قياس معدل نبضات القلب وسيلة للتوجيه أثناء التدريب الرياضي

برلين- يحظى معدل نبضات القلب باهتمام الرياضيين لأن تزايد معدل نبضات القلب أثناء التمارين الرياضية يشير إلى استجابة الجسم للإجهاد البدني. ويرتبط معدل نبضات القلب بعلاقة طردية مع كثافة التمارين الرياضية؛ فكلما زادت حدة التمارين، زاد معدل نبضات القلب. وعادة ما يعتمد المعدل المثالي لنبضات القلب على الهدف من التمارين والعمر ومستوى اللياقة البدنية.
ويرى البروفيسور إنغو فروبوزه من الجامعة الرياضية بمدينة كولن الألمانية، أن هناك مجموعتين يجب عليهما مراعاة معدل نبضات القلب وهما المبتدئون والرياضيون الطموحون والتنافسيون.
وبالنسبة إلى المبتدئين، فإن قياس معدل نبضات القلب يوفر وسيلة للتوجيه أثناء التدريب، وهو ما يمنح المرء شعورا معيّنا بالتحميل المناسب، بينما من الأفضل للرياضيين الطموحين والتنافسيين الاهتمام بقياس معدل نبضات القلب بانتظام من أجل التدريب لرفع وتحسين الأداء في نطاقات مختلفة.
وفي ما يخص نطاقات التدريب، يميز الخبراء بين النطاق الهوائي والنطاق اللاهوائي. ويقصد بالنطاق الهوائي أنه يتم إمداد الجسم بكمية كافية من الأوكسجين من الهواء عن طريق التنفس، ولا يكون التدريب فيه بكثافة عالية.
وأوصى البروفيسور فروبوزه بأن يتواجد الرياضي في هذا النطاق بنسبة 80 في المئة، بينما يجب إكمال جزء صغير فقط من التدريب في النطاق اللاهوائي الأكثر إجهادا.
قياس معدل نبضات القلب يوفر وسيلة للتوجيه أثناء التدريب، وهو ما يمنح المرء شعورا معيّنا بالتحميل المناسب، بينما من الأفضل للرياضيين الطموحين والتنافسيين الاهتمام بقياس معدل نبضات القلب بانتظام من أجل التدريب لرفع وتحسين الأداء في نطاقات مختلفة
ويختلف تحديد الفواصل بين النطاقين من شخص إلى آخر. ويمكن للمرء هنا استشارة طبيب رياضي، حيث يتم الاعتماد على معدل نبضات القلب لتحديد القرار المناسب، فإذا كان المرء يتدرّب بأكثر من 80 في المئة من الحد الأقصى لمعدل نبضات القلب، ففي هذه الحالة ربما يكون في النطاق اللاهوائي.
ويختلف الحد الأقصى لمعدل نبضات القلب من شخص إلى آخر، ويرتبط بمستوى اللياقة البدنية والعمر، ويمكن احتساب الحد الأقصى لمعدل نبضات القلب بواسطة الطبيب المختص أو يتم تقديره من خلال طرق مختلفة.
وأوضح البروفيسور هربرت لولغن، طبيب القلب والطبيب الرياضي من الجمعية الألمانية للطب الرياضي والوقاية، إحدى هذه الطرق بقوله “يتم ضرب 0.7 من العمر في عدد سنوات العمر، وبعد ذلك يتم طرح النتيجة من 207، وبالتالي فإن الحد الأقصى لمعدل نبضات القلب للأشخاص في عمر 30 عاما يبلغ 186 نبضة في الدقيقة، وبالنسبة إلى الأشخاص في عمر 50 عاما يبلغ الحد الأقصى لمعدل نبضات القلب 172 نبضة في الدقيقة، وفي عمر 70 عاما يصل المعدل إلى 158 نبضة في الدقيقة”.
وفي حين يعتقد فروبوزه أن هذه الطريقة ليست دقيقة تماما. ولفت البروفيسور الألماني الأنظار إلى أن معدل نبضات القلب لدى النساء أعلى من الرجال، وعلل ذلك بقوله “نظرا لأن حجم القلب يكون أصغر لدى النساء، فإن معدل نبضات القلب يكون أعلى، ويعد ذلك من الأمور العادية”.
وبالنسبة إلى معدل نبضات القلب أثناء الراحة فهو يحظى بنفس الأهمية أثناء التدريب، وهو عبارة عن معدل نبضات القلب في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة، وكلما كان المرء أكثر لياقة من الناحية البدنية، كان معدل نبضات القلب أثناء الراحة أكثر انخفاضا.
وتشير القيمة الأقل من 60 نبضة في الدقيقة إلى مستوى اللياقة المناسب. وعادة ما يكون معدل نبضات القلب أثناء الراحة للرياضيين التنافسيين عند حدود 40 نبضة في الدقيقة أو أقل، وإذا زاد هذا المعدل إلى أكثر من 70 نبضة في الدقيقة، فإنه يشير إلى سوء مستوى اللياقة البدنية.
ويعتمد نطاق معدل نبضات القلب المناسب للتدريب على عدة عوامل، منها مستوى اللياقة البدنية والهدف من التدريب والعمر، وعادة ما يتراوح معدل نبضات القلب المثالي للتدريب بين 60 في المئة للمبتدئين و80 في المئة للرياضيين الطموحين والتنافسيين من الحد الأقصى لمعدل نبضات القلب.
وأوضح طبيب القلب الألماني هربرت لولغن أن قيمة انتعاش معدل نبضات القلب توفر معلومات حول مستوى اللياقة البدنية، فإذا انخفض معدل نبضات القلب بمقدار 12 نبضة في الدقيقة الأولى بعد التمرين أو بمقدار 24 نبضة بعد أول دقيقتين، فإن ذلك يشير إلى مستوى جيد من اللياقة البدنية، فيما أوصى فروبوزه بالقيم التالية؛ حيث يجب أن ينخفض معدل نبضات القلب في الدقيقة الأولى بمقدار 15 إلى 20 في المئة مقارنة بمعدل نبضات القلب أثناء التدريب، وفي الأحوال المثالية يعود معدل نبضات القلب إلى النطاق الطبيعي بعد خمس دقائق من انتهاء التمرين.