قمة أبوظبي الثقافية تقدم رؤى حداثية لمستقبل العالم

القمة الثقافية تبحث في دورتها الحالية سبل تمكين المؤسسات الثقافية من المشاركة بصورة فعّالة في معالجة التحديات العالمية، وتسخير الإبداع والتكنولوجيا لتحقيق التغيير الإيجابي.
الاثنين 2019/04/08
نقاشات هامة وورشات تفاعلية

تعتبر القمة الثقافية التي تعقد سنويا بأبوظبي من أهم الفعاليات الثقافية العالمية، حيث يناقش خلالها كبار المسؤولين السياسيين والفنانين والباحثين أهم قضايا الثقافة في العالم، لتخرج بأفكار وتصورات ومشاريع في غاية الأهمية. وقد بدأت الأحد أعمال النسخة الثالثة من “القمة الثقافية أبوظبي 2019”، والتي تنظمها “دائرة الثقافة والسياحة–أبوظبي”، في منارة السعديات في العاصمة، وتستمر حتى 11 أبريل الحالي.

أبوظبي- بدأت الأحد أعمال النسخة الثالثة من “القمة الثقافية أبوظبي 2019”، والتي تنظمها “دائرة الثقافة والسياحة– أبوظبي”، في منارة السعديات في العاصمة، وتستمر حتى 11 أبريل الحالي.

وتناقش “القمة الثقافية أبوظبي 2019” على مدى 5 أيام سلسلة من القضايا والورش التفاعلية التي تندرج تحت شعار “المسؤولية الثقافية والتكنولوجيا الجديدة”، وتتناول موضوعات تتعلق بالفن والإعلام والتراث والمتاحف والتكنولوجيا، بالإضافة إلى عروض ثقافية وفعاليات للتواصل وبناء شبكات العلاقات.

كما تبحث القمة في دورتها الحالية سبل تمكين المؤسسات الثقافية من المشاركة بصورة فعّالة في معالجة التحديات العالمية، وتسخير الإبداع والتكنولوجيا لتحقيق التغيير الإيجابي، وذلك بمشاركة أكثر من 450 خبيرا ومتخصصا من 90 دولة.

في زمن التكنولوجيا

تنطلق الجلسات النقاشية من “القمة الثقافية أبوظبي 2019” الإثنين 8 أبريل رسميا بعد الكلمة الافتتاحية لرئيس “دائرة الثقافة والسياحة –أبوظبي” محمد خليفة المبارك، والكلمة الرئيسية لوزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة بنت محمد الكعبي.

في دورتها الحالية تبحث القمة سبل تمكين المؤسسات الثقافية من المشاركة في معالجة التحديات العالمية
في دورتها الحالية تبحث القمة سبل تمكين المؤسسات الثقافية من المشاركة في معالجة التحديات العالمية

ويدير وزير دولة من الإمارات العربية المتحدة، زكي أنور نسيبة، الجلسة الافتتاحية من “القمة الثقافية أبوظبي” والتي تحمل عنوان “الدبلوماسية الثقافية والمسؤولية في زمن التكنولوجيا الحديثة” ويتحدث فيها كل من رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه لويس ثباتيرو ورئيس بوليفيا (2001-2002)، عضو في نادي مدريد، خورخي فرناندو كيروغا، والمدير العام، أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، برناردينو ليون.

وتبحث أولى جلسات القمة، التي تأتي بعنوان “ما هو دور الإعلام في عصر التكنولوجيا؟” ويرأسها محرر “ذي إيكونوميست” في الولايات المتحدة الأميركية جون بريدو، صعود نجم شركات التكنولوجيا في مجال نشر الأخبار، وكيف عملت التكنولوجيا الجديدة ووسائل التواصل الاجتماعي على تحول العلاقات بين المنتجين ومستخدمي جميع أشكال الإعلام الثقافي.

وتضم قائمة المتحدثين في هذه الجلسة كلا من رئيسة تحرير “ذا ناشيونال”، مينا العريبي، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “نيرفورا”، شاشي مينون، ومحرر ومقدم برنامج الأسواق الناشئة في قناة CNN جون ديفتورياس.

وتأتي الجلسة الثانية بعنوان “كيف يمكن للمتاحف أن تواكب العصر الرقمي؟” وتستكشف سبل استخدام المتاحف للتكنولوجيا الحديثة لتحسين تجربة الزوار. ويدير هذه الجلسة كبير القيمين الفنيين للمبادرات المعمارية والرقمية في متحف “سولومون آر جوجنهايم”، تروي ثيرين، وتضم خبراء استراتيجيين وفنانين رقميين يستخدمون التكنولوجيا لمناقشة العديد من التقنيات الحالية والمستخدمة في المتاحف بهدف مشاركة الجمهور ومناقشة دور المتاحف في المستقبل.

