قوة الدولار الأميركي تهوي بأسعار الذهب

أسعار العقود الفورية للذهب في تعاملات الثلاثاء تراجعت  إلى قاع خمسة شهور بفعل قوة الدولار المستفيد من بيانات أميركية قوية.
الأربعاء 2023/08/16
الترقب سيّد الموقف

لندن - يواجه المستثمرون في الذهب فترة صعبة بسبب تهاوي أسعار المعدن الأصفر والذي يشكل أحد الملاذات الآمنة أثناء الأزمات، وسط حالة من الترقب قد تطول لبعض الوقت لمعرفة ما إذا كان السوق قد يعود إلى الاستقرار.

وتراجعت أسعار العقود الفورية للذهب في تعاملات الثلاثاء، إلى قاع خمسة شهور بفعل قوة الدولار المستفيد من بيانات أميركية قوية، وعودة التضخم إلى الارتفاع ما يمهد لاحتمالية رفع إضافي على أسعار الفائدة.

وهبطت أسعار العقود الفورية بواقع 0.18 في المئة أو 5 دولارات، إلى 1902.4 دولار للأونصة، وهو أدنى مستوى منذ تعاملات منتصف مارس الماضي.

ويأتي ذلك مع ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي أمام سلة من ست عملات منافسة، بنسبة 0.2 في المئة إلى 103.1 نقطة، قرب أعلى مستوى في شهر ونصف الشهر.

وتذبذبت أسعار المعدن الأصفر بحدة خلال العام الجاري، إذ تجاوز سعر الأونصة ألفي دولار لأول مرة منذ أغسطس 2020، مع تفاقم الأزمة المصرفية الأميركية في مارس الماضي.

ومع ذلك أشار جي.بي مورغان في تقرير قبل فترة إلى أن الذهب يبدو جذابا للمستثمرين خلال الأشهر الأخيرة، لأن خسائرها تكون محدودة في حالة الركود الاقتصادي البسيط لكنها تكون كبيرة في حالة الركود الأعمق.

1902.4

دولار سعر الأونصة في العقود الفورية ليوم الثلاثاء بخسارة قدرها 5 دولارات عن تعاملات الاثنين

وجاءت توقعات بنك الاستثمار الأميركي منسجمة مع توقعات مجلس الذهب العالمي، الذي أكد أن الطلب الاستثماري على المعدن الأصفر سيظل ينمو هذا العام وأن تظل مشتريات البنوك المركزية قوية وإن كانت أقل من المستوى المرتفع الذي شهده العام الماضي.

وتزيد أسعار الفائدة وعوائد سندات الخزانة المرتفعة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدات ويتم تسعيره بالدولار.

وصعدت عوائد السندات الأميركية خلال التعاملات المسائية الاثنين الماضي، ما صعد بقيمة الدولار، مدفوعة بارتفاع مؤشر أسعار المنتجين، ووسط ترقب صدور محضر اجتماع الفيدرالي الأربعاء.

ومطلع هذا الشهر نشر مجلس الذهب العالمي تقريرا أشار فيه إلى أن الطلب العالمي على المعدن النفيس مع استبعاد التعاملات خارج البورصة انخفض 2 في المئة على أساس سنوي إلى 920.7 طن في الربع الثاني من 2023.

وأرجع المجلس ذلك إلى تباطؤ مشتريات البنوك المركزية واستمرار ضعف استهلاك قطاع التكنولوجيا.

إلا أنه أكد في تقريره الفصلي حول اتجاهات الطلب أن الطلب ظل قويا بين أبريل ويونيو من شركات صناعة الحلي، التي تمثل حوالي نصف الطلب على المعدن، والمستثمرين الذين يرون فيه أصلا آمنا في أوقات عدم الاستقرار العالمي، مما دعّم ارتفاع الأسعار.

وقفز الطلب إلى أعلى مستوياته في 11 عاما في العام الماضي بفضل تسجيل البنوك المركزية أكبر مشترياتها على الإطلاق.

واشترت البنوك المركزية حول العالم نحو 386.9 طن من الذهب في النصف الأول من 2023، وهو أكبر حجم مشتريات لها خلال الفترة ذاتها في أيّ سنة منذ العام 2000.

وبحساب التعاملات خارج البورصة التي تجري بين البائعين والمشترين بشكل مباشر، نما الطلب العالمي على الذهب سبعة في المئة إلى 1255.2 طن في الربع الثاني من هذا العام.

10