قيس سعيد في أول زيارة إلى ليبيا دعما للسلطة الانتقالية الجديدة

زيارة الرئيس التونسي تندرج في إطار مساندة تونس للمسار الديمقراطي في ليبيا.
الثلاثاء 2021/03/16
أول زيارة لرئيس تونسي إلى ليبيا منذ تسع سنوات

تونس - يتوجه الرئيس التونسي قيس سعيد الأربعاء إلى ليبيا في زيارة رسمية دعما للمسار الانتقالي في هذا البلد، وذلك بعد تأدية حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة اليمين الدستورية.

وأوضحت الرئاسة التونسية في بيان أن الزيارة، وهي الأولى منذ تسع سنوات لرئيس تونسي إلى ليبيا، "تندرج في إطار مساندة تونس للمسار الديمقراطي في ليبيا التي تأمل في إجراء انتخابات عامة في ديسمبر المقبل سعيا لإنهاء الصراع في البلاد".

وأضاف البيان "تمثل الزيارة مناسبة لإرساء رؤى وتصورات جديدة تعزز مسار التعاون المتميز القائم بين تونس وليبيا، وتؤسس لتضامن شامل يلبي التطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين في الاستقرار والنماء".

ويعد سعيّد أول رئيس دولة يزور ليبيا عقب انتخاب سلطة تنفيذية جديدة بالبلاد ومنح مجلس النواب الليبي الثقة للحكومة التي يرأسها الدبيبة، بتأييد 132 صوتا من أصل 133 حضروا جلسة التصويت.

وكان سعيّد في طليعة المرحبين بالسلطة الانتقالية الجديدة، وسبق أن وجه دعوة إلى أعضائها لزيارة تونس.

ويرى مراقبون أن زيارة الرئيس التونسي الذي حرص في أغلب المناسبات على تأكيد حياده تجاه الأزمة الليبية وتعقيداتها، تؤشر على توجه لتعزيز دور تونس في المشهد السياسي الليبي في المرحلة القادمة، وجعله أولوية لتدارك تأخر الدبلوماسية التونسية في الملف الليبي بعد دخول قوى إقليمية ودولية على خط الصراع في البلاد.

ولم تكن للرئيس سعيّد تحركات خارجية كثيرة منذ تسلمه المنصب في أكتوبر من عام 2019، حيث اقتصر على زيارتين رسميتين إلى كل من الجزائر وفرنسا. ويرى مراقبون أن زيارته المنتظرة لليبيا تأتي من منطلق أهمية وتأثيرات هذا البلد الجار على الوضع في تونس أمنيا وأيضا اقتصاديا.

وشكلت تونس محطة بارزة في طريق التسوية بين الفرقاء الليبيين عندما احتضنت الحوار الليبي في نوفمبر برعاية الأمم المتحدة، والذي تم التوصل عبره إلى الاتفاق حول موعد الانتخابات المقرر في ديسمبر من العام الجاري.

وتعد ليبيا أحد البلدان الهامة في سياسة تونس الخارجية فهي تجاورها من الغرب، وانعكست التطورات الأمنية بها خلال السنوات الأخيرة على الاستقرار في تونس، وخاصة من ناحية المسلحين التابعين لتنظيم "داعش" الذين نفذوا أكثر من محاولة تسلل تصدت لها السلطات هناك.

ومؤخرا تسلمت تونس دفعة ثانية من أقارب مواطنين لها قاتلوا في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي، كانوا متواجدين بمراكز إيواء في ليبيا، بحسب منظمة حقوقية تونسية.

وقال مصطفى عبدالكبير رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان (غير حكومي) "تم مساء الاثنين في معبر راس جدير الحدودي مع ليبيا تسلم دفعة ثانية من أقارب الإرهابيين التونسيين، الذين كانوا موجودين بعدد من المراكز الليبية".

وأضاف أن "المجموعة تتكون من 8 أشخاص وهم 5 أطفال و3 نساء".

وتابع "تم الاحتفاظ بالنساء في مركز تابعة للسلطات التونسية لاستكمال عمليات التحري الأمني، في حين تم إيواء الأطفال في مراكز إيواء تابعة للجنة الوطنية التونسية المهتمة بهذا الملف (اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب/ حكومية)".

وبحسب عبدالكبير فإنه تم الاتفاق مع الجانب الليبي على تسليم بقية أقارب الإرهابيين التونسيين الموجودين في مراكز إيواء ليبية على 3 دفعات أخرى.