قيادة نتنياهو لإسرائيل في خطر وفق تقييم استخباراتي أميركي

تقرير مجتمع الاستخبارات الأميركي يرجح أن الحرب على غزة لن تنتهي في المستقبل القريب.
الثلاثاء 2024/03/12
توقعات لمظاهرات أكبر في إسرائيل تطالب باستقالة نتنياهو

واشنطن  - كشفت شبكة "سي إن إن" اليوم الثلاثاء عن تقرير استخباري صادر عن مجتمع الاستخبارات الأميركي، والمعروف باسم ATA تم تقديمه إلى الكونغرس مساء الاثنين أن "قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على البقاء كزعيم في خطر"، وأن حركة حماس مستمرة وأن الحرب على غزة لن تنتهي في المستقبل القريب.

وسلطت الشبكة الأميركية الضوء على الجزء المتعلق برصد المخاطر المحدقة بإسرائيل في تقرير "تقييم المخاطر" السنوي الصادر عن مجتمع الاستخبارات الأميركي.

وجاء في التقرير "لقد تعمقت واتسعت حالة عدم الثقة في قدرة نتنياهو على الحكم لدى الجمهور مقارنة بمستوياتها المرتفعة بالفعل قبل الحرب، ونتوقع احتجاجات كبيرة تطالب باستقالته وإجراء انتخابات جديدة وإن تشكيل حكومة مختلفة وأكثر اعتدالا أمر محتمل."

ويواجه نتنياهو انتقادات شديدة داخل إسرائيل لفشل حكومته في التنبؤ أو إحباط هجوم 7 أكتوبر، عندما قتلت حركة حماس 1200 إسرائيلي واحتجزت 240 رهينة.

وتشير استطلاعات الرأي العامة أيضًا إلى أن العديد من الإسرائيليين يتساءلون عما إذا كان الهجوم العسكري الساحق الذي يشنه نتنياهو ردًا على ذلك والذي دخل الآن شهره الخامس، والذي أدى إلى تسوية غزة بالأرض وقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، هو أفضل طريقة لاستعادة الرهائن.

ويشير معدو التقرير إلى أن الشعب الإسرائيلي يؤيد على نطاق واسع القضاء على حماس. لكن تقييمها لحظوظ نتنياهو السياسية يقدم مع ذلك تقريرا صارخا عن زعيم ادعى الرئيس الأمريكي جو بايدن ذات يوم أنه "يحبه".

ويأتي ذلك وسط انقسام متوتر – وعلني بشكل متزايد – بين الزعيمين حول الخسائر المدنية في غزة.

ومع تزايد التقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين، وتزايد المجاعة والمرض، تضغط إدارة بايدن على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع الفلسطيني. وفي مقابلة أجريت معه نهاية الأسبوع، حذر بايدن من أن نتنياهو "يضر إسرائيل أكثر من مساعدتها".

ورد نتنياهو في مقابلة منفصلة قائلا إنه إذا كان بايدن يقترح "أنني أتبع سياسات خاصة ضد رغبة غالبية الإسرائيليين، وأن هذا يضر بمصالح إسرائيل، فهو مخطئ في كلا الأمرين".

ويحذر تقرير الاستخبارات الأميركية أيضاً من أن إسرائيل سوف تكافح من أجل هزيمة حماس عسكرياً.

وأوضح التقرير "من المحتمل أن تواجه إسرائيل مقاومة مسلحة مستمرة من حماس لسنوات قادمة، وسيكافح الجيش من أجل تحييد البنية التحتية تحت الأرض لحماس، والتي تسمح للمتمردين بالاختباء واستعادة قوتهم ومفاجأة القوات الإسرائيلية".

وقد أصدر الخبراء والمحللون العسكريون تقييمات مماثلة، محذرين من أن حملة القصف العدوانية الإسرائيلية قد لا تؤدي إلا إلى إلهام الأجيال القادمة من الجهات الإرهابية.

ويقول معدو التقرير إن كلاً من القاعدة وداعش يستلهمان أفكار حماس، ويوجهان مؤيديهما إلى شن هجمات ضد المصالح الإسرائيلية والأميركية.

وفي السياق الإيراني، يذكر مؤلفو التقرير أن "إيران ستستمر في تهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، وستحاول ترسيخ موقعها الناشئ كقوة إقليمية مع تقليل التهديدات التي يتعرض لها النظام، وخطر نشوب صراع عسكري مباشر.

ستحاول طهران الاستفادة من النجاحات العسكرية الأخيرة من خلال شبكة من التهديدات والإنجازات الدبلوماسية والبرنامج النووي الموسع والمبيعات العسكرية. وستحاول تعزيز العلاقات مع موسكو بشكل أكبر ومحاولة استخدام الصراع في غزة لثني دول الشرق الأوسط عن تحسين العلاقات مع إسرائيل، بينما تضع نفسها كأكبر داعم للنضال الفلسطيني.

ويذكر التقرير أيضًا أن "طهران تمكنت من استعراض القدرات العسكرية لشبكتها من المنظمات الوكيلة بعد 7 أكتوبر، ونظمت هجمات مناهضة لإسرائيل ومعادية للولايات المتحدة وستظل إيران تشكل تهديدًا لإسرائيل ولمصالح الولايات المتحدة في المنطقة حتى بعد الصراع في غزة، ومن المرجح أن تستمر في دعم حماس وغيرها من المنظمات التي تسعى إلى عرقلة التوصل إلى تسوية سلمية بين إسرائيل والفلسطينيين."

ولفت إلى أنه "على الرغم من أنها ستظل حذرة وتتجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، فإنها ستستمر في السماح للميليشيات بشن هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا، وتبادل حزب الله إطلاق النار مع إسرائيل على الحدود الشمالية مع لبنان، وهجمات الحوثيين على السفن".