قوة أداء ريتشمونت تغذي الآمال في إيقاف تدهور صناعة السلع الفاخرة

مبيعات الشركة السويسرية تجاوزت التوقعات نهاية العام مما دفع الأسهم في مختلف أنحاء القطاع إلى الارتفاع.
الجمعة 2025/01/17
ما رأيك بهذه الفخامة

بيلفيو (سويسرا) - غذت شركة ريتشمونت، مالكة مجوهرات كارتييه، الخميس الآمال في إحياء صناعة السلع الفاخرة المتدهورة، حيث تجاوزت مبيعات نهاية العام التوقعات، مما دفع الأسهم في مختلف أنحاء القطاع إلى الارتفاع.

وكان الأداء القوي خلال موسم العطلات المهم للغاية بمثابة إشارة إلى أن مبيعات السلع الفاخرة ربما تكون قد تحولت، حتى لو كانت ريتشمونت تعمل في الغالب في الطرف الأعلى من السوق.

وقفزت مبيعات الشركة السويسرية العريقة بنسبة 10 في المئة على أساس سنوي إلى 6.2 مليار يورو (6.37 مليار دولار) في الأشهر الثلاثة حتى نهاية ديسمبر.

وعادة ما تكون الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام هي الفترة الأكثر أهمية للعلامات التجارية الفاخرة بسبب التسوق في العطلات.

وكان المحللون يتوقعون مكسبا أقل من واحد في المئة. وقادت الأميركتان وأوروبا الأداء، حيث عوضت مشتريات المجوهرات باهظة الثمن عن ضعف مبيعات الساعات، والتي أثرت على أداء المجموعة.

وكتب بيرال دادانيا، المحلل في شركة آر.بي.سي كابيتال ماركتس في مذكرة يقول “نرى هذه النتائج قوية بشكل استثنائي”، وفق وكالة بلومبيرغ.

وواصلت ريتشمونت الإنفاق على التسويق واستضافة الأحداث في متاجرها للزبائن الراقين. ووصف جون كوكس المحلل في شركة كيبلر شوفرو أداء ريتشمونت بأنه “ممتاز ولكنه كان أكثر حذرا بشأن الصناعة الأوسع.”

جون كوكس: نشاط الشركة ممتاز وكان حذرا بشأن الصناعة الأوسع
جون كوكس: نشاط الشركة ممتاز وكان حذرا بشأن الصناعة الأوسع

وقال كوكس “ربما يكون من السابق لأوانه القول ما إذا كانت هذه نقطة تحول جديدة لقطاع السلع الفاخرة، ولكنها بالتأكيد مشجعة للغاية.”

وصعدت أسهم ريتشمونت، التي تمتلك أيضًا العلامات التجارية السويسرية للساعات بياجيه وآي.دبليو.سي وجيجر لوكولتر، بنسبة 14 في المئة.

ورفع الأداء أسهم الشركة بنسبة 18 في المئة خلال التعاملات المبكرة الخميس، وعزز مجموعات الرفاهية الأخرى وسط تفاؤل بأن الأسوأ قد انتهى بالنسبة للصناعة، التي واجهت طلبًا أكثر هدوءًا على السلع الراقية بعد سنوات من الزيادات السعرية العدوانية.

ورغم أن تعرض ريتشمونت الأكبر للمجوهرات يمنحها بعض الحماية من تقلبات فئات الأزياء الأخرى، فقد ارتفعت أسهم منافسيها أيضا بعد هذه الأخبار.

وحصلت شركتا أل.في.أم.أتش وكيرينغ المنافستان على دفعة ملحوظة، إذ ارتفعت أسهم كل منهما بأكثر من 7 في المئة، وارتفعت أسهم سواتش بنسبة 10 في المئة، في حين صعدت أسهم شركة هيرميس إنترناشيونال بنسبة ستة في المئة.

