قوات الأمن الكردية تمشّط أحياء الرقة وسكانها يخشون عودة الجهاديين

داعش يواصل تبنّي هجمات من خلال خلاياه النائمة.
الخميس 2023/02/02
داعش مرّ من هنا

الرقة (سوريا) - في أحد أحياء مدينة الرقة يراقب يوسف الناصر من على سطح بيته قوات الأمن الكردية أثناء تمشيطها المنازل واحداً تلو الآخر، بحثاً عن خلايا تنظيم الدولة الإسلامية الذي عاد ليهدّد الاستقرار في معقله السابق في سوريا.

ويقول الناصر (67 عاماً) “من الطبيعي أن يخاف المرء على عائلته وأولاده وأصدقائه”، مضيفاً أن أقصى ما يتمناه هو “استقرار المدينة والحفاظ على أمنها” الذي كان صعب المنال.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي خاضت معارك شرسة ضد التنظيم المتطرف وتمكّنت من طرده من آخر معاقله العام 2019، أنّها أحبطت نهاية العام الماضي هجوماً استهدف مقراً تابعاً لها يضم سجناً فيه المئات من عناصر التنظيم في مدينة الرقة في شمال البلاد.

وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم الذي أودى في الخامس والعشرين من ديسمبر بحياة ستة عناصر من القوات الكردية. وقال إنّ اثنين من مقاتليه نفّذاه وتمكن أحدهما من الفرار.

ويوضح الناصر بينما يلازم منزله في حي شعبي على أطراف المدينة “إذا عاد تنظيم داعش ستقع كارثة”.

رغم خسارة أبرز معاقله يواصل داعش تبني هجمات من خلال خلاياه النائمة وتمكن من إثارة الخوف في الرقة

ومنذ إعلانه “دولة الخلافة” وسيطرته على مناطق واسعة، شكّلت الرقة المعقل الأبرز للتنظيم في سوريا وشهدت فظاعات وإعدامات وحشية ونجح في بثّ الرعب فيها. وبعد معارك عنيفة خاضتها ضده، تمّكنت قوات سوريا الديمقراطية بدعم أميركي من طرد التنظيم منها في أكتوبر 2017.

لكن رغم خسارة أبرز معاقله تباعاً، يواصل التنظيم تبنّي هجمات من خلال خلاياه النائمة. وتمكن من إثارة الخوف مجدداً في نفوس سكان الرقة بعدما تسلّل اثنان من عناصره، في هجوم قال التنظيم إنه “في سياق الانتقام المتواصل لأسرى المسلمين” خصوصاً النساء المحتجزات في مخيمات في شمال شرق سوريا.

وإثر الهجوم أعلن مجلس الرقة المدني التابع للإدارة الذاتية الكردية حالة طوارئ وحظراً للتجول في المدينة. وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الكردية (الأسايش) بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن حملة يشارك فيها خمسة آلاف مقاتل.

وبينما ينتشر المئات من المقاتلين المدججين بأسلحتهم في المدينة وتجوب مدرعات في أنحائها، يبدو القلق واضحاً على وجوه السكان والأطفال الذين يلازمون منازلهم، استجابة لنداء عبر مكبرات الصوت يطلب منهم عدم التجول في أحيائهم أثناء تمشيطها.

مداخل المدينة تشهد إجراءات أمنية مشددة مع انتشار حواجز يتولى عناصرها التفتيش والتدقيق في الهويات

وتشهد مداخل المدينة إجراءات أمنية مشددة مع انتشار حواجز يتولى عناصرها التفتيش والتدقيق في الهويات.

وبموجب الحملة الأمنية التي انطلقت في الخامس والعشرين يناير، أوقفت القوات الكردية 150 شخصاً مشتبها بعملهم ضمن خلايا التنظيم، بينهم قياديون، وفق ما يوضح العميد علي الحسن من إدارة قوات الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا.

وتهدف الحملة إلى “السيطرة على نشاط خلايا داعش الإرهابية”، وفق الحسن الذي تحدّث عن “تغيير في إستراتيجية داعش، إذ انتقل من الهجوم الفردي إلى الهجوم الجماعي الذي يستهدف مراكز تجمع مقاتليه المعتقلين لدينا ضمن السجون المركزية”.

ويضيف “يبدو وكأن هناك تخطيطا كبيرا للسيطرة على السجون وإحداث بلبلة وفوضى أمنية. وبناء على هذه المعطيات أطلقنا الحملة”.

ويُعد هجوم الرقة الأخير الأكبر ضد سجن منذ الهجوم الذي شنه العشرات من مقاتلي التنظيم على سجن غويران في مدينة الحسكة في يناير 2022، وأسفر عن مقتل المئات من الطرفين. ويرى الحسن أن التنظيم المتطرف “يحاول إعادة هيكلة نفسه من خلال هذه العمليات”.

وفيما يثني عدد من السكان على عمليات التمشيط، يرى البعض أنها غير كافية.

2