وتضم قائمة المتحدثين كلا من الرئيس التنفيذي والمدير الفني لبينالي آرت بانكوك، أبينان بوشياناندا، ورئيسة مشروعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، جلام (شبكة هولندية رقمية لمقتنيات الحروب “الحرب العالمية الثانية” ليزي جونغما)، وتاكاشي كودو، من تيم لاب من متحف الفنون الرقمية بطوكيو، والفنان إميكا أوجبوه.

ويدير المدير الفني للأكاديمية الملكية للفنون في المملكة المتحدة، تيم مارلو، جلسة “الشعبية مقابل الشعبوية”، التي تسلط الضوء على طموح العديد من المتاحف وصالات العرض إلى تعزيز مشاركة الجمهور على اختلاف شرائحه، وعلى الرغم من أن هذا الطموح هادف، إلا أنه قابل للتحدي، فتحاول هذه الجلسة الإجابة عن تساؤل لماذا يجب أن يُعجب الجميع بالفن؟ هل نخاف رأي النخبة؟

وتضم قائمة المتحدثين كلا من القيّم والناقد الفني والكاتب لارس نيتف، المدير السابق لمتحف تيت مودرن، متحف “M+” للفنون في هونغ كونغ، ومتحف الفن الحديث في العاصمة السويدية استوكهولم، إلى جانب المنتج الفني فاروق شودري المنتج الفني في مؤسسة أكرم خان، المملكة المتحدة، ومنيرة ميرزا المديرة التنفيذية لقسم الثقافة في كلية كنجز في لندن، والنائبة السابقة لمدير قسم الثقافة والتعليم، هيئة لندن الكبرى، المملكة المتحدة.

وعلى خلفية الصراعات الأخيرة وتزايد أعداد الكوارث، لماذا يأتي التراث على سُلّم الأولويات خلال الأزمات؟ تحت هذا العنوان، تناقش الجلسة، برئاسة مدير قطاع الثقافة والطوارئ التابع لليونسكو لازار إلوندو، الدور الذي يلعبه التراث في دعم المجتمعات المتضررة إثر التعافي من حالات الطوارئ من خلال عرض تجارب الخبراء والمتخصصين في شؤون الثقافة. وتضم قائمة المتحدثين كلا من مدير المتحف الوطني “ريو دي جانيرو”، أليكساندر كيلنر، البرازيل، ومؤسسة التراث الثقافي iTE، مارلين باريت أودوين والفنانة الأردنية آلاء يونس.

وخلال اليوم الأول، سيتم كذلك تقديم عروض فنية للفنان الحائز على العديد من الجوائز ماركوس لوتينز. ويختتم المشاركون في “القمة الثقافية أبوظبي” يومهم بجولة خاصة في موقع الحصن الثقافي، يليها عرض أداء يحيه ربيع أبوخليل في المجمّع الثقافي.

الماضي والمعاصرة

الإبداع والتكنولوجيا يحققان التغيير الإيجابي
الإبداع والتكنولوجيا يحققان التغيير الإيجابي

تنطلق في اليوم الثاني من “القمة الثقافية أبوظبي” الثلاثاء 9 أبريل، النقاشات بإدارة محمد العتيبة، حيث يبدأ اليوم بجلسة تحت عنوان تمثيل العالم: كيف للإعلام أن يقود عربة التغيير؟ والتي تبحث الأثر الكبير لتغير السلوكيات المجتمعية على المستوى العالمي على زيادة أهمية التنوع وأساليب التقديم داخل غرف الأخبار وعلى الشاشات.

ويدير الجلسة محرر مجلة “ذي إيكونوميست” في الولايات المتحدة الأميركية، جون بريدو، حيث يناقش كيفية ترويج الإعلام للتفاعل ما بين الثقافات، وكيف يساعد التنوع المتزايد والتقديم على الشاشات في تمكين المشاهدين وتعزيز التغيّر الاجتماعي، وكيف ينتشر الإعلام عبر دول مختلفة ليعزز قوتها الناعمة، ويوسّع حدودها الثقافية؟ وتشاركه كل من الصحافية المستقلة نيها ديكسيت من الهند، والصحافية كارولينا غيريرو من إذاعة أمبولانتي، ومؤسِّسة منصة TONL Media كارين أوكونوكو.

