قوات الأسد تشن ضربات جوية ضد مواقع لمتشددين في الصحراء

اشتباكات تدور في منطقة السخنة بين الجيش السوري وتنظيم داعش الذي مازال يحتفظ بموطئ قدم غربي نهر الفرات فيما تسعى القوات لانتزاع السيطرة على آخر جيب له شرقي النهر.
الأربعاء 2019/03/06
سلاح الجو السوري نفذ عدة غارات جوية استهدفت تحركات لداعش في البادية

دمشق- شن الجيش السوري، الثلاثاء، ضربات جوية على متشددين من تنظيم الدولة الإسلامية واشتبك معهم في وسط سوريا.

ويشير اندلاع الاشتباكات في منطقة السخنة الواقعة بين تدمر ودير الزور الاثنين إلى موطئ قدم مازال التنظيم المتشدد يحتفظ به غربي نهر الفرات في الوقت الذي تسعى فيه قوات مدعومة من الولايات المتحدة لانتزاع السيطرة على آخر جيب له شرقي النهر.

وقال مصدر عسكري إن "الطيران الحربي في سلاح الجو السوري نفذ عدة غارات جوية استهدف خلالها تحركات لداعش في البادية الشرقية وتحديداً على إحدى الطرق الترابية المؤدية إلى بلدة السخنة وإلى الجنوب الشرقي من البلدة".

واستعاد الجيش السوري السخنة من تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017 ودفع المتشددين للتقهقر في وسط سوريا باتجاه الطريق الصحراوي السريع الحيوي الذي يصل بين تدمر ودير الزور.

لكن مصدرا مقربا من السلطة في دمشق قال إن بعض مقاتلي التنظيم ظلوا في المناطق الصحراوية المحيطة ونفذوا هجمات على مواقع وقوافل للجيش.

وتفرض قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة حصارا على قرية الباغوز آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية شرقي نهر الفرات منذ عدة أسابيع.

فرار نحو 6500 شخص من قرية الباغوز
فرار نحو 6500 شخص من قرية الباغوز

وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الثلاثاء إن المئات من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية استسلموا لدى مغادرتهم آخر جيب للتنظيم المتشدد في شرق سوريا وسط أكثر من 6500 شخص، معظمهم مدنيون، جرى إجلاؤهم في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وتواجه الدولة الإسلامية الهزيمة في قرية الباغوز الواقعة على ضفاف نهر الفرات لكنها لا تزال تحتفظ بجيوب أخرى في مناطق نائية على مسافة أبعد نحو الغرب وتشن هجمات بأساليب حرب العصابات في مناطق أخرى فقدت السيطرة عليها.

وقالت القوات الكردية إنها أبطأت وتيرة الهجوم بسبب محاصرة مزيد من المدنيين داخل الجيب لكنها أكدت عزمها السيطرة عليه قريبا. وكان يُعتقد في وقت سابق بأنه جرى إجلاء كل المدنيين من هناك.

وقال مصطفى بالي مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية إن مئات الجهاديين استسلموا بعد أن فتحت قوات سوريا الديمقراطية ممرا لفرار نحو 6500 شخص من القرية منذ الاثنين مشيرا إلى أن الجهاديين كانوا ضمن هؤلاء الأشخاص.

وقال بالي إنه لليوم الثاني على التوالي تنجح قوات سوريا الديمقراطية في إجلاء أكثر من 3500 شخص ما بين نساء وأطفال ورجال. وكان هناك أكثر من 500 رجل معظمهم من جنسيات أجنبية.

وأضاف أنه جرى إجلاء نحو 3000 شخص الاثنين. وقال إن أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية ينتمون لعدد من الدول منها أوزبكستان وتركمانستان.

واجتذبت قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية مقاتلين من متطوعين علمانيين من أنحاء أوروبا ممن لديهم إيديولوجيا معارضة للجماعات الإسلامية.

استسلام المئات من الجهاديين
استسلام المئات من الجهاديين

وتتألف الباغوز من مجموعة قرى صغيرة وأراض زراعية قرب الحدود مع العراق وهي آخر بقعة من الأراضي المأهولة بالسكان التي لا تزال الدولة الإسلامية تسيطر عليها في المنطقة الممتدة عبر الدولتين والتي أعلنت عليها خلافة في عام 2014.

وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن ما لا يقل عن 84 شخصا ثلثاهم أطفال لاقوا حتقهم منذ ديسمبر كانون الأول وهم في طريقهم إلى مخيم الهول.

وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المخيم يؤوي ما لا يقل عن 45 ألف شخص وإن الكثير من الأشخاص وصلوا وهم يعانون من الإرهاق والجوع والمرض.

وفي حين تمثل السيطرة على الباغوز علامة مهمة في القتال ضد الدولة الإسلامية فإن من المتوقع أن يظل التنظيم يمثل خطرا أمنيا كقوة مسلحة لها خلايا نائمة ولديها بعض الجيوب في المناطق النائية.

وفي واشنطن قال الكوماندر شون روبرتسون المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنه بالإضافة إلى قرابة 1000 مقاتل أجنبي أسرتهم قوات سوريا الديمقراطية فإن هناك آلافا آخرين من التنظيم المتشدد من العراق وسوريا تحتجزهم الجماعة المدعومة من الولايات المتحدة.