قوى الحرية والتغيير تطرح خارطة طريق لإنهاء النزاع السوداني

ائتلاف الحرية والتغيير يكثف من تحركاته للضغط على طرفي الصراع في السودان.
الاثنين 2023/11/20
التعاون مع المحيط الإقليمي والدولي ضروري لإنهاء الحرب

القاهرة - أعلن ائتلاف قوى الحرية والتغيير عن تحركات لعقد لقاء مباشر بين قيادتي الجيش وقوات الدعم السريع خلال الأيام المقبلة، كما تحدث عن اعتزامه طرح خارطة طريق لوقف الحرب خلال اللقاء المنتظر.

جاء ذلك في أعقاب اجتماعات للمكتب التنفيذي للتحالف المدني عقدت في العاصمة المصرية القاهرة. ويكثف ائتلاف الحرية والتغيير من تحركاته على أمل الضغط على طرفي الصراع لوضع حد للحرب المندلعة منذ أبريل الماضي، لكن جهوده تبقى دون تأثير حقيقي حتى الآن.

وقال عضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير طه عثمان في تصريحات صحفية إن التحالف سيطرح “خارطة طريق على الجيش والدعم السريع”. مشيرا إلى أن الحرية والتغيير على تواصل مستمر مع الطرفين منذ 16 أبريل الماضي.

ائتلاف قوى الحرية والتغيير يعلن عن تحركات لعقد لقاء مباشر بين قيادتي الجيش وقوات الدعم السريع خلال الأيام المقبلة

وأكد عثمان “مخاطبة الطرفين رسميا لعقد لقاء مباشر خلال الأيام المقبلة لطرح الخارطة ومناقشتها أيضا مع القوى السياسية والحركات المؤمنة بالتحول الديمقراطي في تحالف تقدم وخارجه”.

ويرجّح مراقبون أن تكون خارطة الطريق التي يعتزم ائتلاف الحرية والتغيير طرحها شاملة، وأن من ضمن بنودها الأساسية استبعاد فلول النظام السابق، لكن يبقى تفعيل الخارطة رهين تجاوب طرفي الصراع ولاسيما الجيش.

من جهته، أقر عضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير بوقوع قوى الثورة في أخطاء واضطرابات. وقال في كلمة في ختام اجتماعات المكتب التنفيذي إن قوى الثورة لا تعفي نفسها من الأخطاء ومستعدة للاعتراف بها.

وحث الدقير قوى الثورة على العودة إلى “الخندق الموحد” لمواجهة ما أسماها قوى الاضطهاد والاستبداد.

وحذر التحالف في بيان عقب اجتماعات المكتب التنفيذي من إمكانية تمدد الحرب وفق المؤشرات والتطورات الأخيرة.

ونوه إلى مؤشرات لتغذية الصراع وزيادته في دارفور من خلال خطوات ملحوظة ومرصودة لتحويل الحرب إلى مواجهة أهلية شاملة بين المكونات السكانية للإقليم.

وكانت حركتا العدل والمساواة جناح جبريل إبراهيم، وتحرير السودان جناح مني أركو مناوي أعلنتا الخروج عن الحياد والانخراط في الحرب إلى جانب الجيش بعد التقدم الكبير الذي أحرزته قوات الدعم السريع في إقليم دارفور، وباتت على مشارف السيطرة على معاقل التنظيمين في الإقليم الواقع غرب السودان.

وأثار قرار الحركتين ضجة واسعة داخل السودان وسط دعوات إلى ضرورة التراجع عن القرار الذي من شأنه أن يفاقم الصراع، ولا يخدم الجهود الجارية على أكثر من مستوى للتوصل إلى تهدئة تتيح فرصة التسوية السياسية.

ويقوم وفد من ائتلاف الحرية والتغيير الاثنين بزيارة إلى مدينة جوبا بدعوة من رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت في إطار الجهود لوقف الحرب.

وقال خالد عمر يوسف القيادي في الحرية والتغيير إن الزيارة تأتي بدعوة من الرئيس سلفا كير في إطار الجهود المدنية التي تهدف إلى إنهاء الحرب.

مراقبون يؤكدون أن خارطة الطريق التي يعتزم ائتلاف الحرية والتغيير طرحها شاملة، لكن يبقى تفعيلها رهين تجاوب طرفي الصراع ولاسيما الجيش

واستضافت جوبا مؤخرا اجتماعا للموقعين على اتفاق سلام جوبا لمناقشة سير تنفيذ الاتفاق ودور القوى الموقعة عليه في إنهاء الحرب.

وكانت جوبا تأمل في عقد لقاء شامل يضم القوى المدنية مع الحركات المسلحة لكن ذلك لم يتحقق لعدة دوافع بينها أن من بين الحركات من خرجت عن الحياد، وقوى سياسية أخرى كانت ولا تزال تدعم إشراك فلول النظام السابق الذين يطلق عليهم “الكيزان” في العملية السياسية، وهو أمر محل رفض شديد من معظم الطيف المدني في السودان.

وقال القيادي في ائتلاف الحرية والتغيير إن المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته لا مكان لهما في أي عملية سياسية لإنهاء الحرب، مشيرا إلى أن الأبواب مفتوحة لمشاركة الإسلاميين غير المتورطين في جرائم المؤتمر الوطني وغير المرتبطين بالمركز الأمني.

ووصف الدقير زيارتي قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى العاصمتين الإثيوبية أديس أبابا والكينية نيروبي بأنهما إيجابيتان، معلناً ترحيبه بأي شكل من التواصل لإنهاء الحرب، مؤكداً على ضرورة التعاون مع المحيط الإقليمي والدولي للوصول إلى عملية سياسية موحدة لإنهاء الحرب واسترداد المسار السياسي.

وقال إن الخطابات العدائية للأجهزة الحكومية التي تسيطر عليها قيادات النظام البائد وقادة الجيش تفتقر إلى الحكمة.

2