وحتى أداء ريتشمونت في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي انخفضت مبيعاتها فيها بنسبة 7 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كان أفضل بكثير من التقديرات.

ومع ذلك كانت الصين الاستثناء، والتي أظهر المتسوقون فيها شهية أقل للرفاهية وسط مخاوف بشأن تعافي سوق العقارات، حيث ظلت نقطة ضعف، مع تراجع المبيعات بنسبة 18 في المئة خلال الربع الأخير من عام 2024.

وبحسب وكالة رويترز وصف المحلل لوكا سولكا من شركة بيرنشتاين مبيعات ريتشمونت بأنها “علامة مشجعة وتأكيد على أن الربع السابق ربما كان في مرحلة ركود.”

وتكافح الصناعة مع أدنى نمو في مبيعاتها منذ سنوات، بعدما قلص المتسوقون، الذين تضرروا من عدم اليقين الاقتصادي وارتفاع الأسعار، الإنفاق التقديري.

واتسعت الفجوة بين اللاعبين الأقوى والأضعف، حيث تفوقت المجموعات التي تلبي احتياجات الطبقة الراقية للغاية، مثل هيرميس، على تلك التي لديها قاعدة زبائن أقل ثراء، مثل بيربري.

وتظهر البيانات أن الإنفاق على السلع الفاخرة في جميع فئاتها، تراجع العام الماضي بواقع 6.9 في المئة على أساس سنوي لتبلغ نحو 1.52 تريليون دولار للمرة الأولى منذ 15 عاماً باستثناء عام تفشي الوباء.

◙ المبيعات استفادت من توجه المستهلكين إلى المتاجر مجددا

ولوحظ العام الماضي، انسحاب نحو 50 مليون شخص من قوائم مشتري العلامات التجارية الشهيرة مثل ديور وبيربري وغيرها من العلامات الفاخرة.

وكانت ريتشمونت قد أعلنت عن انخفاض بنسبة واحد في المئة في المبيعات خلال الربع الثاني من العام الماضي، بعد أن تضررت من الركود في آسيا.

وبينما لم تعلق على أحدث نتائج، قالت ريتشمونت في السابق إن الوضع “الصعب” لا يزال قائما في الصين، حيث انخفضت مبيعات الربع الثالث من 2024 بنسبة 18 في المئة، ولكن هذا تم تعويضه بأكثر من النمو القوي في مناطق أخرى.

واستفادت المبيعات في الولايات المتحدة من توجه المستهلكين إلى المتاجر مجددا بعد حالة عدم اليقين التي خلقتها الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي. وعزز الدولار القوي مشتريات السياح في أوروبا، في حين دعم ضعف الين أيضًا مشتريات السياح في اليابان.

وتسارعت المبيعات في منطقة الأميركتين، حيث ارتفعت بنسبة 22 في المئة، وهو ما أضاف إلى العلامات الأولية للتحسن في السوق الأميركية، حيث تحول إنفاق بطاقات الائتمان على العلامات التجارية الفاخرة في ديسمبر إلى إيجابي لأول مرة منذ عامين.

ويراهن لاعبو السلع الفاخرة الأوروبيون على المتسوقين الأميركيين للنمو هذا العام، حيث تضاءلت شهية الصينيين للسلع الراقية بسبب أزمة العقارات.

ومن المقرر أن تعلن أل.في.أم.أتش، أكبر مجموعة فاخرة في العالم، نتائج أعمالها لعام 2024 في وقت لاحق هذا الشهر. والشركة الفرنسية، التي يقودها الملياردير برنارد أرنو، أكثر تعرضاً لشريحة “الرفاهية الناعمة”، التي تقدم حقائب اليد والأزياء الجاهزة.

وستقوم شركة كيرينغ المالكة لعلامة غوتشي وشركة هيرميس المصنعة لحقائب بريكين بإعلان نتائج أعمالها عن العام الماضي، في شهر فبراير المقبل.

11