قمة أوروبية لمحاصرة تنظيمات الإسلام السياسي

ماكرون يندد بـ"إساءة استخدام حقّ اللجوء" في أوروبا وكورتس يطالب باتباع نهج منسق وقوي تجاه المقاتلين الأجانب العائدين من سوريا والعراق.
الثلاثاء 2020/11/10
حزم أوروبي لمكافحة الإرهاب

باريس - انتهى قادة أوروبا من قمتهم المنعقدة عبر الفيديو إلى ضرورة وضع الآليات والقواعد الأساسية لتوسيع مهام محاربة التطرف والمتطرف، وذلك ضمن إجراءات تهدف بالأساس إلى محاصرة تنظيمات الإسلام السياسي.

واختتمت القمة المصغّرة، الثلاثاء، حول الردّ الأوروبي على التهديد الإرهابي إثر اعتداءات استهدفت مدينتي نيس وفيينا.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الدول الأوروبية "بحاجة إلى ردّ سريع ومنسّق في مواجهة التهديد الإرهابي"، مؤكدا أن الردّ يجب أن يشمل خصوصا "تطوير قواعد البيانات المشتركة وتبادل المعلومات وتعزيز السياسات العقابية" فضلا عن "تنفيذ مجموعة التدابير" التي سبق أن اتخذتها أوروبا "في شكل كامل وصارم".

ودعا ماكرون، خلال استقباله رئيس وزراء النمسا سيبستيان كورتس، على ضرورة "إعادة تأسيس فضاء شينغن"، معتبرا أن "أي ثغرة أمنية في أي دولة في الاتحاد الأوروبي تشكّل خطرا على الدول الأخرى".

من جهته، اعتبر كورتس أن المواطنين الأوروبيين العائدين من مناطق النزاعات، مثل سوريا والعراق، يشكّلون "تهديدا دائما عابرا للحدود".

ودعا المستشار سباستيان كورتس، رئيس وزراء النمسا، إلى تبني ثلاثة محاور أساسية لمحاربة الإرهاب خلال لقاء جمعه برئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أثناء زيارته إلى العاصمة فيينا.

وطالب المستشار كورتس، باتباع "نهج منسق وقوي تجاه المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق" عقب عودتهم، وكذلك من أراد الانضمام إليهم، معتبرا أنهم "قنابل موقوتة".

ودعا إلى تصعيد الحرب ضد "دعاة الكراهية" بالتزامن مع العمل على توفير "الحماية المناسبة لحدود الاتحاد الأوروبي الخارجية"، لضمان الأمن داخل منطقة شنغن.

وأدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كافة أشكال الكراهية ضد الأديان قائلة "مصممون على حماية مجتمعاتنا ضد أعداء الحرية"، مشيرة إلى "أن ما يجري ليس مواجهة بين الإسلام والمسيحية".

وأكدت ميركل على أهمية التعاون مع الدول الإسلامية لمواجهة الإرهاب.

صورة

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن "أوروبا تضمن حرية المعتقد وتتمسك بأولوية القانون المدني"، مضيفا "يجب التوصل إلى حذف خطابات الكراهية من منصات الإنترنت في وقت وجيز".

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين "نشجع برامج تعزيز وقاية الشباب من التطرف"، بينما اعتبر رئيس وزراء هولندا مارك روته، أن "ما يجري ليس نزاعا بين أوروبا والإسلام، أو بين الأوروبيين والمسلمين".

وأفادت معلومات صدرت عن المستشارية النمساوية، بأن رئيس المجلس الأوروبي، اقترح إنشاء "معهد أوروبي لتدريب الأئمة".
واتفق مع المستشار كورتس على تبادل المعلومات بشكل أكثر سلاسة في المستقبل عبر الأجهزة السرية والأمنية في الدول الأعضاء.

وانتظمت القمة بعد أسبوع من اعتداء جهادي شهدته فيينا وبعد اعتداء في نيس في جنوب شرق فرنسا وقطع رأس المدرّس الفرنسي صامويل باتي في فرنسا في أكتوبر.

وفتح مناصر لتنظيم الدولة الإسلامية النار، الاثنين الماضي، في وسط فيينا، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في أول اعتداء من هذا النوع منذ عقود في النمسا. ويأتي في سياق عودة التهديدات الجهادية منذ إعادة نشر مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة رسوما كاريكاتورية للنبي محمد.

وزار شارل ميشال ووزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون فيينا، الاثنين للمشاركة في مراسم تكريم ضحايا الاعتداء.

وسبق أن أعلن ماكرون، الخميس، مضاعفة عديد قوات المراقبة على الحدود الفرنسية ودعا إلى إعادة صياغة "بالعمق" القواعد الناظمة لفضاء شينغن لحرية التنقل في أوروبا، معتبرا أن مكافحة الهجرة غير القانونية هي جزء من مكافحة الإرهاب.

ويعتزم الرئيس الفرنسي تقديم مقترحات أولية في هذا الاتجاه للمجلس الأوروبي خلال اجتماعه في ديسمبر، بهدف "تحقيق ذلك في ظل الرئاسة الفرنسية" للاتحاد الأوروبي التي تبدأ في النصف الأول من العام 2022.