قوى في الإطار التنسيقي تساوم: حلبجة مقابل الفاو

بغداد - تحاول بعض القوى في الإطار التنسيقي فرض مقايضة تقوم على تمرير مشروع تحويل حلبجة شمال شرق العراق إلى محافظة في مقابل الحصول على دعم من أجل تحويل بعض الأقضية في البصرة ونينوى وصلاح الدين إلى محافظات هي الأخرى.
وتذهب هذه القوى إلى حد التلويح بإيقاف مسار تحويل حلبجة إلى المحافظة رقم تسعة عشر في العراق، على الرغم من كون مجلس النواب كان أنهى الأحد الماضي القراءة الأولى لمشروع قانون بشأنها.
وكشفت النائب عن الإطار التنسيقي انتصار الموسوي الأربعاء عن جمع تواقيع عدد من النواب لغرض إلغاء اعتبار حلبجة محافظة جديدة في العراق.
قوى الإطار تدرك جيدا أن تغيير الصبغة الإدارية لحلبجة هو حق أصيل حيث تتوفر فيها جميع المؤهلات لأن تكون محافظة
وقالت الموسوي، في تصريحات صحافية إنه “تم جمع تواقيع من عدد من النواب من أجل إلغاء اعتبار حلبجة محافظة جديدة في العراق، فهذه الخطوة تريد منها القوى الكردية الحصول على تخصيصات مالية جديدة لهذه المحافظة في حال تم استحداثها بشكل رسمي من قبل البرلمان”.
واعتبرت النائب عن الاطار التنسيقي أن “الموافقة على اعتبار حلبجة محافظة جديدة في العراق، يكون بعد الموافقة على اعتبار قضاء الفاو في البصرة محافظة، وكذلك قضاء الزبير في البصرة محافظة، ويجب الحصول على تخصيصات مالية كافية لهذه المحافظات، ودون ذلك لن نسمح بتمرير فقرة اعتبار حلبجة محافظة عراقية جديدة”.
وستكون حلبجة المحافظة الرابعة رسميا على مستوى إقليم كردستان بعد أربيل والسليمانية ودهوك، والمحافظة رقم تسعة عشر على مستوى العراق.
ويرى مراقبون أن الخطوة النيابية ليس الهدف منها الأكراد بقدر ما هي محاولة من قبل بعض القوى فرض الصبغة الإدارية لبعض الأقضية لأهداف طائفية، تخدم أجندات إقليمية.
ويقول المراقبون إن قوى الإطار تدرك جيدا أن تغيير الصبغة الإدارية لحلبجة هو حق أصيل حيث تتوفر فيها جميع المؤهلات لئن تكون محافظة، لكنهم فقط يحاولون من خلال التسويق لاعتراضاتهم المساومة والابتزاز.
الموافقة على اعتبار حلبجة محافظة جديدة في العراق، يكون بعد الموافقة على اعتبار قضاء الفاو في البصرة محافظة
وكانت الحكومة العراقية قررت تحويل حلبجة إلى محافظة وذلك في الذكرى الخامسة والثلاثين لقصف المدينة بالسلاح الكيمياوي، من قبل النظام العراقي السابق.
ووصف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تحويل حلبجة إلى محافظة بـ”الواجب الأخلاقي”.
ويقول خبراء إن تحويل حلبجة إلى محافظة من شأنه أن يسرّع في وتيرة تسريع إعمارها وتطوير بناها التحتية والخدمية، التي ما تزال تعاني من تبعات مع حصل قبل خمسة وثلاثين عاما.
وقصف الطيران العراقي في عهد الرئيس الراحل صدام حسين بمزيج من غاز الخردل وغاز الأعصاب توبان وغاز السارين مدينة حلبجة عام 1988، وذلك لملاحقة الجيش الإيراني الذي توغل داخل المدينة خلال الحرب التي امتدت لثماني سنوات متواصلة.
وبالرغم من مرور سنوات طويلة ما يزال سكان حلبجة البالغ عددهم 200 ألف نسمة اليوم يعانون من تداعيات المأساة.