردين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس وغيرها من المنتجات الغذائية ذات الأسعار المعقولة التي تعتمد عليها الدول النامية.

وقال سعيد "أتمنى أن يكون توقف الحرب في أوكرانيا -إحدى أكبر البلدان إنتاجا للحبوب- سببا في انتهاء أزمة الغذاء هذه.. أتمنى توقف المعارك هناك ليتم فتح ممرٍ عبر البحر الأسود لنرى إن كان ذلك سيغيّر شيئا من كل هذه التبريرات". والأربعاء، كشفت السلطات الأوكرانية عن تلف 60 ألف طن من الحبوب المخصصة للتصدير والمخزنة بميناء تشورنومورسك قرب أوديسا.

ومن المتوقع أن يسّجل الإنتاج العالمي للحبوب مستوى قياسيا في الفترة بين 2023-2024، وفقا لآخر نسخة من "موجز منظمة الأغذية ومن والزراعة عن إمدادات الحبوب والطلب عليها" الذي صدر في السابع من يوليو الماضي.

ورفعت منظمة "فاو"، توقعاتها بالنسبة إلى الإنتاج العالمي من الحبوب لعام 2023 إلى 819 2 مليون طن، بما يشير إلى زيادة بنسبة1.1 في المئة عن العام الماضي

كما رفعت المنظمة توقعاتها بشأن مخزونات الحبوب العالمية في نهاية مواسم الفترة 2024/2023 لتصل إلى 878 مليون طن، أي أعلى بنسبة 2.3 في المئة تقريبا عما كانت عليه خلال الموسم السابق.

وعند هذا المستوى، سيبقى المعدل العالمي لمخزونات الحبوب إلى استخدامها دون تغيير عند نسبة 30.6 في المئة، "بما يشير إلى توقعات مريحة في الإمدادات في الموسم الجديد".

 وتشير آخر توقعات المنظمة في ما يهم التجارة العالمية بالحبوب في الفترة 2024/2023 إلى انكماش بنسبة 0.9 بالمئة عن مستواها في الفترة 2023/2022 حيث تشهد كميات القمح تراجًعا عن مستوياتها القياسية.

وقال الرئيس التونسي إن  العالم يشهد عديد التقلبات من جائحة كورونا التي هزته والتدفقات غير المسبوقة لأعداد كبيرة من اللاجئين وانحباس الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.

وأكد أن العالم في حالة مخاض والإنسانية تنتظر وليدا جديدا لا تريده وليدا ميتا ولا وليدا مشوها بل تريده وليدا مقبلا على الحياة في ظل والدين يتقاسمان كل شيء حتى إن كان أحدهما من الشمال والآخر من الجنوب.

كما تطرق سعيد إلى التغيرات المناخية وأبرز أن اغلب دول العالم تعيش تقلبات مناخية أدت الي أزمة مياه غير مسبوقة نتيجة للانحباس الحراري الذي لم تتسبب فيه الشعوب الفقيرة.

وأوضح "تنبعث الغازات السامة وتصل بلداننا، هذه الغازات لم نكن من أسبابها، وأكثر من ذلك عديدة هي المؤسسات الصناعية في عديد الدول النامية وكأّن شعوب هذه الدول من جنس اخر غير جنس البشر... فانتشرت الأمراض الفتاكة التي لوثت الماء والهواء".

وانتقد الرئيس التونسي البطء في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة قائلا "ستتحدثون في إطار اللجان المتخصصة ضمن المنظمة من الطاقات البديلة وتحلية مياه البحر ولكننا الآن ونحن في هذا الاجتماع هناك حرائق نشبت في كل مكان كما في تونس الآن" وشدد على أن العالم في أمس الحاجة الي فكر جديد وتصورات جديدة في انتظار عصر جديد.