وتقام كذلك جلسة أخرى تبحث في ما “بعد الحروب أو الكوارث الطبيعية المدمرة، ما الدور الذي يلعبه التراث في مرحلة التعافي بعد الكوارث؟”، وتناقش هذه الجلسة أهمية إدراج الثقافة والتراث ضمن استراتيجيات وخطط التعافي من البداية، يتبادل الأعضاء المشاركون برئاسة مديرة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، د. شادية طوقان أمثلة حيّة لمبادرات التعافي والإعمار التي اعتمدت على الثقافة. وتضم قائمة المتحدثين في الجلسة كلا من مدير مكتب يونسكو العراق باولو فونتاني ومستشار وزارة الثقافة في مالي علي ولد سيدي ومديرة متحف بيروت الوطني آن ماري عفيش.

وتتناول جلسة أخرى قدرة المتاحف على توفير طريقة لاستعادة الماضي الثقافي، واستكشافه من منظور الحياة العصرية، بعنوان “كيف يمكن للمتاحف إحياء الماضي في وقتنا الحاضر؟” ويشارك في الجلسة مديرو المتاحف والقيّمون الفنيون والفنانون والمهندسون المعماريون لمناقشة دور المتاحف في إحياء الماضي وإضافة أبعاد جديدة من الاستفسارات والتجارب إلى فهمنا للفن المعاصر.

وتدير الجلسة كبيرة القيّميين الفنيين بقسم “سامسونغ” للفن الآسيوي، وكبيرة مستشاري “الفنون العالمية” في متحف جوجنهايم، والمديرة المؤقتة للشؤون التقييمية لدى مشروع “جوجنهايم أبوظبي”، أليكساندرا مونرو، ويشاركها في الحوار كل من المدير الفني لبينالي بانكوك للفن، أبينان بوشياناندا، ومديرة مؤسسة “الفن جميل”، أنطونيا كارفر، والمنسقة الافتتاحية للفن الأصلي في معرض “أونتاريو الفني”واندا نانيبوش والفنانة شهزيا سيكندر.

تناقش "القمة الثقافية أبوظبي 2019" على مدى 5 أيام سلسلة من القضايا والورش التفاعلية التي تندرج تحت شعار "المسؤولية الثقافية والتكنولوجيا الجديدة"

بينما يدير المدير الفني للأكاديمية الملكية للفنون في المملكة المتحدة تيم مارلو جلسة حوارية تحت عنوان “هل يمكن عولمة الثقافة البصرية؟”، حيث يناقش إمكانية أن يُشكل اتخاذ موقف أكثر شمولية نحو الثقافة المرئية خطرا على تعميم مبدأ التقليدية الشاملة، ومدى مساهمة التعددية الوطنية داخل المؤسسات في الحد من الطموح الفني، ورفضها تطبيق مبدأي المحلية والتنوع المنصوص عليهما في السياسة بهدف إثارة روح التشجيع والتأمل.

ويتحدث في الجلسة كل من القيّمة الفنية في متحف “تي بابا” في نيوزيلندا ميجان تاماتي كوينيل، والرئيس التنفيذي لمتحف “نورفال” في جنوب أفريقيا إيلانا بروندين، ومدير متحف “فان جوخ” في هولندا أكسل روجر.

وتقدم سويفي يانغ، وهي واحدة من أبرع عازفي مقطوعات القيتار الكلاسيكية في العالم، معزوفات صينية وغربية ضمن إطار النشاطات الفنية خلال الفعالية، بالإضافة إلى عرض أدائي يقدمه هيثم الورداني، ليختتم اليوم الثاني من “القمة الثقافية أبوظبي” بتقديم العرض الفني “تيسيراكت” في جامعة نيويورك أبوظبي.

ونذكر أن “القمة الثقافية أبوظبي 2019” تناقش على مدى 5 أيام سلسلة من القضايا والورش التفاعلية التي تندرج تحت شعار “المسؤولية الثقافية والتكنولوجيا الجديدة”، وتتناول موضوعات تتعلق بالفن والإعلام والتراث والمتاحف والتكنولوجيا، إضافة إلى عروض ثقافية وفعاليات للتواصل وبناء شبكات العلاقات.

كما تبحث القمة في دورتها الحالية سبل تمكين المؤسسات الثقافية من المشاركة بصورة فعّالة في معالجة التحديات العالمية، وتسخير الإبداع والتكنولوجيا لتحقيق التغيير الإيجابي، وذلك بمشاركة أكثر من 450 خبيرا ومتخصصا من 90 دولة.

14