قنابل موقوتة منتشرة في الجوار السوري تشغل العراقيين

العراق يؤكد عزمه على تسريع معدل إعادة المواطنين العراقيين من سوريا وضمان حصولهم على الدعم المناسب لإعادة التأهيل.
الاثنين 2022/04/11
قاسم الأعرجي: داعش ما يزال يمثل تهديدا حقيقيا

بغداد- أعرب مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي عن مخاوف بلاده من التحدي الذي يفرضه أفراد داعش وعائلاتهم الموجودوين في مخيم الهول وعدد من السجون المنتشرة في شمال شرق سوريا.

وأوضح الأعرجي خلال مؤتمر استضافته الحكومة العراقية بمركز النهرين في بغداد، وحضره سفراء أجانب ووكالات الأمم المتحدة، أن السجون والمخيمات في أنحاء شمال شرق سوريا، الخاضعة لسيطرة الإدارة المحلية التي يقودها الأكراد، لا تزال تحتجز الآلاف من السوريين والعراقيين والأجانب ومعظمهم من الأطفال.

وسارعت بغداد في الأشهر الماضية إلى بناء سياج على طول الشريط الحدودي مع سوريا على أمل الحيلولة دون تسلل عناصر التنظيم الجهادي، لكن المسؤولين يقرون بأن هذه الخطوة غير كافية، وأنه يستوجب تحرك دولي فاعل لإنهاء قضية المخيمات والسجون التي تحتضن أفراد التنظيم وعائلاتهم.

◙ العراق يخصص مخيم الجدعة في شمال البلاد لاستقبال الأفراد والعائلات العائدة من مخيم الهول

وقال مستشار الأمن القومي العراقي إن “تنظيم داعش الإرهابي ما زال يمثل تهديدا حقيقيا، وجود مخيم الهول في شرق سوريا وأكثر من 12 ألف إرهابي في السجون لدى قوات سوريا الديمقراطية، وهنالك محاولات مستمرة من قبل داعش لكسر هذه السجون”.

وكان المؤتمر الذي عقد السبت واستضاف مسؤولين عراقيين وأجانب، بينهم ممثلون للأمم المتحدة، ناقش ما وُصف بالمسألة الحاسمة المتعلقة بعودة النازحين في شمال شرق سوريا وإعادة تأهيلهم وإدماجهم في مجتمعاتهم الأصلية.

وبحسب الممثلة الخاصة للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق جينين هينيس بلاسخارت، فإن ثلاثة من كل خمسة من سكان مخيم الهول تقل أعمارهم عن 17 عاما، وواحد من كل خمسة يقل عمره عن خمس سنوات.

وقالت بلاسخارت “السجون والمخيمات بما في ذلك مخيم الهول في شمال شرق سوريا قنابل موقوتة، إذا انفجرت فلن يقتصر تأثيرها على العراق والمنطقة فقط، لكنه سيمتد أبعد من ذلك. نزع فتيلها من مسؤوليتنا الجماعية، ويجب أن يكون أولويتنا الجماعية”.

وقال ماثيو تولر، سفير الولايات المتحدة لدى العراق، أمام المؤتمر ذاته “الولايات المتحدة تنضم إليكم في الالتزام بهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وأيديولوجيته، والتأكد من أنه لن ينهض أبدا مجددا. يمكنكم الاعتماد على دعم الولايات المتحدة الثابت. نتفهم أن التواصل والتنسيق عبر الحدود للعودة من مخيم الهول لا يزالان يشكلان تحديات للتخطيط للعودة الآمنة للعراقيين من ذلك المخيم”.

ماثيو تولر: نحن ملتزمون بمساعدة العراق في التغلب على هذه العقبات

وأوضح السفير الأميركي للعراقيين “نحن ملتزمون بمساعدتكم في التغلب على هذه العقبات، وسنعمل مع التحالف وشركائنا في شمال شرق سوريا لضمان شفافية التواصل والتخطيط المشترك. لن يكون سهلا الوصول إلى حل لأولئك العراقيين الباقين في شمال شرق سوريا، لكن هذه السلسلة من الموائد المستديرة هي خطوة حاسمة”.

وأوضحت بلاسخارت أن العراق قدم نموذجا على الساحة العالمية من خلال إعادة حوالي 450 أسرة، أو ما يقرب من 1800 فرد، منذ مايو 2021. ومع ذلك، قال الأعرجي إن عمليات الإعادة هذه لا تزال مثيرة للجدل في العراق.

ويخصص العراق مخيم الجدعة في شمال البلاد لاستقبال الأفراد والعائلات العائدة من مخيم الهول. وقال الأعرجي “القرار الجريء للحكومة العراقية باستقبال 450 عائلة، وتم بجهود كبيرة. نعم كانت هناك معارضة شديدة، تحديات، هجمات إعلامية، ولكن هناك إرادة وإصرار على النجاح. وتم نقل هذه العوائل، وهم عوائل عراقية، إلى مخيم الجدعة للتأهيل النفسي وبمشاركة حقيقية أممية ورعاية لكثير من الدول”.

وبوسع بعض أولئك الذين حصلوا على تصريح أمني من الحكومة العراقية الإقامة خارج المخيم، لكنهم يواجهون تحديات لأن بعض المجتمعات في مناطقهم الأصلية لا تزال ترفض عودتهم.

ومع ذلك، يقول الأعرجي إن العراق عازم على تسريع معدل إعادة المواطنين العراقيين من سوريا، مشددا على أهمية التعاون الدولي لضمان حصول العائدين على الدعم المناسب لإعادة التأهيل.

3