قناة فرنسية تطرد معلقا جزائريا بعد تصريحات "مسيئة" للمغرب

باريس - قررت إدارة قناة “آر.إم.سي” الفرنسية إنهاء تعاقدها مع المعلق الجزائري مهدي غزار على خلفية تصريحات وصفت بـ”غير المقبولة” تجاه المغرب أثارت ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، واضطر على إثرها المعلق على الاعتذار من المغاربة الذين رفضوه.
وواجه غزار موجة من الانتقادات الحادة إثر تعليقات اعتبرها كثيرون مسيئة للمغرب وشعبه، حيث تم تداول مقاطع فيديو من الحوار الذي أجراه على قناة “الجزائر الدولية” عبر مواقع التواصل والتي أشارت لها أيضا بعض الصحف الفرنسية.
وبعد الجدل والانتقادات، نشر عزار مقطع فيديو عبّر فيه عن محبته للشعب المغربي وأسفه لتصريحاته، التي أكد أنها أُخرجت من سياقها مشدداً على أنه لم يكن “يقصد الإساءة لرجال ونساء المغرب”.
غير أن المغاربة لم يقبلوا بهذا الاعتذار، الذي جاء بعد تضرر مصالح غزار الشخصية، بينما أكد الكثير من الناشطين أن التصريحات جاءت في إطار حملة إعلامية جزائرية ممنهجة ضد المغرب بعد اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، وقالت ناشطة.
وقال ناشط:
وعلق مغرد:
وأعاد ناشط مغربي نشر تغريدة لعضو في حزب الجمهوريين الفرنسي يبدي فيها رفضا لتصريحات غزار، جاء فيها:
وأثار غزار جدلا في فرنسا، على اعتبار أنه وجه معروف في التحليل السياسي بسبب مشاركته الدائمة في برنامج “لاي غراند غيل” الذي يُبث على قناة “آر.إم.سي” الفرنسية، وبالتالي فإن التصريحات الصادمة التي أدلى بها خلال مشاركته في برنامج جزائري، تسببت في استياء في فرنسا.
وأعلن منشطون، ومقدمو البرنامج في حلقة صباح الأربعاء، عن رفضهم للتصريحات “غير المقبولة” التي أدلى بها غزار، معلنين بأن القناة والبرنامج أنهوا تعاقدهم مع الكاتب والمحلل الجزائري بصفة رسمية ونهائية.
وسلطت الصحافة الفرنسية الضوء على كيفية تعامل الإعلام الجزائري مع القضايا المرتبطة بالمغرب، مشيرة إلى وجود تحامل كبير على المملكة في المنابر الإعلامية الجزائرية التابعة للنظام، وقد ظهر ذلك بشكل واضح في قضية المحلل الجزائري، مهدي غزار.
واعتبر العديد من النشطاء أن ما صرح به مهدي غزار لم يكن بمقدوره أن يصرح به في الإعلام الفرنسي، مما يشير إلى وجود فرق في المهنية والمصداقية الإعلامية بين فرنسا والجزائر، حيث تسمح الأخيرة بأي شيء ضد المغرب، حتى لو كان بطرق غير أخلاقية.
ووفق ذات المصادر، فإن هذه الواقعة تفضح حقيقة الإعلام الجزائري التابع للنظام، والذي يمارس هجوما متواصلا لتشويه صورة المملكة المغربية، بتقديم معلومات مغلوطة للرأي العام، وبأساليب تحريضية لا تتناسب مع أخلاقيات مهنة الإعلام والصحافة.
وكثفت وسائل الإعلام الجزائرية من هجماتها على المغرب بعد اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، حيث تعمدت السلطات الجزائرية توظيف منابرها التي أخضعتها إلى سلطتها مع الجيوش الإلكترونية على الشبكات الاجتماعية من أجل استهداف المؤسسات المغربية، على رأسها مؤسسة الجيش، بالترويج للأخبار الزائفة وتجييش الطرح الانفصالي المعادي للمغرب.
غزار أثار جدلا في فرنسا، على اعتبار أنه وجه معروف في التحليل السياسي بسبب مشاركته الدائمة في برنامج “لاي غراند غيل” الذي يُبث على قناة “آر.إم.سي” الفرنسية
وتؤكد آراء الناشطين على الشبكات الاجتماعية أن المحاولات باتت مكشوفة للرأي العام ولم تعد مؤثرة سوى على مصداقية المنابر المضللة التي نشرت الأخبار الزائفة وباتت تحمل وصمة الكاذبة.
كما يستغل الإعلام الجزائري والجيوش الإلكترونية التابعة للسلطات وجود علاقات دبلوماسية بين المغرب وإسرائيل لمهاجمة المملكة ونشر الأخبار الزائفة ضدها، وقد اشتدت وتيرتها مع الحرب الدائرة رحاها في قطاع غزّة في الأشهر الماضية، رغم أن موقف الرباط والعاهل المغربي الملك محمد السادس واضح ولا لبس فيه بإدانة الاعتداء الإسرائيلي ودعم القضية الفلسطينية.
وتداولت وسائل إعلام جزائرية وعدد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاءات زائفة عن مشاركة 4000 جندي مغربي إلى جانب إسرائيل في حربها ضد حركة حماس، ووصل الأمر إلى فبركة مصادر بالقول إن هذه الأخبار أوردتها شبكة الجزيرة القطرية نقلا عن صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية التي نقلته بدورها عن مصدر عسكري إسرائيلي في إطار ما سمّي “اتفاقا للدفاع المشترك بين البلدين”، وهو ما أثبتت منصات تدقيق الأخبار عدم صحته.
ونشطت صفحات جزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لأخبار عديدة بهذا الإطار، وتعتمد على دمج الأخبار الحقيقية بالمفبركة إمعانا في التزوير والإساءة، فعلى سبيل المثال نشرت صورة جندي إسرائيلي قتل على يد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، خلال كمين في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وألصقت الجنسية المغربية في إطار الدعاية المعادية للمملكة والمزايدة على مواقفها من القضية الفلسطينية دونما تحرّ لأيّ دقة أو مصداقية.
وأكدت منصة “مسبار”، المتخصصة في مكافحة الشائعات والأخبار الكاذبة، أن خبر “مشاركة عناصر من الجيش المغربي في الحرب في الشرق الأوسط”، خبر مزيف ومفبرك لم يرد لا في قناة الجزيرة ولا في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
وقد بحثت المنصة عن الخبر في موقع قناة الجزيرة، وفي حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تعثر على أيّ أخبار بهذا الخصوص.