قناعة روسية تتزايد لخفض إنتاج النفط

روسيا تتقبل ضرورة خفض إنتاج النفط وتدخل في مفاوضات مع السعودية على التفاصيل.
الخميس 2018/11/29
تجاورب روسي

لندن/موسكو – بات لدى روسيا قناعة متزايدة بالحاجة إلى خفض إنتاج النفط جنبا إلى جنب مع منظمة أوبك، لكنها مازالت تتفاوض مع السعودية، أكبر منتج في المنظمة، بشأن موعد أي خفض محتمل وحجمه.

وعقدت وزارة الطاقة الروسية اجتماعا مع رؤساء الشركات الروسية المنتجة للنفط، قبيل اجتماع أوبك وحلفائها في فيينا في السادس والسابع من ديسمبر. وقال مصدر مطلع على المحادثات بين شركات النفط الروسية والوزارة إن "فكرة الاجتماع كانت أن روسيا بحاجة إلى إجراء خفض".

وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه محظور عليه التحدث إلى وسائل الإعلام "الغالبية اتفقت على أنه لا يمكننا الخفض بشكل فوري، بل يحتاج الأمر إلى عملية تدريجية مثل المرة الماضية".

في المقابل، أحجمت وزارة الطاقة الروسية عن التعليق، كما امتنعت شركتا النفط الروسيتان روسنفت وجازبروم نفط عن التعليق. ولم تستجب لويك أويل وتاتنفت وسورجوت نفط غاز ونوفاتك على الفور لطلب بالتعقيب.

وتكبح أوبك وحلفاؤها، بقيادة روسيا، الإنتاج بموجب اتفاق جرى التوصل إليه في أواخر 2016 لدعم أسعار النفط. ووافقت موسكو على خفض إنتاجها 300 ألف برميل يوميا، أو سدس إجمالي الخفض المتفق عليه البالغ 1.8 مليون برميل يوميا، لكن الشركات الروسية استغرقت شهورا حتى تصل إلى هذا المستوى من الخفض.

لقاء مرتقب
لقاء مرتقب

والآن، تقترح الرياض على أوبك وحلفائها خفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا من يناير 2019 لوقف هبوط الأسعار، مع تراجع خام القياس العالمي برنت إلى دون 59 دولارا للبرميل هذا الأسبوع، من 85 دولارا في أكتوبر، بسبب القلق من تخمة محتملة في المعروض.

وإذا تحملت روسيا نفس النسبة في مثل هذا الخفض مثلما فعلت في الاتفاق القائم، فإن نصيبها في الخفض سيبلغ 166 ألف برميل يوميا. وقال المصدر "تردد أيضا أن الخفض بنسبة السدس هذه المرة يبدو مطلبا صعبا".

وقال مصدر ثان مطلع على المناقشات "نحتاج إلى الخفض، لكننا لا نريد أن نخفض بكمية كبيرة". وستجتمع أوبك وحلفاؤها وسط قلق من تباطؤ الاقتصاد العالمي وزيادة إمدادات النفط من الولايات المتحدة، وهي ليست مشاركة في الاتفاق القائم.

وتواجه السعودية ضغوطا متجددة من الرئيس الأميريكي دونالد ترامب، الذي طلب من الرياض أن تحجم عن خفض الإنتاج وتساهم في دفع الأسعار لمزيد من التراجع.

ومما قد يعقد أي قرار بخصوص إنتاج النفط في محادثات الأسبوع القادم الأزمة التي أثارها مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. ويدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وسيجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الأمير محمد بن سلمان في مطلع الأسبوع خلال قمة مجموعة العشرين، التي سيحضرها ترامب أيضا.

ولم تبد موسكو حتى الآن التزاما بأي تخفيضات جديدة في الإنتاج. وقال بوتين أمس الأربعاء إن روسيا على اتصال بأوبك، لكن موسكو راضية بسعر النفط عند 60 دولارا للبرميل. وكان الرئيس الروسي قال من قبل إنه سيكون راضيا بسعر للنفط عند 70 دولارا.

وتابع بوتين "نحن على اتصال بأوبك، ومستعدون لمواصلة جهودنا المشتركة إذا اقتضت الضرورة". وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس إن بلاده لن تخفض إنتاج النفط وحدها.

وقالت جيه.بي.سي لاستشارات الطاقة في مذكرة "في العموم، لدينا تحفظات بشأن احتمالية التعاون هذه المرة على غرار ما حدث في 2016، لكن الموقف الروسي سيكون حاسما بلا شك".

Thumbnail