قمة بريدج ترسم خارطة طريق عملية للمؤسسات الإعلامية

نيويورك – أطلق عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام التقرير الأول من سلسلة “تواصل الحوار” لتحالف “بريدج”، مشيرا إلى أن أهمية هذه التقارير تكمن في قدرتها على رسم خارطة طريق عملية، تزود المؤسسات الإعلامية بالبيانات والتحليلات اللازمة لإعادة صياغة سياساتها التحريرية بوعي، ومسؤولية.
وأصدرت قمة “بريدج” تقريرها الأول بعنوان “تواصل الحوار – نيويورك”، بناء على نتائج اجتماع الطاولة المستديرة الذي نظمه المكتب الوطني للإعلام في نيويورك، وضم جلسات وورش عمل تفاعلية تعزز الحوار البناء والعمل المشترك نحو بناء إعلام متكامل قائم على التعاون والعمل المشترك.
وتمحورت النقاشات حول ستة موضوعات عاجلة، كشف كل منها عن التغيرات النوعية والعميقة الجارية في سبل إنتاج واستهلاك الإعلام وفرص تعزيز الثقة فيه.
وتُجسد القمة التي أطلقها آل حامد في مايو الماضي خلال احتفالية خاصة أقيمت في العاصمة الأميركية واشنطن، مساعي الإمارات الهادفة إلى ترسيخ الشراكات الإستراتيجية وبناء جسور من التعاون الإعلامي، وتشجيع تبادل الخبرات والتجارب، بما يسهم في تطوير صناعة الإعلام عالميا.
وأضاف “في ظل التطورات المتسارعة التي يعيشها المشهد الإعلامي العالمي، أصبحنا بحاجة إلى لغة مشتركة، لتحقيق الإجماع حول مسار مستقبلي موحد، وسد أي ثغرات في المعرفة والفهم، لتنفيذ التحول الإيجابي المنشود.”
ويقدم تقرير “تواصل الحوار – نيويورك”، إطارا تحليليا لفهم التحولات الجوهرية في المشهد الإعلامي العالمي، واستكشاف مسارات بناء سياسات إعلامية أكثر مرونة وفاعلية. ويسلط التقرير الضوء على صورة منظومة الإعلام في العالم التي تشهد تقلبات عدة وتحتاج إلى التعاون بين مختلف الأطراف من أجل تطويرها.
ويُبرز أهمية تبني نهج متعدد الأبعاد يأخذ في الحسبان اختلاف السياقات الوطنية، وتنوع نماذج الحوكمة، والأنماط الاقتصادية، والبُنى الثقافية والاجتماعية، بما يضمن تطوير منظومات إعلامية قادرة على مواكبة التغيير، وتحقيق أثر مستدام في بيئات إعلامية تتسم بالتقلب والتعقيد.
واستكشف التقرير في بداياته موضوع “الانتشار السريع مقابل الدقة”، وكيف يتفوق الانتشار السريع المدفوع بالخوارزميات على الدقة التحريرية، حيث حذر العديد من المشاركين من العواقب الجذرية التي يتسبب بها ذلك على الثقة العامة بالإعلام.
وركز التقرير في فصول أخرى على مسائل مثل الإعلام والتعليم، حيث دعا المشاركون في الطاولة المستديرة إلى إصلاحات جريئة في مجالي تعليم الصحافة والمعرفة الإعلامية بشكل عام.
ويعدّ اجتماع الطاولة المستديرة في نيويورك الأول ضمن سلسلة اجتماعات ضمت لندن، وتستمر في شنغهاي في أغسطس، وأوساكا في سبتمبر، وتتكلّل بانعقاد قمة “بريدج” 2025 في أبوظبي من الثامن إلى العاشر من ديسمبر القادم.
وسيجري دمج التقارير الناتجة عن السلسلة في تقرير نهائي سيحدد أولويات السياسات الإعلامية وسيضع توصيات عملية لتعزيز مستقبل الإعلام العالمي.
وتسعى بريدج إلى لعب دور محوري في تشكيل التوجهات الإستراتيجية لقطاع الإعلام العالمي، من خلال دعم الابتكار، وتعزيز المعرفة، وترسيخ مبادئ المسؤولية الإعلامية، ودعم دور الإعلام كمحرك رئيسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكأداة أساسية في صياغة مستقبل مستدام قائم على الإبداع والتكنولوجيا، “فالمستقبل الإعلامي لا يُنتظر، بل يُصنع، وبريدج ستكون الجسر الذي يربط الإعلام العالمي برؤية جديدة قوامها التأثير والابتكار والاستدامة” بحسب آل حامد.
القمة تعمل على وضع رؤية إستراتيجية شاملة ومتطورة، تساعد قطاع الإعلام العالمي على الاستجابة السريعة للمتغيرات التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية في العالم
ومن المقرر أن يشارك في القمة قادة دول ورؤساء تنفيذيون وصناع قرار من دول العالم المختلفة بالإضافة إلى أكثر من 2000 إعلامي. كما سيصاحب هذا الحدث معرض للإنتاج الإعلامي بكل أطيافه وبمشاركة مجموعة كبيرة من الشركات الإعلامية العالمية.
وتعمل القمة على وضع رؤية إستراتيجية شاملة ومتطورة، تساعد قطاع الإعلام العالمي على الاستجابة السريعة للمتغيرات التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية في العالم.
وقال الخبير الاقتصادي ريتشارد أتياس في تصريحات بمناسبة إطلاق القمة، إنها تقوم على الإيمان بأن الشراكات، وليس العزلة، هي الكفيلة بتحديد المستقبل، لاسيما في الإعلام. فالإعلام ليس مجرد شاهد على التاريخ، بل هو قوة تشكّله.
وأضاف أن قمة بريدج تمثل منصة للتفاعل والتعاون والعمل على مدار العام، وتصل إلى ذروتها مع 2025، وهو الحدث الإعلامي الأكبر والأكثر تأثيرا في العالم، والذي سيُعقد في أبوظبي في ديسمبر المقبل.
وتتيح القمة فرصا استثنائية لمناقشة مستقبل الإعلام وتقديم حلول مبتكرة لتمكين قطاع الإعلام من التكيف مع تحولات القطاع المتسارعة، حيث تأتي القمة لتعالج أبرز التحديات التي تواجه صناعة الإعلام وتقدم لها حلولا واقعية، وستعمل على خلق فرص اقتصادية واعدة وتفتح آفاقا جديدة للاستثمار وتمكين الشركات الناشئة من الوصول إلى أسواق أوسع، وتعزيز تنافسية القطاع الإعلامي وتحفيزه على النمو المستدام، ليكون محركا رئيسيا لاقتصاد المعرفة القائم على الابتكار.