قوة مسلحة تعتقل محللا سياسيا لانتقاده رئيس الوزراء العراقي في برنامج تلفزيوني

بغداد - اعتقلت جماعة مسلّحة ترتدي اللباس المدني الكاتب والأكاديمي والمحلل السياسي العراقي محمد نعناع من منزله في بغداد، بناءً على دعوى سابقة أقامها ضده رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عقب انتقاده على إحدى المحطات الفضائية المحلية، ما أثار موجة استياء واسع.
وضجت الأوساط الصحفية والإعلامية بخبر اعتقال نعناع من منزله في بغداد، معتبرين أنها سابقة خطيرة، كما استنكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هذا الإجراء الذي تم باسم رئيس الوزراء، وقال أحدهم:
وأعرب ناشط:
وكتب مدون:
كما عبّرت “جماعة رفض” المعارضة عن “استنكارها الشديد لاعتقال القيادي فيها محمد نعناع، بعد مداهمة منزله في بغداد، بناءً على شكوى قضائية صادرة من السوداني شخصيًا على خلفية انتقادات ضد حكومته”.
وأكدت الجماعة في بيان “موقفها الرافض لتقويض ومصادرة الحقوق الضامنة لحماية حرية الرأي والتعبير من أي انتهاكات، كما طالبت “الجهات الرسمية بالتحرك الجاد والمسؤول للإفراج عنه فورًا دون قيد أو شرط”.
ودعت الجماعة “المنظمات الحقوقية والحركات الوطنية بالتصدي العاجل للضغط على السلطات الحاكمة في العراق من أجل ضمان حق التعبير والاعتراض بلا تضييق أو ترهيب”.
وتضامن ناشطون مع الجماعة وأعادوا نشر البيان على حساباتهم على موقع إكس:
وأقام السوداني دعوى قضائية ضد نعناع في 9 سبتمبر 2022، حين كان في ذاك الوقت مرشح قوى الإطار التنسيقي لمنصب رئاسة الوزراء، إثر انتقاداته المستمرة. وقال خلال استضافته في برنامج تلفزيوني إن “محمد شياع السوداني شخصية غير وطنية ومتخلف وتفكيره كلاسيكي مرتبط برؤى لا تخدم بناء الدولة”. ووصف نعناع السوداني بأنه “رهين لأربعة قادة في الإطار التنسيقي لا يمكنه الخروج عنهم”.
وعلى إثرها تم في شهر مارس من العام 2023 اعتقال نعناع من قبل قوة أمنية رسمية في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، ليتم الإفراج عنه بعدها. واعتبر رئيس حراك البيت العراقي محيي الأنصاري “اعتقال الدكتور محمد نعناع يدخل العراق مرحلة حرجة من تاريخ نظامه الحاكم باعتقال أصحاب الرأي وتحطيم آخر معاقل الديمقراطية الهشة في هذه البلاد وعلى يد رئيس أعلى سلطة تنفيذية في العراق".
◙ السوداني كان قد أقام دعوى قضائية ضد نعناع في 9 سبتمبر 2022 حين كان في ذاك الوقت مرشح قوى الإطار التنسيقي لمنصب رئاسة الوزراء إثر انتقاداته المستمرة
من جهته، قال الإعلامي قصي شفيق "من أدخل قوة عسكرية جبارة لاعتقال الدكتور الأكاديمي محمد نعناع في بيته ولترعب أطفاله وزوجته لأنه انتقد الحكومة؟" مضيفا أنّ "تكميم الأفواه سياسة صدام حسين"، متسائلا "أنتم آلاف البيجات والصفحات والإعلاميين والقنوات تلمع بيكم من الصباح حتى المساء من المال العام، ماذا يعني صحافي أو ناقد تحدث عن أداء أحزاب أو حكومة، لماذا يرعبكم الصوت الوطني".
وكان السوداني قد صرح في نهاية عام 2022 أن “العراق ساحة خصبة ومتاحة لعمل المجتمع المدني والناشطين”، كما تعهد في فبراير 2023، بأن المنهاج الوزاري لحكومته “تكفل بحماية الحريات العامة والخاصة وحريات أطياف المجتمع".
وفي أبريل 2023 قال أيضًا إنّ "العراق يحكمه اليوم نظام ديمقراطي يشارك فيه جميع أبنائه بتقرير مصيره وفي ظل دستور كفل الحرّيات وضمن التداول السلمي للسلطة”.