قمة أردوغان ورئيسي: توافق على الأكراد وخلاف بشأن سوريا وأذربيجان

الحرب في غزة ساهمت في وضع النزاعات الإقليمية جانبا وإجبار الرئيسَين على البحث عن نهج مشترك في الشرق الأوسط.
الخميس 2024/01/25
علاقات معقدة ومتعددة الأبعاد

أنقرة – عكس لقاء القمة الذي جمع الأربعاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي توافقا حول الحرب المشتركة على الأكراد، فيما يظل تناقض المصالح في سوريا وأذربيجان أبرز نقطة خلاف بين القوتين المتنافستين في المنطقة.

وأدان الرئيس التركي، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيسان في العاصمة التركية أنقرة، ما أسماه بالهجوم الإرهابي الشنيع الذي وقع في محافظة كرمان الإيرانية، في 3 يناير الجاري.

وأكد الرئيس التركي وقوف أنقرة إلى جانب طهران في مكافحة الإرهاب. وأضاف “تطرقنا إلى أهمية مواصلة تعزيز تعاوننا ضد التنظيمات الإرهابية التي تستهدف أمن بلدينا ومنطقتنا”. والتنظيمات الإرهابية توصيف عادة ما يطلقه الأتراك في حديثهم عن المجموعات الكردية في العراق وسوريا.

من جانبه قال الرئيس الإيراني “أقمنا علاقات جيدة مع تركيا على مدى سنوات طويلة، ونريد أن نرتقي بهذه العلاقات إلى مستويات أعلى في المرحلة القادمة أيضًا”.

إرسال رئيس مخابرات تركيا إلى العراق مرتبط بمنح أردوغان تفاصيل إضافية تُوظَّف في محادثاته مع رئيسي

وجاءت زيارة رئيسي إلى أنقرة بعد زيارة قام بها إلى العراق رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن والتقى خلالها بأبرز الشخصيات العراقية من رئيس ورئيس وزراء ومستشار الأمن القومي وشخصيات أخرى، ما يظهر أن هذه الزيارة مرتبطة بمنح أردوغان تفاصيل إضافية يمكنه توظيفها في محادثاته مع رئيسي بشأن العراق.

وحرص الرئيسان التركي والإيراني على إبراز التوافق في وجهتي النظر بينهما حول ما يجري في غزة، وهو توافق لا يغطي على نقاط الخلاف بين البلدين، بما في ذلك الموضوع الفلسطيني.

ويتحدّث محلّلون عن الغضب الذي يتم التعبير عنه في وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية في إيران إزاء استمرار العلاقات التجارية والدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل.

ويضاف ذلك إلى التوترات القائمة بين القوتين الإقليميتين في سوريا، حيث دعمتا معسكرين متعارضين في الحرب الأهلية بالبلاد، وفي الصراع بين أذربيجان وأرمينيا حول جيب ناغورني قره باغ.

وقال مدير مركز إسطنبول للدراسات الإيرانية حقي أويغور “العلاقات بين تركيا وإيران معقدة ومتعددة الأبعاد”.

وأضاف “لطالما كانت تركيا قادرة على إدارتها، وعلى إيجاد حل وسط بطريقة أو بأخرى. أعتقد أن شيئا مماثلا سيحدث الآن”.

وأفادت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية بأن رئيسي يرأس “وفدا سياسيا واقتصاديا رفيع المستوى” في أول زيارة رسمية له إلى تركيا منذ انتخابه عام 2021.

وتتشارك إيران وتركيا حدودا تمتد على 535 كيلومترا، كما يربطهما تاريخ طويل من العلاقات الاقتصادية الوثيقة والخلافات الدبلوماسية.

ودعمت تركيا جهود المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من إيران وروسيا خلال الحرب الأهلية السورية.

وتزايد قلق إيران إثر تزويد تركيا أذربيجان بأسلحة لمساعدتها على هَزْم الانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ عام 2020، وتجدد إقدامها على ذلك في العام الماضي.

كما تتخوّف طهران من أن يؤدي صعود جديد لباكو في منطقة القوقاز إلى تغذية الطموحات الانفصالية للأقلية العرقية الأذرية الكبيرة في إيران.

ويعتقد محللون أن الحرب في غزة ساهمت في وضع النزاعات الإقليمية جانبا وإجبار الرئيسَين على البحث عن نهج مشترك في الشرق الأوسط.

وقال أراش عزيزي الأستاذ في جامعة كليمسون “من المحتمل أن يعلن رئيسي وأردوغان عن بعض الإجراءات الرمزية بشأن فلسطين”.

وأضاف “لكنني أعتقد أن الجزء الأكبر من تركيزهما سيكون منصبا على طريقة احتواء الصراع والتأكد من عدم توسعه، وهو أمر تريده كل من أنقرة وطهران”.

ووقعت تركيا وإيران على 10 اتفاقيات بين البلدين بحضور أردوغان ورئيسي على هامش الاجتماع الثامن لمجلس التعاون التركي – الإيراني رفيع المستوى، وشملت التعاون في مجالات الكهرباء والمناطق الحرة والنقل والطاقة والإعلام والاتصال والتعاون العلمي والصناعي والتكنولوجي والسياحة.

1